تعيش مدينة آسفي على إيقاع ظاهرة أصبحت تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الساكنة، فلا حديث في المقاهي و الجلسات الأسرية إلا عنها وعن المشاكل التي تخلقها على مدار اليوم والليلة. ظاهرة الباعة المتجولين، الذين أصبحوا يتزايدون يوما عن يوم كالفطر، فبجولة سريعة في كل من شارع ادريس بناصر وحي بياضة و عزيب الدرعي و المطار والزاوية وحي كاوكي واجريفات و سانية زين العابدين وحي أناس و المستاري وحي شنقيط وغيرها من الشوارع والأزقة والأحياء، إلا ويستأثر المشهد بالعدد الهائل من الباعة المتجولين الذين استباحوا جميع الأماكن دون مراعاة لخصوصية الشارع أو الزقاق، الشيء الذي تنتج عنه صعوبة كبيرة في حركة السير والجولان سواء بالنسبة للراجلين أو مستعملي السيارات والدراجات، بل أصبح يتعذر على بعض السكان ولوج منازلهم بعدما أصبحت أبوابهم مكانا للبيع والشراء، ناهيك عن المشاكل الجانبية التي تجعل منظر تلك الأسواق العشوائية التي لا تخضع لترخيص من السلطات المحلية أو المجلس البلدي، مضرا بجمالية المدينة حيث عربة هنا و طاولة هناك تحمل البضائع الرديء منها والجيد، وسلع أخرى موضوعة على الأرض هنالك. ولعل ما يغيظ المتتبع لهذا الشأن هو ما ينتج عن هذه الأسواق من فضلات أسماك وخضروات و فواكه، التي تتراكم على مدار اليوم والليلة تنتج عنها روائح تزكم الأنوف فينتشر الذباب والقاذورات، جعل ساكني المنازل المحيطة بها تعاني الأمرين فالفوضى العارمة والضجيج على مدار الساعة يبيتون لياليهم وهم يستنشقون الروائح الكريهة، مما ينعكس سلبا على صحتهم وصحة أبنائهم. هذا الوضع استطلعته "أون مغاربية" حيث أكدت تلك الساكنة الضرر الكبير الذي يلحقهم دون أن تحرك السلطات المحلية ساكنا وكأنها غير معنية بالأمر، متسائلين عن مغزى هذا الصمت من طرف المسؤولين، : " مابقينا فهمنا والو واش كين المخزن في البلاد و لا لا و فين هما اللي صوتنا عليهم بزاف هاد الشي" فيما قال آخر " تنحملوا المسؤولية المجلس البلدي لأنه يتهرب من موضوع الباعة المتجولين " وغيرها من التصريحات التي تنم عن استياء عميق من هذا الوضع المزري، مجمعين على ضرورة إيجاد حل جدري لهذه الظاهرة التي أصبحت تتفاقم يوما عن يوم واضعة سكان هذه الأحياء في مأزق.. فيما أسر آخرون ل "أون مغاربية" إلى أن هذه الأماكن يتم الاستفادة منها مقابل مبلغ مادي يزيد وينقص حسب الموقع دون أن يحددوا من يستفيد من هذه المبالغ. مؤكدين أن هناك تجارا يتوفرون على محلات تركوها جانبا وخرجوا يفترشون الإسفلت، حجتهم في ذلك أن الزبائن لم يعودوا يقصدونهم بعدما سدت أبواب محلاتهم بهؤلاء الباعة العشوائيين. وفي المقابل اشتكى هؤلاء الباعة المتجولون من غياب أسواق حقيقية تستوعبهم وتستوعب سلعهم، مؤكدين في الوقت ذاته أن لا حل لهم سوى استغلال أي فضاء ممكن تعرض فيه سلعهم، بل إن بعضهم أكد ل" أون مغاربية" أنه يعيل عائلة تتكون من عدة أفراد ولا سبيل له لضمان قوت يومه سوى التجوال بسلعته، قائلا" واش نبيع بالحلال ولا نمشي نسرق" مضيفا أنه يشغل معه ثلاثة أشخاص كمساعدين له، وبالتالي يساهم في نقص معدل البطالة على حد قوله.