سفير فرنسا: باريس تعتزم جلب رؤوس الأموال إلى الصحراء المغربية    انعقاد الاجتماع الخامس للجنة العسكرية المختلطة المغربية – الموريتانية    نظام الجزائر على شفا الهاوية.. هل تقترب لحظة الحسم؟    الركراكي يستدعي بلحيان لتعويض ريتشارسون المصاب        الحكومة تخصص 14 مليار درهم في مالية 2025 لاحداث مناصب الشغل    اختتام فعاليات الدورة السابعة من مهرجان القصبة للفيلم القصير    فتاح: الحكومة "متفائلة جدا" بشأن النمو الاقتصادي في 2025    لقجع: أسعار بعض الأدوية في المغرب مضاعفة 5 مرات ونرفض الاحتكار وفرض أثمنة مرتفعة بحجة "الصناعة الوطنية"    وزارة التربية الوطنية ترخص للأساتذة تقديم ساعات إضافية في المدارس الخصوصية    المغرب يجدد التأكيد أمام مجلس السلم والأمن على دعمه لعملية سياسية شاملة في ليبيا    هيئة رئاسة فرق الأغلبية تتجاهل المبادرة البرلمانية لتقريب وجهات النظر بين وزير العدل والمحامين    الأحمر يُوشّح تداولات بورصة الدار البيضاء    الحرس المدني الإسباني يحجز أكثر من 4.7 أطنان من الحشيش بالتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني    مباراة المغرب و الغابون.. تغييرات في اللائحة الجديدة للأسود    عاجل.. تأجيل محاكمة إلياس المالكي لهذا السبب    "أكديطال" تنخرط في مشروع للطب 4.0    يوعابد: العاصفة الجوية "دانا" ستؤثر على المغرب ولكن بكيفية ضعيفة    منيب: المهداوي مظلوم والمغرب يعيش تكميم الأفواه بكل الطرق    المرض يُغيب المالكي عن المحكمة .. والدفاع يرفض المزايدة بالأمازيغية    أوجار يشيد بجهود الحكومة في تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية كما أرادها جلالة الملك    لقاء مغربي إسباني بالرباط لبحث سبل تأهيل وتحديث قطاع اللحوم الحمراء    تقديم كتاب بجنيف عن صحراء المغرب    إتحاد طنجة يبحث عن ملعب لاستضافة المغرب التطواني بدلا من ملعب سانية الرمل    سبتة تطالب مدريد بالدعم المالي للتعامل مع قضية القاصرين في المدينة    وزير النقل يريد ربط الحسيمة بخدمات القطار بدون سكة حديدية!    حملة توعية بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الرئة    "تصريح خطير".. وزير المالية الإسرائيلي: 2025 هو "عام السيطرة" على الضفة الغربية    "لارام" تورط جامعة كرة القدم في حفل "سخيف" لتقديم قميص المنتخب الوطني    مجلس عمالة الدار البيضاء يخصص 150 مليون لكل من الرجاء والوداد    التغير المناخي يهدد حياة اللاجئين في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية        الجيش الإسرائيلي يعلن فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة    تقارير.. المغرب من أكبر مستوردي الأدوية الروسية في إفريقيا    كيوسك الثلاثاء | الوقاية المدنية أنقذت أزيد من 25 ألف شخص من الغرق في 2024    التمسماني: طنجة كانت وستظل مثالًا يحتذى به في احترام التنوع الثقافي والرياضي    ألباريس: المغرب بلد صديق وشريك استراتيجي لإسبانيا    الدولار إلى أعلى مستوى خلال أربعة أشهر    أخنوش أمام قمة الرياض: جلالة الملك يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية للمملكة    قمة الرياض تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية            بروفايل |يوسي بن دافيد.. قائد دبابة "ميركافا" بجيش الإحتلال على رأس "مكتب الاتصال الإسرائيلي" في الرباط    تحسين ظروف السكن ل16 ألف و300 أسرة كمعدل سنوي خلال الولاية الحكومية الحالية    التصفيات الإفريقية تقترب من الحسم    مقتل 4 جنود إسرائيليين شمال قطاع غزة    دراسة: تناول الدهون الصحية يقلل من احتمالات الإصابة بالسرطان    الصين تطلق بنجاح صاروخا تجاريا على متنه 15 قمرا اصطناعيا    طنجة تحتضن فعاليات الدورة الأولى لملتقى الزجل والفنون    قمة الرياض مكرر.. كل شيء تغير، ولا شيء تغير ..    علاج واعد جديد لفقدان السمع المفاجئ الحاد    خلط في خبر وفاة محمد المسيح وشقيقه عبد الاله    نصائح للوقاية من آلام الظهر والرقبة بسبب الجلوس لفترات طويلة    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"بيت الرواد" ملتقى العائلة.. ومتنفس لكبار السن والشباب
نشر في أون مغاربية يوم 15 - 12 - 2011

بالرغم من بلوغها 92 عاماً, إلا أن السيدة ربيحة الدجاني تحرص أن لا يفوتها أمسية من أمسيات "بيت الرواد".
