بدأت وحدات الجيش اللبناني الانتشار في منطقة جبل محسن ، بمدينة طرابلس، شمال لبنان، لاحتواء اشتباكات دامية وقعت بين هذا الحي ومنطقة باب التبانة وخلفت أربعة قتلى و75 جريحا. وهدد الجيش اللبناني الطرفين المتقاتلين في الحيين في بيان ، بالرد على النيران أيا كان مصدرها. وحسب مصدر أمني فإن قوات الأمن الداخلي تلقت تعليمات بتكثيف دورياتها، وتوقيف كل من يتعدى على الأمن العام، "حتى إن اقتضى الأمر اللجوء إلى القوة". ورغم اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بعد الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي )الخامسة بتوقيت غرينتش( تواصلت الاشتباكات المتقطعة بين حيي باب التبانة الذي تسكنه أغلبية سنية, وجبل محسن الذي تسكنه أغلبية علوية. وبدأت المواجهات مساء الثلاثاء واستعملت في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية واشتدت فجر الأربعاء, مما اضطر عشرات الأسر إلى مغادرة بيوتها, لكن حدتها تراجعت في المساء. وذكرت مصادر أمنية أن شقيقين قتلا قرب باب التبانة برصاص قناصة مما رفع عدد قتلى المواجهات إلى أربعة في الاشتباكات الأخيرة التي جاءت بعد أسبوعين من تصعيد مشابه خلف تسعة قتلى و45 جريحا. واتفق الطرفان على وقف لإطلاق النار يقضي -حسب بيان أعقب اجتماعين منفصلين في إقامة مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار ضما ممثلي الطرفين المتصادمين- بانتشار الجيش في الأحياء الشعبية حيث تركزت الاشتباكات. ودعا ممثلو الأحزاب والشخصيات السياسية والدينية إلى التهدئة, وطالبوا الجيش بالتدخل خصوصا بعد موافقة الجميع على رفع الغطاء عن كل مسلح إثر أحداث الشهر الماضي. وقال النائب سعد الحريري ، زعيم تيار المستقبل، إنه اتصل بقائد الجيش بالوكالة ، اللواء شوقي المصري ، ، واتفقا على أن "يدخل الجيش اللبناني إلى كافة المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية وأن يطلق النار على كل مخل بالأمن أيا يكن". ويأتي تجدد الاشتباكات فيما تعثر الإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية بعد أن كان وشيكا السبت الماضي, بسبب خلافات ذهذه المرة- داخل الأكثرية, حول توزيع الحقائب.