مركبات عسكرية لبنانية تقل جنودا قبيل انتشارهم في منطقة باب التبانة السنية في طرابلس بشمال لبنان يوم الأحد. تصوير: عمر ابراهيم - رويترز قال شهود ومسؤولو أمن يوم الأحد 13 ماي الجاري إن ثلاثة أشخاص قتلوا عندما اندلع قتال أثناء الليل في مدينة طرابلس اللبنانية بين أفراد من الأقلية العلوية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والأغلبية السنية. وأضافوا أن قذائف صاروخية ونيران بنادق آلية استخدمت في القتال بين مجموعات مسلحة في منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية في المدينة الساحلية الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمالي بيروت. وقال الجيش اللبناني في بيان "أحد العسكريين استشهد في محلة الملولة من جراء تبادل إطلاق النار بين المسلحين وذلك أثناء انتقاله من مركز عمله في البقاع إلى بلدته في عكار." أضاف بيان الجيش ان وحداته المنتشرة في المنطقة اتخذت تدابير أمنية مع تعزيز إجراءاتها وتعقب المسلحين لإعادة الوضع إلى طبيعته بصورة تامة. وأكدت قيادة الجيش أنها "ستتعامل بكل حزم وقوة مع العابثين بأمن المدينة واستقرارها إلى أية جهة انتموا." وعلى اثر الاشتباكات في طرابلس دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع عاجل يوم الاحد لمعالجة الاوضاع الامنية المتردية في طرابلس. وكانت الاشتباكات بدأت ليلا وتواصلت حتى صباح يوم الأحد بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له في منطقتي باب التبانة وجبل محسن. وانتشر الجيش اللبناني في شارع سوريا بين المنطقتين ورد بكثافة على اطلاق النار. ويقول شهود ان عناصر من تنظيمات اسلامية قطعت الطرقات الرئيسية في طرابلس مستخدمة اطارات السيارات المشتعلة بعد توقيف شادي المولوي المنتمي لاحد التنظيمات الاسلامية من قبل الامن العام اللبناني. وأعلنت مديرية الأمن العام اللبناني في بيان رسمي أن التوقيف تم على خلفية التحقيق بتهمة صلة المولوي "بتنظيم ارهابي" وقال البيان إن الاعتقال تم بعد متابعة دقيقة قام بها مكتب شؤون المعلومات في المديرية. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان الجماعة الاسلامية أصدرت بيانا انتقدت فيه "طريقة اعتقال مولوي والاسلوب المستهجن في استدراج المواطنين تمهيدا لاعتقالهم بشكل مخالف للانظمة والقوانين." ويبرز القتال مدى حدة التوتر الطائفي في سوريا والتي يمكن ان تمتد الى لبنان المجاور حيث تتركز اقلية علوية في مدينة طرابلس التي يقطنها اغلبية من السنة الذين يؤيدون الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا ضد بشار الأسد. وتقود الأغلبية السنية في سوريا طليعة الانتفاضة ضد الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية. وأثارت الاضطرابات في سوريا التوتر في لبنان حيث يوجد حلفاء كثيرون لسوريا من بينهم جماعة حزب الله الشيعية القوية كما يوجد لها خصوم يشعرون بالحنق تجاه ما يقرب من ثلاثة عقود من الوجود السوري في لبنان الذي انتهى عام 2005.