تجلس الدجاني في الصف الأول, ممنية نفسها بسماع اغنية " يا ريتني طير لأطير حواليك" للراحل فريد الأطرش, لتنعش ذاكرتها بما لا تريد نسيانه.
وللأغنية قصة تروى, فكاتبها وملحنها هو الموسيقار الفلسطيني يحيى اللبابيدي, كتبها لزوجته السيدة ربيحة الدجاني, والذي كان متعلقاً بها بشدة, لدرجة أنه تمنى لو أنه كان طيراً, يحوم حولها باستمرار, تعبيراً عن شدة حبه وعدم قدرته على الإبتعاد عنها.
كتب اللبابيدي الأغنية في العام 1936, وهي أول أغنية قدمها الراحل فريد الأطرش في العام 1937, وقد لفتت الأنظار إلى إمكانيات الأطرش الفنية وكانت بوصلته لدخول الفن من أوسع أبوابه.
والدجاني كاتبة وتربوية معروفة, من أوائل الذين أسسوا مدارس خاصة في دولة الكويت, فيما عمل زوجها اللبابيدي مديراً للمعارف في وزارة التربية في الكويت, بالرغم من دراسته الطب.
تقول الدجاني: هذه الأمسيات متنفس لنا, نحن كبار السن, نحن نشتاق لأغاني الزمن الجميل, حيث الكلمة واللحن والأداء الجميل والذي لا يتوفر فيما يعرض في الوقت الحاضر, هذه الأمسيات تعوضنا عما يقدم من "بضاعة فاسدة" تؤذي ذوقنا الموسيقي.
اليوم العالمي لكبار السن
أطلقت أمانة عمان "بيت الرواد" في حفل أقيم بمناسبة "اليوم العالمي لكبار السن" في تشرين أول/ أكتوبر 2008.
يقول صاحب فكرة "بيت الرواد" الموسيقار صخر حتر: اقترحت باجتماع في وزارة الثقافة أن يكون افتتاح إحدى الحفلات بأمسية لفنانين "أردنيين رواد", إلا أنني فوجئت بالرفض, فشعرت بغصة, فهؤلاء الفنانين, من امتعوا المستمعين في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات, يستحقون الوفاء والتكريم وليس العقوق. ومن هنا جاءت فكرة "بيت الرواد", وهي عبارة عن صالون موسيقي ثقافي أعضاءه فنانين في مجالات الموسيقى المختلفة, العزف والغناء والتلحين, وهم من الرواد الذين اثروا الفن الأردني, وتزيد أعمارهم على خمسين عاماً, حيث يمارسون فيه فنون الموسيقى والغناء ويقدمون فنهم للجمهور من كبار السن ومن المتعطشين للفن الأصيل. ولدينا 34 فناناً, نسعى إلى ضم غيرهم من فنانين وموسيقيين.
الإعلامي المصري مفيد فوزي, أشاد خلال إحدى زياراته لعمان بفكرة "بيت الرواد", وقال لم أكن أتوقع أن أرى ذلك في عمان, وأنا سعيد بهذا الإنجاز, وخاصة فيما يتعلق بناحية توثيق الأغنيات وحفظها من الإندثار, مثل اغنيات كارم محمود, وفهد بلان, وكذلك الموشحات الأندلسية, وغيرها من اغنيات قديمة غير موثقة تسجيلياً.
