يبدو أن حزب التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات لم يحالفه النجاح بعد في ضبط ايقاعه ما جعله يعاني ويغالب كي يستحضر بعض الانضباط في صفوفه حتى يتسنى له التموقع داخل المشهد السّياسي ، ومازال عاجزا على إبراز تضاريسه السّياسيّة وتثبيت رؤى وتوجهات تمكّن المتابع من أخذ صورة أقلّها على خطوطه العريضة وطروحاته العامّة، فالتكتّل لم تتسم مواقفه بالارتباك تجاه مجمل القضايا في البلاد فحسب بل تعدّتها إلى شركائه في الترويكا وإن كان لم يصادمهم كجسم حزبي فإنّه ترك بعض أعضائه استحسانا أو وتغاضيا يستهدفون الشرعية ويتحالفون مع خصومها الذين ما فتئوا يحتشدون يدغدغهم حلم إسقاط حكومة الصناديق وإجهاض ثورة الشعب، لقد كان خميس قسيلة النائب عن التكتّل يسرح خلال ساعات النهار الأولى في كل الفضاءات يشنّع بحكومة الشراكة ويؤلّب عليها ويبث الدعايات والإشاعات المغرضة ثم يعود آخر النهار إلى مقرّ حزبه، وكأنّ هذا الحزب ليس لديه ما يربطه بالحكومة ولا بالترويكا، وليس معنيّا بعبور تونس إلى ضفة النجاح بل وفي الكثير من الأحيان توحي تصرفات بعض عناصره بأنّ الجسد مع الترويكا والقلب مع خصومها. خميس قسيلة وإن كان يشار إليه على أنه الوجه الأسوأ لنماذج الإنفلات داخل الحزب إلا أنّه ليس الوحيد الذي جاهر بل وفاخر بعداوته لترويكا يفترض أنّه جزء منها فأمثاله كثر وإن كانوا بأخف حدّة ، والغريب انه لا يكاد ينكفئ الواحد منهم حتى يظهر غيره ، ويعد السيد محمد الناصر قعلول آخر المتسللين من التكتّل والمنضوين تحت لواء الشغب السّياسي وهو الذي رشّحه التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في انتخابات التأسيسي عن منطقة ألمانيا والتي آل المقعد الوحيد فيها إلى القيادي النهضاوي فتحي العيادي، السيد قعلول يكون قد تصدّر قائمة تتكون من 6 أفراد أصدرت بيانا مدّت به يد المساعدة للازلام العائدة لتوها الى الساحة وقد تطوعت هذه القائمة لتسهم بما أمكنها من جهد في الحملة التي تتعرّض لها الخارجيّة التونسيّة الوزارة التي تعتبر "فترينة البلاد" من طرف تحالف "السليلين" الدستور والتجمّع بالتنسيق مع أطراف داخل السلك الدبلوماسي رحل عنها الجنرال فتيتّمت وهي في أعزّ نفوذها وبدأت اليوم تشعر أنّ ملفاتها تلوح شيئا فشيئا من تحت ركام تركة بن علي. البيان الذي وقّعه عنصران من القطب الحداثي والتقدّمي الديمقراطي انضم إليهم السيد قعلول "كمعارض من الحزب الحاكم" ! وهذا لعمري جهد المقل في تشويه التجربة التونسيّة الرائدة.. فعظّم الله أجر تونس فيكم