شرطة تامسنا تُوقف مبحوثاً عنه ظهر في فيديو وهو يهدد قاصراً بسلاح أبيض    اختتام فعاليات دوريي أراغي والمرحوم إبراهيم مزياني ببني بوعياش    تحديد موعد العودة للساعة الإضافية.. توقيت "مرهق" أم ضرورة اقتصادية    إشكاليات سوق إمزورن الأسبوعي تدفع امغار إلى مساءلة وزير الداخلية    مهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي يفتتح دورته الأولى: "شاشة كبيرة لمدينة صغيرة"    بيراميدز يهز شباك الجيش 4 مرات    احتجاج يجمع أساتذة للتعليم الأولي    "التنس المغربي" يتواضع في مراكش    تدريبات تعزز انسجام "منتخب U17"    القنصلية العامة في دوسلدورف تكرّم أئمة المساجد والمرشدين الدينيين    الولايات المتحدة ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط    ريال مدريد يتجاوز سوسييداد ويبلغ نهائي كأس إسبانيا    إعلام الكابرانات ومحاولة التشويش على المنتخب الوطني    المغرب يسرّع استكشاف 44 موقعًا معدنيًا استراتيجيًا لتعزيز مكانته في سوق المعادن النادرة    الادخار الوطني بالمغرب يستقر في أكثر من 28 في المائة على وقع ارتفاع الاستهلاك    الدورة 39 لجائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس.. المغربيان إليوت بنشيتريت ويونس العلمي لعروسي يودعان المنافسات    كرة اليد.. المغرب يستضيف النسخة الأولى من بطولة العالم لأقل من 17 سنة ذكورا من 24 أكتوبر إلى 1 نونبر 2025    "أوبك+" تبدأ اليوم في زيادة إنتاج النفط مع بدء التخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية    قرار منع تسليم السيارات خارج المطارات يغضب مهنيي التأجير في المغرب    19 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية ‏خلال الأسبوع المنصرم    إسبانيا تخصص أزيد من نصف مليون أورو لدعم خدمات النظافة بمعبر بني أنصار    مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.. تلاقي وتواصل والتئام حول موائد الإفطار طيلة شهر الصيام بعدد من المؤسسات السجنية(بلاغ)    ترامب يهدد بسحب مليارات من جامعة هارفرد بسبب الاحتجاج ضد حرب غزة    الإسبان يقبلون على داسيا سانديرو المصنوعة في طنجة    بلجيكا تشدد إجراءات الوقاية بعد رصد سلالة حصبة مغربية ببروكسيل    مزور: تسقيف الأسعار سيضر بالعرض والطلب ولن يحل مشكل الغلاء    مجلس الحكومة سيصادق يوم الخميس المقبل على مشروع قانون يتعلق بالتعليم المدرسي    السلطات البلجيكية تشدد تدابير الوقاية بسبب سلالة "بوحمرون" مغربية ببروكسيل    أجواء من الفرح والسرور ببرنامج راديو الناس احتفالا بعيد الفطر رفقة مجموعتي نجوم سلا والسرور (فيديو)    وفاة أحد رواد فن المديح وإصابة 6 آخرين في حادثة سير بالرباط    5 نقابات تعليمية: الوزارة تستهتر بالتّعليم العمومي وتسوّق لإنجازات لا وجود لها في الواقع    الذهب يسجل أعلى مستوى له بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية    دراسة معمارية لإنجاز المدخل الثالث لميناء أكادير بما يقارب 20 مليون درهم    "مجموعة العمل من أجل فلسطين" تدعو لمسيرة وطنية بالرباط دعما لغزة    الذهب يسجل أعلى مستوى له بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية    ارتفاع ضحايا غزة إلى 1042 شهيدا منذ استئناف اسرائيل عدوانها بعد الهدنة    أغنية تربط الماضي بالحاضر.. عندما يلتقي صوت الحسن الثاني بإيقاعات العصر    أكثر من 122 مليون مسلم قصدوا الحرمين الشريفين في رمضان    هذا موعد رجوع المغرب إلى الساعة الإضافية    أسعار الوقود بالمغرب تسجل انخفاضا طفيفا ابتداء من اليوم    المملكة المغربية تجدد الدعم لاستقرار إفريقيا    بعثة نهضة بركان تصل إلى الكوت ديفوار استعدادا لمواجهة أسيك ميموزا    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 2065 قتيلا    نائب في حزب الله يصف الضربة الاسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية ب"عدوان الكبير جدا"    طقس الثلاثاء: سحب كثيفة مع هبوب رياح قوية    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    القهوة في خطر.. هل نشرب مشروبًا آخر دون أن ندري؟    