وتصف الروائية الأردنية سميحة خريس, الفكرة بأنها مهمة, حيث أعادت النبض لجسد كان بدأ يفقد دوره وتواصله مع الفئات الأخرى في المجتمع, وهو جسد مهم ومؤثر, خاصة وأن هؤلاء الرواد قدموا الكثير للأغنية الأردنية, ويتمتعون بسوية تعليمية وفكرية عالية. وبالرغم من كبر اعمارهم, فهم لا يزالوا قادرين على العطاء والتألق, ولا يزال اللون الذي يؤدوه مرغوباً ومحبوباً في الأردن, وهو يمثل جذور الفن الأردني.
فيما يعتبر القاص فخري قعوار الأمسيات "فرصة للإلتقاء بالأصدقاء الأحباء" من المبدعين الرواد: سلوى, اسماعيل خضر, محمد وهيب, وفيصل حلمي, وهم مبدعون مهمين في الطرب والموسيقى. مشيراً إلى أن "بيت الرواد" يمثل خطوة مميزة وهامة, تعرف الأجيال بهولاء المبدعين, معرباً عن دهشته من تزايد أعداد الشباب الذين يتابعون الأمسيات, ما يعني أنهم وجدوا ما يسعدهم ويلبي ذوقهم الفني.
ويضم "بيت الرواد", فرقتين موسيقيتين: فرقة بيت الرواد وفرقة تخت الموسيقى العربية, ويحتوي الصالون على قاعة تدريبات وعروض, ومكتبة موسيقية متخصصة تحتوي كتبا وتسجيلات, تضم ما لا يقل عن خمسين ألف عنوان, وقاعة استماع وتذوق موسيقي, ومعرض صور وكتب ومقتنيات موسيقية, إضافة إلى هيئة تعليمية من الأعضاء لتعليم أصول الموسيقى العربية التقليدية وفق أسس ومعايير الأصالة, ويقيم صالون الرواد ندوات وأمسيات ثقافية يدعى إليها أدباء وكتاب ومثقفين لتقديم شهاداتهم الثقافية كل في مجال تخصصه.
أهداف الصالون
وعن الأهداف التي يسعى الصالون إلى تحقيقها, يقول الموسيقار حتر: نريد المحافظة على الموسيقى الأردنية والعربية الأصيلة حية من خلال ممارستها ونقلها للأجيال، وتوفير بيئة اجتماعية ترفيهية داعمة للفن والفنانين القدامى وتشجيعهم على الاستمرار في العمل خدمة للفن الأصيل ومحبيه, إلى جانب حفظ الموسيقى والفنون الأردنية والعربية من خلال جمعها ودراستها وتصنيفها وتبويبها وأرشفتها في مكتبة موسيقية متخصصة لحفظها من الإندثار.
ويضيف حتر: نسعى ايضاً إلى إعادة الموسيقى العربية الأصيلة إلى الساحة الفنية، كونها أصبحت بعيدة عن ذوق الأجيال الجديدة بسبب تغييبها، وإبراز دور عمان كصديقة لكبار السن، من خلال التخفيف من معاناة كبار السن الذين لا يجدون ما يحاكي ذوقهم الفني وحاجاتهم الروحية من الموسيقى الأصيلة، إضافة إلى توفير فرص عمل للفنانين من كبار السن لكي يساهموا في عملية التواصل مع جمهور "جيل الموسيقى الحديثة".
ويقدم "بيت الرواد" أمسية غنائية مساء كل أربعاء, يشارك فيها الفنانين الرواد, منهم: سلوى العاص, إسماعيل خضر, محمد وهيب, وفؤاد حجازي.
وتشهد أمسيات "بيت الرواد" حضوراً متميزاً, لا يقتصر على كبار السن, بحيث تتواجد الأسرة بكافة أجيالها, فترى الجد إلى جانب أبناءه وأحفاده, إضافة إلى ضيوف عرب وأجانب. وفي بعض الأحيان تقدم مشاركات عربية وأجنبية موسيقية وغنائية, وقد شارك عازف الغيتار الاسباني ريكاردو جارسيا في إحدى الأمسيات خلال زيارته عمان.
