بعد الإطاحة بنظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك، شهدت الساحة الفنية، السينمائية والتلفزيونية المصرية العديد من التحولات، بدءاً بإقالة وزير الإعلام ومدير الإذاعة والتلفزيون السابقين، مرورا بتحديد توجهات جديدة في الفضائيات المصرية، وصولا إلى تعيين نقيب جديد للممثلين المصريين بعد تسجيل «تعاطف» النقيب السابق، أشرف زكي، مع «رموز» النظام المطاح به، إلا أن هذه التحولات العديد من المشاكل ارتبطت، بشكل واضح، بالأزمة المالية التي تمر بها بلاد الفراعنة. بعد أيام من إعلان مرور الإذاعة والتلفزة المصرية بأزمة مالية تهدد استمرار إنتاج العديد من البرامج والأعمال الدرامية، أكد طارق المهدي، عضو المجلس العسكري ورئيس المجلس الوطني للإعلام، أن مسلسلات القطاع الخاص سيتم عرضها على شاشة التلفزيون المصري خلال رمضان المقبل مجانا، دون أن يتم دفع أي أموال من قبل التلفزيون لشركات الإنتاج، مقابل حصولها على 50% من نسبة الإعلانات، حسب ما أورد موقع «إيلاف». وقال المهدي، في مؤتمر صحافي عقده مؤخرا، في مبنى التلفزيون في أول ظهور إعلامي له، إن هناك العديد من المسلسلات التي تم إهداؤها للتلفزيون المصري، مشيرا إلى أن هناك 5 مسلسلات سيتم عرضها، وهي من إنتاج شركة «صوت القاهرة» ومدينة الإنتاج الإعلامي، ومسلسلين تم التعاقد عليهما منذ العام الماضي، إضافة إلى مسلسلات قام منتجوها بإهدائها للتلفزيون المصري، ليصل إجمالي المسلسلات المرشحة للعرض على شاشة التلفزيون إلى 24 مسلسلاً، ستُعرَض على لجنة متخصصة لاختيار المناسب منها للعرض الرمضاني، مؤكدا أن حلول شهر رمضان قبل الانتخابات البرلمانية بوقت قصير سيجعل المشاهد في حاجة إلى جرعة سياسية أكثر من الجرعة الدرامية، يضيف الموقع في تقريره. ووجّه المهدي الشكر للمنتجين المصريين الذين ساعدوا التلفزيون وقرروا إهداءه أعمالهم الدرامية لعرضها في رمضان، مشيرا إلى أن سياسة شراء المسلسلات بالطريقة التي تمت بها خلال العام الماضي أدت إلى خسارة التلفزيون حوالي 100 مليون جنيه، وهو أمر لن يتكرر مرة أخرى، حسب قوله. وأشار المهدي -حسب التقرير- إلى أن حل أزمات «ماسبيرو» لا يحتاج إلى اختراع، وإنما إلى إدارة جيدة، موضحا أن القيادات السابقة لم تقم بدورها في الإصلاح من أجل حل الأزمات المتراكمة فيه ومن أجل تطوير المضمون الإعلامي الذي يتم تقديمه. وأكد المهدي تبني سياسة الإصلاح داخل التلفزيون وتوظيف الكفاءات، مشيرا إلى أن العودة إلى استقدام العاملين من الخارج أمر صعب في الوقت الحالي، نظرا إلى كون المبنى يعجّ بالكفاءات التي يمكن الاستفادة منها وتحقيق معدلات إنتاج مرتفعة. وأشار إلى أن برنامج «بتوقيت القاهرة»، الذي يقدمه الإعلامي حافظ الميرازي، تم تأجيله في الوقت الحالي، لدراسة عملية التسويق له، بعدما أصبحت شركة «صوت القاهرة» غير مسؤولة عن إعلانات الاتحاد، نافيا ما تردد عن استقالة الميرازي من مجلس الأمناء بسبب توليه المنصب، مشيرا إلى انه استقال بعد 25 يوما من تعيينه وليس يوما أو يومين بعد ذلك. ونفى المهدي -وفق تقرير «إيلاف»- ما تردد عن إصداره قرارا باستخدام توصيف «الرئيس السابق»، بدلا من «الرئيس المخلوع» أثناء الحديث عن مبارك، مؤكدا أنه لن يمنع عرض أي عمل توجد فيه صورة مبارك، لأن هذه الأعمال لها فترة زمنية تدور فيها، وبالتالي لا يمكن «الحجر» عليها. وأوضح أن قناة «المصدر»، التي سيتم إطلاقها قريبا، ستكون إخبارية، تنقل الأخبار من مصادرها الحقيقية، لدحض الشائعات وتوضيح الحقائق للجمهور. وكشف المهدي عن إنشاء وكالة خاصة بالأخبار المصورة تابعة للتلفزيون، حيث عقدت اجتماعات لدراسة الأمر خلال الأسبوع الجاري، وكذلك عقد لقاء مع رئيس البورصة من أجل إيجاد مساحة للاقتصاد على شاشات التلفزيون المصري، سواء من خلال تخصيص وقت لها على القنوات الموجودة أو إنشاء قناة خاصة بالاقتصاد. وعن اللائحة الجديدة، قال المهدي إنها ما تزال قيد الدراسة، وسيتم عرضها على العاملين فور الموافقة عليها من وزارة المالية، مشيرا إلى أنه يسعى إلى توفير موارد مالية جديدة للاتحاد، حيث تم الاتفاق مع شركة «غوغل» لبث القنوات المتخصصة، مقابل 4.7 ملايين جنيه سيتم إدخالها إلى خزينة الاتحاد، إضافة إلى التحضير للاتفاق على بث المحتوى التلفزيوني من خلال الهواتف المحمولة، وهو ما سيدرّ على خزينة الاتحاد أموالا جديدة، وكلها موارد لم تكن مستغَلة من قبل، رغم العائدات الضخمة التي يمكن أن تساهم في حل الأزمة المالية للتلفزيون. وفي ارتباط بواقع التلفزيون والسينما في مصر، أكد الفنان أشرف عبد الغفور، الفائز بمنصب نقيب الممثلين المصريين في أول انتخابات تجريها النقابة بعد سقوط النظام السابق، أنه سيعمل جاهداً في المرحلة المقبلة على إقامة كيان نقابي قويّ مؤثر وفعال يعيد هيبة الفنان والفن المصري من خلال تطبيق القانون واللوائح، دون خرق أو استثناء للقواعد أو وساطة أو مصالح شخصية، والقضاء تماماً على مصطلح «التنازلات» من القاموس الفني. وأضاف عبد الغفور، في تصريحات خاصة ل«العربية نت»، بعد ساعات قليلة من إعلان فوزه في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة 17- 06-2011، أنه يضع نصب عينيه، كنقيب للممثلين، أن يعيد إلى الفن كل المعاني الجميلة التي غابت عنه طيلة السنوات الماضية، وجعلته ينحدر ويتهاوى، والعمل على احترام المهنة والقيم العامة من خلال عمل مؤسسي بنظم ثابتة وهياكل أساسية، بعيداً عن الفردية وشخصنة النقيب، كما كان يحدث من قبل. ونظراً إلى الظروف غير المستقرة، التي تشهدها مصر بعد ثورة ال25 من يناير، أوضح أن «المناخ العام حالياً لا يسمح بالتعامل مع مؤسسات الدولة، لذا سنبدأ بترتيب البيت من الداخل أولاً، ويجب البدء في ذلك بسرعة، لأن الوقت ليس في صالح المجلس أو الأعضاء»، يضيف أشرف للموقع. وأوضح عبد الغفور أن المجلس السابق خلّف تركة ثقيلة من المواقف السياسية السلبية، التي أضرّت بجموع الفنانين، و«ما زال الأعضاء والنقابة يعانون من توابعها السيئة، لذلك أؤكد أن المركزية والفردية والديكتاتورية في اتخاذ القرار عهد انتهى في نقابة الممثلين إلى غير رجعة». وتابع قائلاً: «لست مسؤولاً عن توريثات المجلس السابق، وهي مواقف انتهت، إلا أن توابعها السيئة ما زالت تحتاج إلى معالجة». وعن القرار السابق حول منع عمل الفنانين العرب في مصر في أكثر من عمل واحد في العام، والذي اتخذه النقيب السابق، أشرف زكي، قال النقيب الجديد: «هذا القرار لم يكن له وجود في الواقع، وهو غير سارٍ بالفعل، فقد كان جميع الفنانين العرب يعملون دون أن يوقفهم أحد، وسنضع هذا القرار على قائمة مناقشات المجلس في أول اجتماعاته، لتنظيم عمل الأخوة العرب، مع تطبيق العدالة في تشغيل الفنانين المصريين».