قال نشطاء، أول أمس الأحد، إن 12، على الأقل، من أفراد الشرطة السرية السورية، انشقوا عن مجمع للمخابرات، في محافظة مضطربة، قرب تركيا، في أول انشقاق كبير تفيد به التقارير داخل الجهاز الأمني، الذي يقود حملة قمع المحتجين، باعتباره أحد أعمدة حكم الرئيس بشار الأسد. وأضافوا أن قتالا بالأسلحة اندلع، أثناء الليل، بعد أن فر المنشقون من مجمع مخابرات القوات الجوية، في مدينة أدلب، على بعد 280 كيلومترا، شمال غربي دمشق، وقتل عشرة أشخاص من الجانبين، أو أصيبوا. وقالت مصادر بالمعارضة إن 16 جنديا آخرين انشقوا من أدلب، يوم الأحد، وأن اشتباكات منفصلة اندلعت بين مجموعة جديدة من المنشقين، والقوات الموالية إلى الجنوب، في منطقة تقع على الحدود مع لبنان. وقدرت المصادر عدد المنشقين عن قوات الأمن بعدة ألاف، أغلبهم من المجندين السنيين. وتمثل الطائفة السنية أغلبية في سوريا، وتحكم الأقلية العلويةّ، التي ينتمي لها الأسد سيطرتها على الجيش، وأجهزة الأمن بالبلاد. من جهة أخرى، قالت جماعة حقوقية إن أنباء أفادت بمقتل 23 شخصا، على الأقل، في سوريا، يوم السبت الماضي، مع تصاعد موجة العنف في الانتفاضة الشعبية السورية، المستمرة، منذ ثمانية أشهر، ضد الأسد، وهو ما يرفع عدد القتلى إلى حوالي 4600. وانتقدت الجامعة العربية سوريا، من جديد، لعدم توقيعها على البروتوكول الخاص بإرسال مراقبين إلى سوريا، وهو المطلب الرئيسي حاليا للجامعة العربية، لتجنب فرض مزيد من العقوبات عليها. وكانت اللجنة الوزارية العربية، المكلفة بالملف السوري، أعلنت مساء السبت أنها تعطي النظام، في سوريا، مهلة جديدة لتوقيع هذا البروتوكول تنتهي الأحد. وقال محلل في دمشق إن احتمال موافقة النظام السوري على البروتوكول، في الصيغة، التي قدمتها الجامعة العربية، "ضئيل جدا". وكانت اللجنة الوزارية العربية اجتمعت، مساء السبت، في الدوحة، وأوضحت الترتيبات الخاصة بتطبيق العقوبات، التي فرضت في نهاية الشهر الماضي، وحددت لائحة تضم 19 شخصية سورية، باتت ممنوعة من السفر إلى الدول العربية، كما جمدت أموالها وأصولها. وكان رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، نفى وجود أي مؤامرة عربية على سوريا. وقال "كل ما نريده هو وقف إراقة الدماء". ولم يبد الأسد، حتى الآن، أي دلالة على وقف الحملة على المحتجين المناهضين لحكمه. وتقول سوريا إنها تقاتل جماعات إرهابية مسلحة، تدعمها دول أجنبية، تحاول إشعال حرب أهلية، قتلت نحو 1100 من قوات الشرطة والجيش، منذ مارس الماضي. وقال الأسد، مرارا، إنه يقاتل من أجل الحفاظ على سيادة سوريا. وتزايدت عزلته مع فرض الجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، عقوبات اقتصادية أشد وطأة. لكن الأسد لا يواجه أي تهديد فوري بالتعرض لهجمات عسكرية غربية. وليس للغرب أي رغبة للتدخل في سوريا، على غرار التدخل، الذي ساهم في الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.