ستون عاماً من الغناء
في العقد السابع من عمرها, إلا أن صوتها لا يزال يتمتع بنفس العذوبة والألق, فالفنانة سلوى العاص التي قدمت "موال حمده" في مسلسل "رأس غليص" قبل أكثر من ثلاثين عاماً, لا تزال تقدمه بنفس القوة والألق في أمسيات "بيت الرواد".
تقول الفنانة سلوى: لقد أعاد "بيت الرواد" الحياة والحيوية للفنانين, حيث يجتمع الفنانون الرواد, ممن ساهموا في صنع الأغنية الأردنية وخصوصيتها, ليقدموا أفضل ما عندهم.
وتضيف: من يتابع امسيات الرواد يرى بأن الجمهور متعطش للفن والطرب الأصيل, من فئات عمرية مختلفة, لا تقتصر على كبار السن, فهناك الشباب من كلا الجنسين, ولا ابالغ إن قلت إن جمهورنا هو من النخبة, حيث يتواجد الكتاب والروائيين واصحاب الفكر والرأي والسياسة.
وتقول الفنانة سلوى, عندما غنيت أول مرة, كنت في الثالثة عشرة من عمري, وكان ذلك قبل 52 عاماً. والآن تجاوزت السبعين عاماً, ولكني لا أزال قادرة على الغناء, ولا أرى في ذلك مانعاً, فالفنان لا يتقاعد, وانا لا اغني في اي مكان, فأنا احترم نفسي واضعها حيثما يجب ان تكون, حيث يليق بمكاني وتاريخي الفني, إضافة إلى تقديم محاضرات عن الفن الأردني في الجامعات والملتقيات الثقافية.
يشار إلى أن المستحقات المالية التي ينالها الفنانون الرواد عن هذه الأمسيات, توصف بأنها رمزية, ولا تغطي كافة احتياجاتهم, وهي لا تتجاوز 300 دينار في أقصى حدودها.
الفنانة سلوى تعلق بقولها, المال, ليس كل شيىء, حضور الفنان وشعوره بأنه لا يزال قادر على العطاء, أهم عندي.
انقطاع للعبادة
فيما يبوح الفنان اسماعيل خضر بالقول: "بصراحة لولا حاجتي للمال, ولو كنت قادراً على تدبر تكاليف معيشتي بوسائل أخرى, لما عدت للغناء ولو دفع لي مليون دينار.. لم احسب حساباً للزمن, كنت اصرف اولاً بأول, وكنت متأنقاً ولا أحرم نفسي من شيىء".
ويؤكد خضر بأنه انقطع للعبادة والتوبة, بعد قضاء أكثر من 55 عاماً في الفن, وأن حاجته للمال دفعته للغناء ثانية, فلو توفرت له الأريحية المادية لما عاد مطلقاً للغناء, خاصة وأنه انقطع للعبادة والاستغفار. وبالرغم من ذلك يقول خضر أنه يشعر بالرضا لأنه لا يزال قادراً على الغناء وإسعاد الجمهور.
ويقدم خضر عادة اغنياته واغنيات فريد الأطرش, ام كلثوم, عبد الوهاب وغيرهم من اساطين الطرب العربي.
وقد حاز الفنان خضر شهرة واسعة داخل وخارج الأردن, وخاصة في مصر في عقد السبعينيات, ويمتلك خضر صوتاً جميلاً ومميزاً.
ويسترجع خضر أول لقاء له مع الموسيقار الراحل فريد الأطرش, بقوله: لقد عزمني على بيته.. وغنيت له "اول همسة", فتأثر كثيراً وبكى, لقد أعجب بصوتي وأراد أن يتبنى صوتي كما فعل الموسيقار عبد الوهاب مع الفنان عبد الحليم حافط, لكن للأسف, منعه وضعه الصحي من إتمام ذلك.
