تنطلق اليوم الخميس 2 غشت الجاري بكل من مدينتي الجديدة وازمور فعاليات الدورة الثانية للملتقى الدُولي لفن "الملحون"، التي تنظمها الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية، وعمالة إقليمالجديدة، بالتعاون مع عدد من الشركاء، على مدى ثلاثة ايام. وتشهد الدورة التي تقام تحت شعار "الملحون في حضرة التصوف"، تقديم عدد من العروض الموسيقية، التي سستوزع ما بين فن الملحون، والموسيقى، والإنشاد الروحي، والفن الشعبي الجزائري، والحضرة الصوفية، والذكر العيساوي، وذلك سيتم بانسجام مع تيمة الدورة التي تلامس التصوف بكل أشكاله وألوانه الموسيقية وتعبيراته الصوتية الجميلة. وسيعرف هذا المهرجان الفني الذي تشارك ازيد من مائة فنان يمثلون بلدان لبنان، إيران، تونس والجزائر والبلد المنظم، تنوعًا موسيقيًا، وغناءً روحيًا تعكسه الفقرات الفنية وذلك من خلال ما ستقدمه الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة من الأغاني و الابتهالات و التواشيح و المواويل سالفة الذكر، إلى جانب الفنان علي رضا كورباني و ما سيقدمه من أغاني التراث الصوفي الإيراني؛ وكذلك ما ستقدمه الفنانة ريم حقيقي من روائع الفن الشعبي الجزائري، ومن تونس تُقدم حضرة سيدي منصور في صفاقس برئاسة المقدم سفيان السيالة؛ شذرات من تراث الحضرة الصوفية في انسجام مع الحضرة العيساوية. ومن ابرز المشاركين في هذه التظاهرة الموسيقة الروحية الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة، التي ستقدم أغاني و ابتهالات وتواشيح ومواويل صوفية لكل من جلال الدين الرومي، وابن الفارض، و ابن زريق، والحلاج، وجبران خليل جبران، حيث يمتزج فيها الحس الموسيقي الصوفي بالنبرة الفنية الاصيلة في هذا الشهر المبارك الكريم.. و يُقدم فن (الملحون) المغربي في كل حفلات ملحونيات من خلال مجموعة من الفنانات والفنانين المغاربة، تتقدمهم ماجدة اليحياوي، سناء مرحات، أسماء لزرق، محمد السوسي، عبد العالي البريكي وعبد المجيد رحيمي في صحبة جوق لأمهر عازفي فن الملحون بالمغرب. كما ستعرف الدورة عقد ندوة علمية في موضوع " فن الملحون في رحاب التصوف " يوم السبت المقبل، يشارك فيها كل من الدكتور عباس الجراري والأستاذ فوزي الصقلي و الأستاذ عبد السلام الخلوفي؛ وهي ندوة تحاول أن تلامس تيمات الوجود والإنسان والزمن والسفر الروحي في فن الملحون، و كذا رصد التقاطعات التي ينسجها هذا الفن التراثي مع مختلف الفنون والألوان الإيقاعية والموسيقية الكونية. كما ستنفتح هذه الدورة على فضاءات أثرية كفضاء ابراهام مونيس، ودار السلاح بالمدينة العتيقة بآزمور، وفضاء حديقة محمد الخامس في الجديدة من خلال ثلاث ليالي هي ليلة السفر الروحي، ليلة الحضرة الصوفية وليلة الإخاء والمحبة، مما يمنح المهرجان قيمة فنية راقية. وكانت الدورة قد سبقتها يوم ال 26 من الشهر الماضي، تنظيم ندوة صحافية بالجديدة، تم فيها تقديم الخطوط العريضة لهذه الدورة، التي تشكل دورة النضج، بما تحمله من خصوبة فنية في فقرات المهرجان، الذي سيحول مدينة الجديدة لا محالة الى محطة دولية للموسيقى الروحية.