سيارات تحطمت جراء انفجار قرب اكاديمية الشرطة النسائية في طرابلس يوم الاحد - رويترز قالت مصادر أمنية إن قتيلين على الأقل سقطا عندما انفجرت ثلاث سيارات ملغومة قرب وزارة الداخلية ومبان أمنية في العاصمة الليبية طرابلس يوم الأحد 19 اغسطس الجاري في أول هجوم من نوعه منذ سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي. ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن الانفجارات وهي احدث مثال على العنف الذي لايزال يمثل مشكلة في ليبيا رغم الانتقال السلمي للسلطة للحكومة الجديدة بعد الانتخابات التي جرت في يوليو تموز وهي اول انتخابات تجري منذ عقود من الزمان. وتركت الاطاحة بالقذافي ومقتله بعد 42 عاما من حكم الفرد فراغا في السلطة ملأته ميليشيات محلية وجماعات مسلحة اخرى تسعى قوات الامن جاهدة لاخضاعها لسيطرتها وكذلك حوادث اطلاق نار متقطع وانفجارات. وهرعت سيارات الاسعاف ورجال الاطفاء الى مواقع الانفجارات يوم الاحد وطوقت اعداد كبيرة من الشرطة المواقع قبل ان تبدأ في ازالة المركبات المتفحمة وغير ذلك من الركام. وذكرت المصادر أن السيارة الملغومة الأولى انفجرت قرب مبان إدارية تابعة لوزارة الداخلية في طرابلس ولكن لم تسقط ضحايا. وعند الوصول إلى مكان الانفجار عثرت الشرطة على سيارة ملغومة ثانية لم تنفجر. واضافت المصادر أن بعد دقائق انفجرت سيارتان ملغومتان قرب مقر سابق لأكاديمة الشرطة النسائية والذي تستخدمه وزارة الدفاع في التحقيقات والاعتقالات. وأسفر هذان الانفجاران عن سقوط قتيلين وإصابة ثلاثة. وقعت الانفجارات التي احدثت اضرارا طفيفة بالمبنيين وحطمت نوافذ السيارات والمباني القريبة في ساعات الصباح الاولى بينما كان المصلون يستعدون لاداء صلاة عيد الفطر. وقال مصدر امني "(الضحايا) شابان في العشرينات. مرا بالسيارة امام اكاديمية الشرطة لحظة وقوع الانفجار." وذكرت المصادر الامنية انه ليس لديها دلائل فورية عمن زرع القنابل ولم يصلها اعلان للمسؤولية من اي جهة. وتصاعدت اعمال العنف خلال شهر رمضان ومنها انفجار سيارة ملغومة في طرابلس قرب مقر الشرطة العسكرية وانفجار في مقر خال للمخابرات العسكرية السابقة في مدينة بنغازي بشرق البلاد ومهد الثورة ضد القذافي. وستجس الهجمات الاخيرة نبض المؤتمر الوطني الذي جعل من تحسين الامن اولوية له عندما تسلم السلطة في وقت سابق من الشهر الجاري من المجلس الوطني الانتقالي الذي اطاح بالقذافي. وستكون مهمة المؤتمر الوطني الاساسية فرض سلطته على الجماعات المسلحة العديدة واغلبها ميليشيات شاركت في الانتفاضة وترفض القاء اسلحتها. ولا يزال نزع اسلحة هذه الميليشيات يمثل تحديا. وسيعين المؤتمر الوطني المؤلف من 200 عضو رئيسا جديدا للوزراء سيختار الحكومة ويقر القوانين ويقود ليبيا الى انتخابات برلمانية كاملة بعد صياغة دستور جديد العام المقبل. ويؤثر استمرار العنف على علاقات ليبيا مع الدول الاخرى والمنظمات الدولية التي تحتاج طرابلس لمساعدتها في مسعاها من اجل الاستقرار والامن واعادة الاعمار الاقتصادي. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها علقت أنشطتها في بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية ومصراتة بعدما تعرض احد مقراتها في مصراتة لهجمات بقنابل وصواريخ. ولا يزال مصير سبعة عمال اغاثة ايرانيين كانوا ضيوفا لدى الهلال الاحمر الليبي غير معروف بعد ثلاثة اسابيع تقريبا من خطفهم من جانب مسلحين في قلب بنغازي.