نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج - رويترز يعقد حلف شمال الاطلسي يوم الثلاثاء 26 يونيو الجاري اجتماعا خاصا دعت اليه تركيا بعد ان اسقطت القوات السورية طائرة حربية تركية الاسبوع الماضي في حادث قالت دمشق انه كان دفاعا عن النفس ولكن وصفته تركيا بانه"عمل عدواني." وهذه ثاني مرة فقط منذ انشاء حلف شمال الاطلسي قبل 63 عاما التي يجتمع فيها الحلف بموجب المادرة الرابعة من ميثاقه التي تنص على اجراء مشاورات عندما تشعر احدى الدول الاعضاء فيه بتعرض وحدة اراضيها او استقلالها السياسي او امنها لتهديد. وكانت المرة الاخرى الوحيدة التي اجتمع فيها حلف الاطلسي بموجب المادة الرابعة في عام 2003 لبحث حرب العراق وكان ذلك ايضا بناء على طلب تركيا. ورفضت تركيا تأكيدات من دمشق بانه لم يكن امام قواتها اي خيار سوى اطلاق النار على الطائرة المقاتلة اف-4 لدى طيرانها فوق المياه السورية قرب الساحل يوم الجمعة. وادانت تركيا في رسالة بعثت بها الي مجلس الامن الدولي "العمل العدواني الذي قامت به السلطات السورية ضد الامن القومي التركي" قائلة انه يشكل "تهديدا خطيرا للسلام والامن في المنطقة." وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج في مؤتمر صحفي بعد اجتماع للحكومة التركية استمر سبع ساعات "على الجميع ان يعرفوا ان هذا النوع من العمل لن يظل دون عقاب." وسلط الحادث الضوء بشكل اكبر على العلاقات المتوترة بين تركيا وسوريا والتي اقتربت من نقطة الانهيار بسبب الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد. ورغم انه غير معروف بانضباطه الانفعالي تجنب أردوغان حتى استخدام لغة عدائية عند تناول حادث الطائرة ربما لمعرفته بالممانعة الغربية للالتزام بأي عمل عسكري ولخشيته هو نفسه من اي شيء قد يسبب حربا طائفية اقليمية. ودعا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لهم يوم الاثنين تركيا الى ضبط النفس قائلين ان دولهم ستزيد الضغط على الاسد . وقال وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال "التدخل العسكري في سوريا أمر غير وارد ... هذه مسألة ليست محل بحث من جانب الحكومة الهولندية." وقال ارينج بعد اجتماع الحكومة التركية ان اردوغان سيدلي ببيان بشأن سوريا يوم الثلاثاء. وقدم أحد قادة سلاح الجو التركي تقريرا مفصلا عن الحادث خلال اجتماع مجلس الوزراء. ومن المحتمل على ما يبدو ان يؤدي وصف سوريا للحادث بانه دفاع عن النفس الى اثارة غضب تركيا بشكل أكبر. وفي دمشق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي "من المفترض ان يكون الناتو (حلف الاطلسي) منظمة هدفها تثبيت الامن والاستقرار واذا كان الاجتماع بهذه النوايا وبهذا الاتجاه نتمنى لهم التوفيق ...واذا كان الاجتماع عدواني الطابع فأطمئن الجميع بأن الاراضي والاجواء والمياه السورية مقدسة بالنسبة للجيش السوري." وتقول تركيا ان حطام الطائرة التي اسقطت بالقرب من الحدود البحرية في البحر المتوسط لكلا الدولتين يرقد في المياه العميقة. وقال مقدسي ان بعض الحطام عثر عليه طافيا وسلم الى تركيا. ولم يرد اي ذكر للطيارين. وقال مقدسي "رصدت اجهزة الرادار السوية جسما طائرا يسير باتجاه الاراضي السورية نفذ دوران يسار باتجاه الشمال الشرقي مع النزول الى ارتفاع منخفض واختفى عن شاشات الرادار ليظهر فجأة على ارتفاع 100 متر وعلى مسافة ما بين كيلومتر وكيلومترين من الشاطئ واليابسة السورية. "فعل المباغتة للدفاعات الجوية السورية التي تعمل بهكذا انواع من الاشتباك يأتي بأمر تلقائي اوتوماتيكي وحتى لو كانت الطائرة غير المعرف عليها سورية ليتم اسقاطها بذات الطريقة...التصدي الذي حصل من قبل الدفاعات الجوية السورية تم من قبل رشاش ارضي مضاد للطائرات مداه 2.5 كيلومتر." وفي احياء حمص التي دمرها القصف خاصت قوات المعارضة معارك ضد القوات السورية بينما حاول عمال الاغاثة اجلاء المدنيين. وتقع حمص في قلب الانتفاضة التي مضى عليها 16 شهر ضد الرئيس بشار الاسد. وقال التلفزيون الرسمي التركي إن لواء سوريا و38 ضابطا آخرين فروا إلى تركيا في ليل الاحد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها حاولت مجددا ترتيب عملية اجلاء آمنة للمدنيين المحاصرين من حمص. لكن الناشطين المناهضين للحكومة ابلغوا عن قصف مكثف للاحياء الوسطى في المدينة ومنها جورة الشياح وقرابيص. واظهر تسجيل مصور تفجيرات واطلاق نيران من رشاشات من عمارات سكنية مهجورة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الاسد نفذت غارات واعتقالات في مناطق لا تزال تحت سيطرة الجيش وانه وردت انباء بشأن اندلاع قتال ضار بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في مراكز المعارضة في ادلب ودير الزور ودرعا مهد الانتفاضة. وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من عشرة الاف شخص قتلوا على أيدي القوات السورية في حين تقول سوريا ان "ارهابيين اسلاميين" قتلوا ما لا يقل عن 2600 من افراد الجيش وقوات الامن. واثارت كثافة القتال مخاوف في تركيا من حدوث طوفان من اللاجئين والانزلاق في حرب عرقية ودينية قد تعصف بالمنطقة. وانقرة مثل الغرب منقسمة بين الرغبة في الاطاحة بالاسد والخوف من ان اي تدخل مسلح قد يطلق قوى لا يمكن السيطرة عليها.