نال الفنان اسماعيل خضر الدرجة الأولى في إحدى المهرجانات التي اقيمت عام 1968 في السعودية عن اغنية "انا من العقبة", ومن الفنانين العرب الذين شاركوا في ذلك المهرجان, محمد عبده وعبد الكريم عبد القادر, وفي العام 2005 نال درع المبدعين من جامعة الدول العربية.
يقول صاحب أغنية "يا طير يا طاير دربك عباب الله" والتي أعاد تقديمها الفنان المصري محمد منير: مع أننا من رواد الفن الأردني, إلا أنه لم يتم تقديرنا كما يجب, فلا يوجد لنا ضمان أو تأمين صحي, وما نتقاضاه عن هذه الأمسيات يسد فقط بعض احتياجاتنا.
تفضيل الخصوصية الأردنية
ويثني الفنان محمد وهيب على ما ذكره خضر, والفنان وهيب من الفنانين الاردنيين الرواد الذين اثروا الفن الأردني, سواء في الغناء أو التلحين. وقدم الكثير من الألحان لفنانين اردنيين وعرب, ومنهم على سبيل المثال ( صباح, لطفي بشناق, طروب, ومروان حسام الدين).
غنى ولحن وهيب قبل أكثر من عشرين عاماً قصائد "أحلى خبر, وصاحبتي إذا ضحكت يصير الليل موسيقى" من قصائد الشاعر العربي الراحل نزار قباني.. قال عنه نزار قباني " انا فخور بهذا الفنان الذي لحن وغنى هذه القصائد".. وكانت تبث هذه القصائد بإستمرار في اذاعة "صوت العرب", إلا أن الإذاعة الأردنية لا تحتفظ بأي من هذه التسجيلات.
كان من الممكن أن يختلف مستقبل وهيب الفني لو أنه قبل الإستقرار في مصر, إلا أن ارتباطاته العائلية منعته من ذلك, إضافة إلى تفضيله الخصوصية الأردنية.
يعتبر الفنان فؤاد حجازي أمسيات "بيت الرواد", فرصة للإلتقاء والتواصل مع الجمهور و"عدم نسياننا".
ويقول حجازي: هناك غربة قوية نشعر بها, لا أحد يهتم بنا, هذه الفكرة ارجعتنا الى الحياة الفنية.
ويقدم حجازي, غالباً اغانيه, واغنيات فريد الاطرش, ومن اغنياته الشهيرة (طارق, يا بنية ماني فرنجي, ما في غيرك يا حياتي, ادلل يا حبيبي يا غصن البان, أنا المتيم).
يشار إلى أن اغنية "اشتقتلك يا طارق" نالت شهرة كبيرة جداً بين الأردنيين, حيث أطلق الكثير منهم على مواليدهم هذا الاسم في سبعينيات القرن الماضي.
اطلق الإعلامي الراحل محمد بديع سربية على حجازي لقب "بلبل العرب", وكذلك أطلق عليه لقب كوروزو لبنان, نسبة إلى الفنان كوروزو, وهو فنان ايطالي من أصل لبناني.
وبسؤاله لماذا لا يقدم سوى اغانيه في امسيات "بيت الرواد"..؟
يجيب: أنا أفضل الخصوصية الأردنية, لذا أقدم غالباً اغنياتي, اضافة إلى أنني أفضل سماع ام كلثوم وعبد الوهاب منهما, ومع ذلك, أقدم أحياناً اغنيات المطرب فريد الأطرش.
فيما يرى النائب السابق فخري قعوار, إن تركيز "الفنانين الرواد" على تقديم اغنيات أساطين الطرب العربي يحظى بقبول كبير من قبل الجمهور المتابع لأمسياتهم, بالرغم من أن بعضهم توفي منذ عقود, إلا أن اعمالهم المتميزة لا تزال تطرب الكثير ومطلوبة بإستمرار.
ويقول قعوار: عشت خلال عقد الستينات في القاهرة, وتعرفت على هؤلاء الفنانين عن قرب واحببتهم أكثر, أحب سماع أم كلثوم, محمد عبد الوهاب, فريد الأطرش, وصباح فخري, فيروز, وأحب عبد الحليم حافظ بشدة, لذا عندما نسمع الرواد يقدمون اغنيات هؤلاء المبدعين نفرح كثيراً ونسترجع زمن الفن الجميل الذي نحن إليه كثيراً.
