(في الصورة : ممدوح الولي النقيب الجديد نفى أن يكون مرشح الإخوان المسلمين (الجزيرة) ) جاءت أول انتخابات لمجلس نقابة الصحفيين المصريين بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني والتي عرفت فوز الصحفي الاقتصادي ممدوح الولي بمنصب النقيب هادئة وحضارية، لكنها لم تخل من الجوانب السلبية، كالإقبال المتواضع على التصويت، حيث لم تتجاوز النسبة حاجز ال53%. وخلت عملية الانتخاب من التوترات السياسية التي كانت معتادة من قبل، وتوّجت بمصافحة لافتة بين الفائز ومنافسه يحيى قلاش. وكانت الانتخابات التي جرت الأربعاء الماضي انتهت بحصول الولي المحسوب على التيار الإسلامي على 1646 صوتا مقابل 1399 لقلاش المدعوم من التيار اليساري. وتتميز مسيرة كلا المتنافسين بتاريخ نقابي مهم، حيث شغل الولي موقع أمين صندوق النقابة في دورتين سابقتين، بينما سبق لقلاش أن شغل منصب السكرتير العام للنقابة. وعلى غير المعتاد شهدت الانتخابات هذه المرة غياب ما كان يعرف بمرشح الحكومة، الذي كان غالبا يفوز بمنصب النقيب. وظل المنصب لسنوات طويلة حكرا على اثنين من الصحفيين المقربين من نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وهما إبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد، باستثناء الاختراق الذي قام به الصحفي المعارض جلال عارف عام 2005. النقيب وقال الفائز بمنصب نقيب الصحفيين ممدوح الولي، وهو نائب لرئيس تحرير جريدة الأهرام للجزيرة نت إنه سعيد بالأجواء التي سادت يوم الانتخابات، وأكد أن الصحفيين قدموا نموذجا نتمنى أن يسود في انتخابات بقية النقابات الفئوية أو في الانتخابات البرلمانية. وتمنى الولي أن تستمر هذه الروح، مؤكدا أن العمل النقابي بحاجة إلى الجميع سواء من فازوا أو خسروا. وكشف الولي عن اعتزامه إنشاء مجموعات عمل متخصصة لمتابعة شؤون الصحافة والصحفيين تحتاج إلى كل الخبرات بصرف النظر عن التيارات السياسية التي تنتمي إليها. ورغم أن الكثيرين صنفوا الولي بأنه مرشح جماعة الإخوان المسلمين فقد نفى ذلك مرارا قبل الانتخابات وبعدها. وقال للجزيرة نت إنه لو كان مرشحا لتيار معين لما نجح في الانتخابات، وأكد أن نقابة الصحفيين تتميز بتعدد التيارات السياسية لأعضائها، ولا توجد هيمنة لأي تيار سواء أكان إسلاميا أم قوميا أم يساريا أم غير ذلك. ويرى الولي أن الأهم من هذه التصنيفات هو ضرورة بدء عمل جاد ومتواصل من أجل إعلاء قيمة المهنة واستعادة مكانة الصحافة المصرية، وأكد أن ذلك يكون عبر حرية إصدار الصحف وتحسين أحوال الصحفيين ماديا ومهنيا وضرورة تجريم أي جهة تحجب الحقائق عن النشر. الثورة وعن أثر الثورة التي أطاحت بالنظام السابق على الصحافة المصرية، قال الولي إنه يعتقد أن الثورة لم تصل بعد إلى مجال الصحافة الذي ما زال يحتاج إلى عمل وتغيير كبيرين. وأضاف أن الثورة ستنتقل إلى الصحافة عندما تنتقل إلى المجتمع المصري أجمع، وهو أمر سيستغرق وقتا طويلا وجهدا مخلصا. وقال النقيب الجديد إنه يشعر بالمسؤولية الملقاة على النقابة التي يرى الكثيرون أنها يجب أن تكون ملاذا ليس فقط للصحفيين وإنما للمجتمع بحث تعبر عن قضاياه بشكل نزيه وتشاركه همومه ومشكلاته. وجدد الولي التأكيد على أن النقابة في مرحلتها المقبلة ستخلو من أي صراعات سياسية بين مجلس النقابة رئيسا وأعضاء، لافتا إلى أن الإصلاحات التي تحتاجها الصحافة المصرية والفترة التي يمر بها المجتمع لا تبقي مجالا لترف الصراع أو التنازع. -------------- ** المصدر: الجزيرة نت