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    المصور محمد رضا الحوات يبدع في تصوير إحياء صلاة عيد الفطر بمدينة العرائش بلمسة جمالية وروحية ساحرة    طواسينُ الخير    لماذا نقرأ بينما يُمكِننا المشاهدة؟    ما لم تقله "ألف ليلة وليلة"    إشباع الحاجة الجمالية للإنسان؟    دراسة تؤكد أن النساء يتمتعن بحساسية سمع أعلى من الرجال    منظمة الصحة العالمية تواجه عجزا ماليا في 2025 جراء وقف المساعدات الأمريكية    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    انعقاد الدورة الحادية عشر من مهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم بطنجة    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"بيت الرواد" ملتقى العائلة.. ومتنفس لكبار السن والشباب
نشر في أون مغاربية يوم 15 - 12 - 2011

بالرغم من بلوغها 92 عاماً, إلا أن السيدة ربيحة الدجاني تحرص أن لا يفوتها أمسية من أمسيات "بيت الرواد".
تجلس الدجاني في الصف الأول, ممنية نفسها بسماع اغنية " يا ريتني طير لأطير حواليك" للراحل فريد الأطرش, لتنعش ذاكرتها بما لا تريد نسيانه.
وللأغنية قصة تروى, فكاتبها وملحنها هو الموسيقار الفلسطيني يحيى اللبابيدي, كتبها لزوجته السيدة ربيحة الدجاني, والذي كان متعلقاً بها بشدة, لدرجة أنه تمنى لو أنه كان طيراً, يحوم حولها باستمرار, تعبيراً عن شدة حبه وعدم قدرته على الإبتعاد عنها.
كتب اللبابيدي الأغنية في العام 1936, وهي أول أغنية قدمها الراحل فريد الأطرش في العام 1937, وقد لفتت الأنظار إلى إمكانيات الأطرش الفنية وكانت بوصلته لدخول الفن من أوسع أبوابه.
والدجاني كاتبة وتربوية معروفة, من أوائل الذين أسسوا مدارس خاصة في دولة الكويت, فيما عمل زوجها اللبابيدي مديراً للمعارف في وزارة التربية في الكويت, بالرغم من دراسته الطب.
تقول الدجاني: هذه الأمسيات متنفس لنا, نحن كبار السن, نحن نشتاق لأغاني الزمن الجميل, حيث الكلمة واللحن والأداء الجميل والذي لا يتوفر فيما يعرض في الوقت الحاضر, هذه الأمسيات تعوضنا عما يقدم من "بضاعة فاسدة" تؤذي ذوقنا الموسيقي.
اليوم العالمي لكبار السن
أطلقت أمانة عمان "بيت الرواد" في حفل أقيم بمناسبة "اليوم العالمي لكبار السن" في تشرين أول/ أكتوبر 2008.
يقول صاحب فكرة "بيت الرواد" الموسيقار صخر حتر: اقترحت باجتماع في وزارة الثقافة أن يكون افتتاح إحدى الحفلات بأمسية لفنانين "أردنيين رواد", إلا أنني فوجئت بالرفض, فشعرت بغصة, فهؤلاء الفنانين, من امتعوا المستمعين في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات, يستحقون الوفاء والتكريم وليس العقوق. ومن هنا جاءت فكرة "بيت الرواد", وهي عبارة عن صالون موسيقي ثقافي أعضاءه فنانين في مجالات الموسيقى المختلفة, العزف والغناء والتلحين, وهم من الرواد الذين اثروا الفن الأردني, وتزيد أعمارهم على خمسين عاماً, حيث يمارسون فيه فنون الموسيقى والغناء ويقدمون فنهم للجمهور من كبار السن ومن المتعطشين للفن الأصيل. ولدينا 34 فناناً, نسعى إلى ضم غيرهم من فنانين وموسيقيين.
