حين تسأل الكثير من النساء العربيات إن كن يطالبن بالمساواة مع الرجل في بلادهن؟ فإن أول إجابة تحصل عليها هي "لا يوجد شيء اسمه المساواة فالرجل مختلف عن المرأة ولكل واجباته وحقوقه". ويضفن "نحن النساء طبيعتنا مختلفة ومتطلباتنا وما هو مطلوب منا مختلف عن الرجل". وإذا نقلت السؤال إلى مرحلة أخرى لتسألهن ماهي حقوقكن التي تردنها؟ سيجبن إجابات عامة غير واعية تماما بمعنى هذه المطالبات. هذه الإجابة النموذجية سمعناها من طالبات جامعات وسيدات عاملات وربات بيوت ومثقفات وموظفات. لذلك ارتأينا في موقع "أنا زهرة" أن نلقي الضوء على معنى المساواة التي تطالب بها النساء في العالم العربي بشكل خاص وفي العالم. 1- المساواة في فرص التعليم ثمة ظلم مقنع في فرص التعليم في المجتمعات العربية وظلم مكشوف أيضاً. فالعائلة التي لا تملك الكثير لتدريس كل أبنائها تختار تعليم الذكور وتفضل تعليمهم وإلحاقهم بالجامعة على البنات وهذا ظلم مكشوف. الظلم المقنع هو ما يحدث بشكل تلقائي من توجه الفتيات لتخصصات مثل التربية أو المعاهد القصيرة التي تؤهلهن للعمل كمعلمات ليس لأنهن راغبات في الالتحاق بسلك التعليم بل لأنه وسط بظروف مقبولة اجتماعيا لعمل المرأة، كما أن بعض مؤسسات الدول عادة تسهل هذا الظلم بأنها توفر فرص كثيرة للفتيات للالتحاق بهذا التعليم ولا تشجع بما يكفي من خلال برامج اجتماعية واقتصادية النساء على الالتحاق بتخصصات أخرى. 2- المساواة في القوانين تتعرض المرأة للكثير من الظلم في بعض الدول العربية فيما يتعلق بقانون الحضانة أو الجنسية أو الطلاق أو غيرها من القوانين التي تتعلق بالأحوال الشخصية. 3- المساواة في فرص العمل كثير من الشركات تميز بشكل مقنع فتفضل تشغيل الرجل على المرأة لأسباب مختلفة، منها الظن بأن الرجل يعمل أفضل من المرأة، أو أن المرأة تمر بظروف خاصة مثل الحمل والإنجاب وتطلب إجازات أمومة ولديها مشاغل عائلية أكثر من الرجل تؤثر على أدائها. هذه الحالة تجعل رب العمل يؤثر توظيف الرجل على المرأة . 4- المساواة في الأجور والتنافس الوظيفي تحتاج المراة أن تشعر بأن بإمكانها المنافسة على منصب مسؤول في المؤسسة التي تعمل فيها، لكن نسب النساء في موقع القرار في بعض البلاد في العالم العربي وحتى المتقدم مازالت ليست كبيرة أو مبشرة. كما أن هناك دول لم تتخلص بعد من الفرق في الأجور بين الرجل والمرأة وقد تعطي الرجل الحق في تأمين صحي أفضل وضمان اجتماعي وتقاعد أفضل. 5- المساواة الاجتماعية وهذه أصعب أنواع المساواة إذ أنها ترتطم بجدار العادات والتقاليد. مثلا الحق في اختيار الزوج وشريك الحياة. والحق في الخروج ليلا أو السفر أو الحق في حرية اختيار طريقة اللباس والمظهر، بالإضافة إلى حقوق أخرى من الصعب الحصول عليها لأسباب من الصعب اختراقها بسهولة وتحتاج إلى مشروع تنمية مجتمعية وثقافية طويلة الأمد.