يواجه الشاب المغربي معاد بلغوات مغني الراب والمعروف "بالحاقد" نسبة لحقده على النظام الملكي المغربي، الحكم بالسجن عدة سنوات بسبب تأليفه وأدائه لأغاني ملتزمة تنتقد عرش محمد السادس والمؤسسات الملكية، لا سيما قوات الأمن التي يتهمها بتقاضي الرشاوى والاعتداء على مواطنين عاديين دون أي سبب. ويتساءل "الحاقد" في إحدى أغانيه الشهيرة "كلاب الدولة" والتي دخل بسببها السجن للمرة الأولى في مطلع شهر سبتمبر/أيلول 2011 الماضي حسب خديجة رياضي، وهي رئيسة المنظمة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان " لماذا الشعب المغربي يدفع رواتب الشرطة التي تقمعه. لماذا القضاء أصبح أكبر فضاء "للبزنس" والرشوة. لماذا الشعب لا يستفيد من جميع ثروات البلاد. لماذا أكبر رجال الأعمال في المغرب هم من الوزراء الفاسدين ولماذا القانون لا يحمي المساكين والمظلومين". كما ينتقد أيضا "المخزن" وفساد القضاء، ووزارة الصحة التي لا تهتم بصحة الناس، بالإضافة إلى سيطرة اللوبي الفاسي على قطاعات الاقتصاد والسياسة بالمغرب. قصة "الحاقد" تشبه قصص عشرا ت الآلاف من شبان دول العالم العربي الذين يعانون من ظلم حكوماتهم وسئموا من البطالة والفقر ومن غياب الحرية للتعبير عن أفكارهم وأرائهم وتعبوا من مستقبل مبني على المجهول. شرطي برأس حمار وهو يجر مواطن مغربي اعتقل "الحاقد"، الذي لا يتجاوز عمره 24 سنة، للمرة الأولى في أول سبتمبر/أيلول 2011 الماضي بالدارالبيضاء بتهمة ممارسة العنف ضد مناضل في جمعية مقربة من القصر الملكي، حسب ما أكده أحد محاميه محمد المسعودي. وبقي رهن الاعتقال لمدة أربعة أشهر في سجن "عكاشة" بنفس المدينة حتى إطلاق سراحه في 12 يناير/ كانون الثاني 2012 وفي حوار هاتفي مع فرانس 24 ، أوضح محمد المسعودي أن السبب الحقيقي الذي أدى إلى اعتقال موكله لم يكن ممارسة العنف ضد شخص آخر كما يدعي القضاء المغربي، لكن بسبب أغانيه النضالية والمنتقدة للحكومات المغربية المتعاقبة وبسبب نشاطاته السياسية والاجتماعية في إطار جمعية 20 فبراير التي تطالب بإصلاحات سياسية جذرية في المغرب. ولم يمر سوى شهرين حتى عادت الشرطة لتعتقله من جديد في 28 من شهر مارس/آذار الماضي بتهمة المساس برموز الدولة وإهانة موظفين أثناء القيام بمهامهم. وأضاف المسعودي أن الشرطة اتهمته أيضا بتركيب صور على أغنيته " كلاب الدولة" تظهر شرطي برأس حمار وهو يجر مواطن مغربي. "الحاقد" معتقل لأنه يمارس فن جاد يجذب الملايين" وأوضح المحامي أن "الحاقد" بريء من هذا الفعل بالرغم من اعترافه أن الأغنية ملك له. وقال محمد المسعودي: "ما يريده القضاء من خلال هذه المحاكمة هو التضييق على الإبداع الفني. "الحاقد" معتقل ليس لأنه أهان مؤسسة حكومية بل لأنه يمارس فن جاد يجذب ملايين الأنصار والمعجبين من فئات الشباب المغربي وهو ينتقد بكل دقة ومصداقية الوضع السياسي والاجتماعي في المغرب وأضاف أن هيئة الدفاع المكونة من أكثر من 20 محاميا ستطلب من القضاء إطلاق سراحه لأنه وقع رهينة الاعتقال التعسفي وغير القانوني". من جهته، يقول عبد الحميد أمين، وهو نائب مدير الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في حوار هاتفي مع فرانس 24 أن "الحاقد" يعاني من مضايقة من قبل السلطة لأنه ناشط في جمعية 20 فبراير وكونه مغني وفنان تحولت أغانيه إلى شعارات، يتكلم بكل صراحة وطلاقة عن قضايا الفساد التي تهز العرش"، مضيفا "نحن نطلب إطلاق سراحه دون أي قيد أو شرط لأن ملفه فارغ. وإلى ذلك، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحكومة المغربية إلى إبطال كل التهم الموجهة ضد "الحاقد" وإطلاق سراحه في أسرع الآجال. وفي بيان صحافي نشرته المنظمة اليوم الأربعاء، اعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن قضية " الحاقد" هي قضية حرية التعبير و لا شيء آخر، مضيفة أن كل يوم إضافي يقضيه في السجن يدل أن هناك فرق كبير بين المصادقة على قوانين ديمقراطية واحترام هذه القوانين. يعيش "الحاقد" في حي شعبي بمدينة الدارالبيضاء وباشر فن "الراب" في عام 2004 . يعرف بأغانيه المنتقدة للنظام المغربي وبنشاطاته السياسية في جمعية 20 فبراير، وقد تحول إلى أحد رموز شباب المغرب الجديد الذي يحلم بالديمقراطية الحقيقة بعيدا عن أوامر القصر الملكي ومضايقات "المخزن".