الإعلامي المصري مفيد فوزي, أشاد خلال إحدى زياراته لعمان بفكرة "بيت الرواد", وقال لم أكن أتوقع أن أرى ذلك في عمان, وأنا سعيد بهذا الإنجاز, وخاصة فيما يتعلق بناحية توثيق الأغنيات وحفظها من الإندثار, مثل اغنيات كارم محمود, وفهد بلان, وكذلك الموشحات الأندلسية, وغيرها من اغنيات قديمة غير موثقة تسجيلياً.
وتصف الروائية الأردنية سميحة خريس, الفكرة بأنها مهمة, حيث أعادت النبض لجسد كان بدأ يفقد دوره وتواصله مع الفئات الأخرى في المجتمع, وهو جسد مهم ومؤثر, خاصة وأن هؤلاء الرواد قدموا الكثير للأغنية الأردنية, ويتمتعون بسوية تعليمية وفكرية عالية. وبالرغم من كبر اعمارهم, فهم لا يزالوا قادرين على العطاء والتألق, ولا يزال اللون الذي يؤدوه مرغوباً ومحبوباً في الأردن, وهو يمثل جذور الفن الأردني.
فيما يعتبر القاص فخري قعوار الأمسيات "فرصة للإلتقاء بالأصدقاء الأحباء" من المبدعين الرواد: سلوى, اسماعيل خضر, محمد وهيب, وفيصل حلمي, وهم مبدعون مهمين في الطرب والموسيقى. مشيراً إلى أن "بيت الرواد" يمثل خطوة مميزة وهامة, تعرف الأجيال بهولاء المبدعين, معرباً عن دهشته من تزايد أعداد الشباب الذين يتابعون الأمسيات, ما يعني أنهم وجدوا ما يسعدهم ويلبي ذوقهم الفني.
ويضم "بيت الرواد", فرقتين موسيقيتين: فرقة بيت الرواد وفرقة تخت الموسيقى العربية, ويحتوي الصالون على قاعة تدريبات وعروض, ومكتبة موسيقية متخصصة تحتوي كتبا وتسجيلات, تضم ما لا يقل عن خمسين ألف عنوان, وقاعة استماع وتذوق موسيقي, ومعرض صور وكتب ومقتنيات موسيقية, إضافة إلى هيئة تعليمية من الأعضاء لتعليم أصول الموسيقى العربية التقليدية وفق أسس ومعايير الأصالة, ويقيم صالون الرواد ندوات وأمسيات ثقافية يدعى إليها أدباء وكتاب ومثقفين لتقديم شهاداتهم الثقافية كل في مجال تخصصه.
أهداف الصالون
وعن الأهداف التي يسعى الصالون إلى تحقيقها, يقول الموسيقار حتر: نريد المحافظة على الموسيقى الأردنية والعربية الأصيلة حية من خلال ممارستها ونقلها للأجيال، وتوفير بيئة اجتماعية ترفيهية داعمة للفن والفنانين القدامى وتشجيعهم على الاستمرار في العمل خدمة للفن الأصيل ومحبيه, إلى جانب حفظ الموسيقى والفنون الأردنية والعربية من خلال جمعها ودراستها وتصنيفها وتبويبها وأرشفتها في مكتبة موسيقية متخصصة لحفظها من الإندثار.
ويضيف حتر: نسعى ايضاً إلى إعادة الموسيقى العربية الأصيلة إلى الساحة الفنية، كونها أصبحت بعيدة عن ذوق الأجيال الجديدة بسبب تغييبها، وإبراز دور عمان كصديقة لكبار السن، من خلال التخفيف من معاناة كبار السن الذين لا يجدون ما يحاكي ذوقهم الفني وحاجاتهم الروحية من الموسيقى الأصيلة، إضافة إلى توفير فرص عمل للفنانين من كبار السن لكي يساهموا في عملية التواصل مع جمهور "جيل الموسيقى الحديثة".
ويقدم "بيت الرواد" أمسية غنائية مساء كل أربعاء, يشارك فيها الفنانين الرواد, منهم: سلوى العاص, إسماعيل خضر, محمد وهيب, وفؤاد حجازي.
