أوقعت سلسلة تفجيرات في العراق، ليلة أول أمس السبت، أكثر من 20 قتيلاً و57 جريحاً، من بينها انفجار مولد للطاقة الكهربائية وسط مدينة البصرة، جنوب العراق، سقط فيه عشرات الضحايا، في حين تضاربت التقارير بشأن مسببات انفجاره.التفجيرات وأعمال العنف ما تزال تحدث بشكل متكرر في العراق (أ ف ب) وقال قائد قوة شرطة البصرة، الجنرال عادل دحام، إن الانفجار في سوق العشار التجاري، بالمدينة التي تعد إحدى أكبر مدن العراق، تلاه حريق هائل وانفجارات في مولدات كهربائية صغيرة مجاورة. وأوضح أن السلطات الأمنية لم تحدد إذا ما كان الانفجار نتيجة عمل إرهابي أو ماس كهربائي، إلا أن مصادر أمنية أخرى عزت الانفجار إلى قنبلة. وذكرت مصادر أمنية أن سلسلة الانفجارات تسببت بها سيارة مفخخة وقنبلتان أوقعت 16 قتيلاً و44 جريحاً في المنطقة. وشرحت تلك المصادر قائلة إن السيارة الملغومة انفجرت قرب محطة حافلات، فيما انفجرت قنبلة بالقرب من تقاطع طريق وضربت الثانية شارعا مزدحما تزامن انفجارها مع تفجير مولد الطاقة الكهربائية بقنبلة أسفر عنه اندلاع حريق هائل. وطوقت القوات الأمنية المنطقة وبدأت التحقيق لتحديد أسباب الانفجارات وما إذا كان هجوما "إرهابياً". وفي الموصل، فجر انتحاري حزاماً ناسفاً كان يرتديه لدى اقترابه من دورية عراقية راجلة، أسفر عنها مقتل رجل شرطة وإصابة خمسة آخرين. ولقي أربعة آخرون مصرعهم وأصيب ثمانية أثناء حملة دهم جنوب غربي العاصمة بغداد. وفي حادث منفصل، قتل رجل شرطة وأصيب آخر في هجوم شنه مسلحون على سيارة شرطة شمال غربي بغداد. وتزامنت أحداث العنف مع تسليم آخر قوة أمريكية مقاتلة المهام الأمنية إلى القوات العراقية. وما زال العراق يعاني فراغا سياسيا منذ الانتخابات التشريعية، التي جرت في السابع من مارس، في الوقت الذي تحاول فيه فصائل سياسية تشكيل حكومة ائتلافية. ويقول مسؤولون عراقيون إن المسلحين يحاولون على ما يبدو استغلال الفراغ الحالي في السلطة. من جهة أخرى، سلم الجيش الأمريكي مسؤولية المهام القتالية إلى قوات الأمن العراقية، أول أمس السبت، تمهيداً لخفض الوجود العسكري الأمريكي في العراق من 64 ألف جندي إلى 50 ألف جندي بحلول الأول من شتنبر، في خطوة تؤكد الانسحاب الأمريكي من هناك حسب الجدول الزمني المحدد. ورغم أن تلك آخر فرقة قتالية أميركية تسلم المسؤولية للقوات العراقية، إلا أن ست كتائب أميركية ستبقى بعد مغادرة القوات القتالية الأميركية، نهاية غشت الجاري، لتقديم الدعم لقوات الجيش والشرطة العراقية. وتأتي الخطوة مع تصاعد العنف واستمرار الأزمة السياسية والإخفاق في تشكيل حكومة عراقية رغم مرور خمسة أشهر من الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في مارس الماضي. وتزامنت مراسم التسليم مع عدة انفجارات ضربت وسط مدينة البصرة ما أوقع عشرات القتلى. وطمأن قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو، في حديث لCNN، إزاء قدرات القوات العراقية تحمل المسؤوليات الأمنية مشيراً إلى تطورها، ونوه "مازلنا ملتزمون تجاه العراق.. سيكون لدينا 50 ألف جندي على الأرض لفترة زمنية كافية لاستمرار مساعدتهم (القوات العراقية) على كسب الثقة". ورد على سؤال بشأن إذا ما كانت مهمة الجيش الأمريكي قد اكتملت في العراق "قطعنا شوطاً كبيراً، وتواجدنا هناك أثناء أوقات عصيبة للغاية.. التقدم، الذي أحرزنا مشجع". وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعلن، الأسبوع الماضي، إنه سيلتزم بوعده بإنهاء العمليات القتالية في العراق بحلول 31 غشت الجاري وتسليم المسؤولية الأمنية إلى قوات الشرطة والجيش العراقية.