اشخاص يتجمعون في موقع انفجار في حلب يوم السبت. تصوير: جورج اورفاليان - رويترز تجري سوريا انتخابات برلمانية يوم الاثنين 7ماي الجاري تصفها السلطات بأنها احد معالم الاصلاح السياسي بعد انتفاضة شعبية بدأت قبل 14 شهرا ضد الرئيس بشار الاسد. وهزت اعمال عنف شرق البلاد قبل الانتخابات لتؤكد التحدي الذي يواجه اجراء انتخابات موثوق بها في الوقت الذي تستمر فيه اراقة الدماء ولتعقد مهمة مراقبي الاممالمتحدة الذي يراقبون وقفا لاطلاق النار اعلن في 12 ابريل نيسان. وتحدث ناشطون معارضون عن وقوع قتال بين الجيش والمعارضين في محافظة دير الزور الشرقية وعن هجمات لقوات الاسد اسفرت عن قتل خمسة اشخاص في مناطق اخرى من سوريا يوم الاحد من بينهم شاب قتل بالرصاص خلال مداهمات من منزل لمنزل في العاصمة دمشق. وعلى عكس الزعماء المستبدين في تونس ومصر وليبيا واليمن الذين اسقطهم الربيع العربي يحتفظ الاسد بدعم كاف بين القوات المسلحة والطائفة العلوية التي تهيمن على الجيش والاجهزة الامنية للصمود امام الثورة. ومنذ توليه السلطة خلفا لوالده حافظ الاسد في عام 2000 اعتمد الاسد على برلمان طيع للموافقة بشكل تلقائي على ارادة العائلة الحاكمة في ذلك البلد الذي تقطنه اغلبية سنية. ولا يوجد في مجلس الشعب الحالي عضو معارض واحد وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان نصف المقاعد ستخصص "لممثلي العمال والفلاحين" الذين تسيطر عائلة الاسد على اتحاداتهم. وتقاطع شخصيات المعارضة التي فر كثير منها الى خارج البلاد او اعتقلت خلال الانتفاضة الانتخابات قائلة ان الدستور السوري المعدل الذي سمح بانشاء احزاب سياسية جديدة هذا العام لم يغير شيئا. وعلقت ملصقات انتخابية معظمها لمرشحين مؤيدين بقوة للاسد في وسط دمشق ومناطق مازال الاسد يحتفظ بها بسلطة قوية ولكن يوجد منها عدد اقل في المناطق النائية التي تشكل اساس الثورة. وقال الناشط لؤي حسين الذي يرأس تيار "بناء الدولة السورية" ان هذه الانتخابات شكلية ولن تغير توازن القوى في سوريا. واضاف انه ليس من المهم من الذي يدلي بصوته فهي انتخابات مزورة ضد ارداة الشعب السوري دون مشاركة شعبية. وقال ان البرلمان السوري لا يملك سلطة على ضابط مخابرات واحد وليس لديه سلطة في البلاد على الاطلاق. وفي المناطق الوسطى بدمشق عرضت صور المرشحين في الشوارع ومن بينهم رجال اعمال ومخرجون سينمائيون ومقدمو برامج في التلفزيون الحكومي. وقالت ماريا سعادة وهي مهندسة تخوض الانتخابات على احد مقاعد دمشق ان ما حدث العام الماضي جعل الناس يدركون ان السوريين يحتاجون بشكل حقيقي لبرلمان حقيقي يكون قناة مباشرة وله دور فعال في بناء مسرح جديد. وقال المرشح السياسي المستقل قدري جميل انه رشح نفسه لاعتقاده ان بامكانه تحويل الانتخابات الى نقطة بداية لعملية سياسية ولخفض مستوى العنف من اجل الوصول للحوار. وقال بسام اسحق الذي رشح نفسه للبرلمان عامي 2003 و2007 دون ان يحالفه التوفيق وفر من البلاد العام الماضي ان الانتخابات لن تغير شيئا يذكر. واضاف ان النظام السياسي السوري مازال فاسد تماما وان نتائج الانتخابات ستتقرر سلفا. وقال ان هناك مقاعد قليلة جدا للمستقلين وان هذه المقاعد ستؤول إلى الاسهل انقيادا. وزار وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار مدينة حلب الشمالية يوم الاحد وقال ان المدينة التجارية والصناعية المهمة مستعدة للانتخابات. وتقول السلطات ان عدد الناخبين يبلغ 14 مليون نسمة من بينهم السوريون في الخارج وان هناك 7195 مرشحا. وقال الشعار الذي كان يحيط به مسؤولو الانتخابات لوسائل الاعلام الحكومية انه يجب توفير كل الموارد لضمان اجراء العملية الانتخابية بشكل سلس. وزادت المظاهرات المناهضة للاسد في حلب بعد ان قتلت قواته اربعة طلاب من المحتجين على الاقل في جامعة حلب الاسبوع الماضي. ويقول ناشطون ايضا ان الاحتجاجات زادت في شتى انحاء البلاد منذ وصول المراقبين. وفي بلدة مضايا السنية وهي مركز ريفي للثورة تقع على بعد 30 كيلومترا شمالي دمشق لم تظهر اي علامة على وجود حملة انتخابية. وفي بلدة الزباني القريبة كان هناك عدد قليل من صور مرشح. وقال ياسر وهو من سكان الزبداني ان هذا الشخص هو المرشح الوحيد وهو سيفوز بالطبع حتى اذا لم يصوت له الناس. وعلقت صور شبان قتلتهم قوات الأسد على المتاجر المغلقة وواجهات البنايات. وكتب على ملصق يسخر من الانتخابات "انتخبوا مرشحكم للانتخابات البرلمانية الشهيد نور عدنان الدلاتي".