وتشهد أمسيات "بيت الرواد" حضوراً متميزاً, لا يقتصر على كبار السن, بحيث تتواجد الأسرة بكافة أجيالها, فترى الجد إلى جانب أبناءه وأحفاده, إضافة إلى ضيوف عرب وأجانب. وفي بعض الأحيان تقدم مشاركات عربية وأجنبية موسيقية وغنائية, وقد شارك عازف الغيتار الاسباني ريكاردو جارسيا في إحدى الأمسيات خلال زيارته عمان.
ستون عاماً من الغناء
في العقد السابع من عمرها, إلا أن صوتها لا يزال يتمتع بنفس العذوبة والألق, فالفنانة سلوى العاص التي قدمت "موال حمده" في مسلسل "رأس غليص" قبل أكثر من ثلاثين عاماً, لا تزال تقدمه بنفس القوة والألق في أمسيات "بيت الرواد".
تقول الفنانة سلوى: لقد أعاد "بيت الرواد" الحياة والحيوية للفنانين, حيث يجتمع الفنانون الرواد, ممن ساهموا في صنع الأغنية الأردنية وخصوصيتها, ليقدموا أفضل ما عندهم.
وتضيف: من يتابع امسيات الرواد يرى بأن الجمهور متعطش للفن والطرب الأصيل, من فئات عمرية مختلفة, لا تقتصر على كبار السن, فهناك الشباب من كلا الجنسين, ولا ابالغ إن قلت إن جمهورنا هو من النخبة, حيث يتواجد الكتاب والروائيين واصحاب الفكر والرأي والسياسة.
وتقول الفنانة سلوى, عندما غنيت أول مرة, كنت في الثالثة عشرة من عمري, وكان ذلك قبل 52 عاماً. والآن تجاوزت السبعين عاماً, ولكني لا أزال قادرة على الغناء, ولا أرى في ذلك مانعاً, فالفنان لا يتقاعد, وانا لا اغني في اي مكان, فأنا احترم نفسي واضعها حيثما يجب ان تكون, حيث يليق بمكاني وتاريخي الفني, إضافة إلى تقديم محاضرات عن الفن الأردني في الجامعات والملتقيات الثقافية.
يشار إلى أن المستحقات المالية التي ينالها الفنانون الرواد عن هذه الأمسيات, توصف بأنها رمزية, ولا تغطي كافة احتياجاتهم, وهي لا تتجاوز 300 دينار في أقصى حدودها.
الفنانة سلوى تعلق بقولها, المال, ليس كل شيىء, حضور الفنان وشعوره بأنه لا يزال قادر على العطاء, أهم عندي.
انقطاع للعبادة
فيما يبوح الفنان اسماعيل خضر بالقول: "بصراحة لولا حاجتي للمال, ولو كنت قادراً على تدبر تكاليف معيشتي بوسائل أخرى, لما عدت للغناء ولو دفع لي مليون دينار.. لم احسب حساباً للزمن, كنت اصرف اولاً بأول, وكنت متأنقاً ولا أحرم نفسي من شيىء".
ويؤكد خضر بأنه انقطع للعبادة والتوبة, بعد قضاء أكثر من 55 عاماً في الفن, وأن حاجته للمال دفعته للغناء ثانية, فلو توفرت له الأريحية المادية لما عاد مطلقاً للغناء, خاصة وأنه انقطع للعبادة والاستغفار. وبالرغم من ذلك يقول خضر أنه يشعر بالرضا لأنه لا يزال قادراً على الغناء وإسعاد الجمهور.
ويقدم خضر عادة اغنياته واغنيات فريد الأطرش, ام كلثوم, عبد الوهاب وغيرهم من اساطين الطرب العربي.
وقد حاز الفنان خضر شهرة واسعة داخل وخارج الأردن, وخاصة في مصر في عقد السبعينيات, ويمتلك خضر صوتاً جميلاً ومميزاً.
ويسترجع خضر أول لقاء له مع الموسيقار الراحل فريد الأطرش, بقوله: لقد عزمني على بيته.. وغنيت له "اول همسة", فتأثر كثيراً وبكى, لقد أعجب بصوتي وأراد أن يتبنى صوتي كما فعل الموسيقار عبد الوهاب مع الفنان عبد الحليم حافط, لكن للأسف, منعه وضعه الصحي من إتمام ذلك.