ويعرب الفنان فؤاد حجازي عن سعادته بأن اكثر من نصف جمهور أمسيات الرواد هم من الشباب, ما يعني أن هناك تعطشاً لدى هؤلاء الشباب لسماع اللون الذي نؤديه إضافة إلى اغنيات الفن العربي الأصيل. معرباً عن أمله بأن يشارك الفنانين الرواد في مهرجانات غنائية خارج الأردن.
وتنقسم أمسية الرواد التي تقدم مساء كل اربعاء الى فقرتين, تشمل الفقرة الأولى موشحات اندلسية, حيث يؤديها الفنانين جميعاً, إضافة إلى كورس الرواد والذي يشارك فيه متذوقون للفن الأصيل, بعضهم لا يمتهنون الفن, مثل طبيب الأسنان روشن الإيراني. فيما تشمل الفقرة الثانية غناء فردي للفنانين الرواد, حيث يقدمون اغانيهم إضافة إلى تقديم أغنيات أساطين الطرب العربي, منهم, محمد عبد الوهاب, أم كلثوم, فريد الاطرش, وغيرهم.
رئيسة جمعية الاسرة البيضاء مؤسسة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشيرالسيدة هيفاء البشير تعرب عن دهشتها من الفنانين الرواد, حيث تقول: توفر أمسيات الرواد للأسرة اجواءً مناسبة لتذوق الفن الأصيل والإستمتاع بألحان وكلمات وأداء متميز, ويدهشنا أن هؤلاء الفنانين لا يزالوا قادرين على امتاعنا واحتفاظهم بعذوبة اصواتهم وأداءهم المتميز, خاصة وأن هؤلاء الفنانين يمتلكون أصواتاً جميلة, شهد لهم العديد من الفنانين العرب الكبار, كالموسيقار محمد عبد الوهاب والفنان وديع الصافي.
وتشير والدة وزير الخارجية الأسبق عامر البشير إلى أنها تحرص على حضور هذه الأمسيات مع اولادها كلما توفرت لهم الفرصة.
وتضيف البشير: أحب متابعة هذه الأمسيات, حيث نريح اعصابنا مما يقدم على شاشات التلفزة المختلفة من موسيقى صاخبة, إضافة إلى أن هذه الأمسيات, هي ملتقى لتجمع الأصدقاء والعائلات والأقاراب, وتساعد على إعادة الألفة والتواصل الإجتماعي بين الناس, وهذا أمر مهم جداً, وهي أيضاً متنفس لكبار السن للإستمتاع بأمسيات فنية تناسب أذواقهم الفنية.
وتؤكد الروائية سميحة خريس على ما ذكرته السيدة البشير, وتضيف: لقد خلق "بيت الرواد" التواصل بين الأجيال المختلفة, فنرى كبار السن من المشاركين في النشاط أو المترددين على الدار إضافة إلى الشباب, مما يعطي الإحساس بألفة المكان والإحساس العائلي, الذي يتيحه هذا المكان.
ولا يزال الألق والقدرة على التألق والعطاء متوفر لدى هؤلاء الفنانين الكبار. وهم من الأصوات الأردنية النادرة التي تتمتع بخصوصية في اصواتها وتاريخها الفني.
وتشير خريس إلى أن الدار نجحت أيضاً في أن تكون منتدى للفكر والثقافة وليس للفن فقط, حيث تنظم الدار امسيات ثقافية مختلفة, منها, حفلات توقيع للإصدرات الجديدة وتقديم ندوات نقدية حولها, وهي نشاطات على مستوى عالي, إضافة إلى تقديم حفلات موسيقية وغنائية للمبدعين من الأطفال والشباب.
ويختم الموسيقار صخر حتر بإنتقاده تهافت بعض الموسيقيين العرب على تقديم "كوكتيل" من الأنواع الموسيقية الغربية المختلفة من جاز وراب وغيرها, وابتعادهم عن المقام العربي.
وينصح حتر الفنانين والموسيقين العرب بالعودة إلى جذروهم الموسيقية والتي سيجدون فيها الكثير مما يثري تجاربهم وأعمالهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.