نال الفنان اسماعيل خضر الدرجة الأولى في إحدى المهرجانات التي اقيمت عام 1968 في السعودية عن اغنية "انا من العقبة", ومن الفنانين العرب الذين شاركوا في ذلك المهرجان, محمد عبده وعبد الكريم عبد القادر, وفي العام 2005 نال درع المبدعين من جامعة الدول العربية.
يقول صاحب أغنية "يا طير يا طاير دربك عباب الله" والتي أعاد تقديمها الفنان المصري محمد منير: مع أننا من رواد الفن الأردني, إلا أنه لم يتم تقديرنا كما يجب, فلا يوجد لنا ضمان أو تأمين صحي, وما نتقاضاه عن هذه الأمسيات يسد فقط بعض احتياجاتنا.
تفضيل الخصوصية الأردنية
ويثني الفنان محمد وهيب على ما ذكره خضر, والفنان وهيب من الفنانين الاردنيين الرواد الذين اثروا الفن الأردني, سواء في الغناء أو التلحين. وقدم الكثير من الألحان لفنانين اردنيين وعرب, ومنهم على سبيل المثال ( صباح, لطفي بشناق, طروب, ومروان حسام الدين).
غنى ولحن وهيب قبل أكثر من عشرين عاماً قصائد "أحلى خبر, وصاحبتي إذا ضحكت يصير الليل موسيقى" من قصائد الشاعر العربي الراحل نزار قباني.. قال عنه نزار قباني " انا فخور بهذا الفنان الذي لحن وغنى هذه القصائد".. وكانت تبث هذه القصائد بإستمرار في اذاعة "صوت العرب", إلا أن الإذاعة الأردنية لا تحتفظ بأي من هذه التسجيلات.
كان من الممكن أن يختلف مستقبل وهيب الفني لو أنه قبل الإستقرار في مصر, إلا أن ارتباطاته العائلية منعته من ذلك, إضافة إلى تفضيله الخصوصية الأردنية.
يعتبر الفنان فؤاد حجازي أمسيات "بيت الرواد", فرصة للإلتقاء والتواصل مع الجمهور و"عدم نسياننا".
ويقول حجازي: هناك غربة قوية نشعر بها, لا أحد يهتم بنا, هذه الفكرة ارجعتنا الى الحياة الفنية.
ويقدم حجازي, غالباً اغانيه, واغنيات فريد الاطرش, ومن اغنياته الشهيرة (طارق, يا بنية ماني فرنجي, ما في غيرك يا حياتي, ادلل يا حبيبي يا غصن البان, أنا المتيم).
يشار إلى أن اغنية "اشتقتلك يا طارق" نالت شهرة كبيرة جداً بين الأردنيين, حيث أطلق الكثير منهم على مواليدهم هذا الاسم في سبعينيات القرن الماضي.
اطلق الإعلامي الراحل محمد بديع سربية على حجازي لقب "بلبل العرب", وكذلك أطلق عليه لقب كوروزو لبنان, نسبة إلى الفنان كوروزو, وهو فنان ايطالي من أصل لبناني.
وبسؤاله لماذا لا يقدم سوى اغانيه في امسيات "بيت الرواد"..؟
يجيب: أنا أفضل الخصوصية الأردنية, لذا أقدم غالباً اغنياتي, اضافة إلى أنني أفضل سماع ام كلثوم وعبد الوهاب منهما, ومع ذلك, أقدم أحياناً اغنيات المطرب فريد الأطرش.
فيما يرى النائب السابق فخري قعوار, إن تركيز "الفنانين الرواد" على تقديم اغنيات أساطين الطرب العربي يحظى بقبول كبير من قبل الجمهور المتابع لأمسياتهم, بالرغم من أن بعضهم توفي منذ عقود, إلا أن اعمالهم المتميزة لا تزال تطرب الكثير ومطلوبة بإستمرار.
ويقول قعوار: عشت خلال عقد الستينات في القاهرة, وتعرفت على هؤلاء الفنانين عن قرب واحببتهم أكثر, أحب سماع أم كلثوم, محمد عبد الوهاب, فريد الأطرش, وصباح فخري, فيروز, وأحب عبد الحليم حافظ بشدة, لذا عندما نسمع الرواد يقدمون اغنيات هؤلاء المبدعين نفرح كثيراً ونسترجع زمن الفن الجميل الذي نحن إليه كثيراً.
ويعرب الفنان فؤاد حجازي عن سعادته بأن اكثر من نصف جمهور أمسيات الرواد هم من الشباب, ما يعني أن هناك تعطشاً لدى هؤلاء الشباب لسماع اللون الذي نؤديه إضافة إلى اغنيات الفن العربي الأصيل. معرباً عن أمله بأن يشارك الفنانين الرواد في مهرجانات غنائية خارج الأردن.
وتنقسم أمسية الرواد التي تقدم مساء كل اربعاء الى فقرتين, تشمل الفقرة الأولى موشحات اندلسية, حيث يؤديها الفنانين جميعاً, إضافة إلى كورس الرواد والذي يشارك فيه متذوقون للفن الأصيل, بعضهم لا يمتهنون الفن, مثل طبيب الأسنان روشن الإيراني. فيما تشمل الفقرة الثانية غناء فردي للفنانين الرواد, حيث يقدمون اغانيهم إضافة إلى تقديم أغنيات أساطين الطرب العربي, منهم, محمد عبد الوهاب, أم كلثوم, فريد الاطرش, وغيرهم.
رئيسة جمعية الاسرة البيضاء مؤسسة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشيرالسيدة هيفاء البشير تعرب عن دهشتها من الفنانين الرواد, حيث تقول: توفر أمسيات الرواد للأسرة اجواءً مناسبة لتذوق الفن الأصيل والإستمتاع بألحان وكلمات وأداء متميز, ويدهشنا أن هؤلاء الفنانين لا يزالوا قادرين على امتاعنا واحتفاظهم بعذوبة اصواتهم وأداءهم المتميز, خاصة وأن هؤلاء الفنانين يمتلكون أصواتاً جميلة, شهد لهم العديد من الفنانين العرب الكبار, كالموسيقار محمد عبد الوهاب والفنان وديع الصافي.
وتشير والدة وزير الخارجية الأسبق عامر البشير إلى أنها تحرص على حضور هذه الأمسيات مع اولادها كلما توفرت لهم الفرصة.
وتضيف البشير: أحب متابعة هذه الأمسيات, حيث نريح اعصابنا مما يقدم على شاشات التلفزة المختلفة من موسيقى صاخبة, إضافة إلى أن هذه الأمسيات, هي ملتقى لتجمع الأصدقاء والعائلات والأقاراب, وتساعد على إعادة الألفة والتواصل الإجتماعي بين الناس, وهذا أمر مهم جداً, وهي أيضاً متنفس لكبار السن للإستمتاع بأمسيات فنية تناسب أذواقهم الفنية.
وتؤكد الروائية سميحة خريس على ما ذكرته السيدة البشير, وتضيف: لقد خلق "بيت الرواد" التواصل بين الأجيال المختلفة, فنرى كبار السن من المشاركين في النشاط أو المترددين على الدار إضافة إلى الشباب, مما يعطي الإحساس بألفة المكان والإحساس العائلي, الذي يتيحه هذا المكان.
ولا يزال الألق والقدرة على التألق والعطاء متوفر لدى هؤلاء الفنانين الكبار. وهم من الأصوات الأردنية النادرة التي تتمتع بخصوصية في اصواتها وتاريخها الفني.
وتشير خريس إلى أن الدار نجحت أيضاً في أن تكون منتدى للفكر والثقافة وليس للفن فقط, حيث تنظم الدار امسيات ثقافية مختلفة, منها, حفلات توقيع للإصدرات الجديدة وتقديم ندوات نقدية حولها, وهي نشاطات على مستوى عالي, إضافة إلى تقديم حفلات موسيقية وغنائية للمبدعين من الأطفال والشباب.
ويختم الموسيقار صخر حتر بإنتقاده تهافت بعض الموسيقيين العرب على تقديم "كوكتيل" من الأنواع الموسيقية الغربية المختلفة من جاز وراب وغيرها, وابتعادهم عن المقام العربي.
وينصح حتر الفنانين والموسيقين العرب بالعودة إلى جذروهم الموسيقية والتي سيجدون فيها الكثير مما يثري تجاربهم وأعمالهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.