المسنون أو ما يطلق عليهم كبار السن وهي احدي المحطات التي يمر بها تطور الإنسان وهو تغير طبيعي وتطور فسيولوجي شئنها شن المراحل الأخرى. وأوصي الدين الإسلامي بالاهتمام بهذه الفئة, فهم بالأساس أمهاتنا وآبائنا وجزء من النسيج المتشابك من الأجيال الإنسانية فإهمالنا ونسيانهم يمكن أن يدمر الاعتبارات الأخلاقية للأجيال الأخرى, ومن هنا فان الاهتمام بقضاياهم ما هو إلي جزء من الاهتمام بالتنمية المجتمعية والأسرية. وبسبب الضغوطات التي تعيشها الأسر أن كانت مادية أو اجتماعية ولظاهرة الأسرة الممتدة ,أصبح هناك تراجع في الاهتمام بكبار السن وان كان بغير قصد ولكن للأسباب السابقة ولغيرها فرض علي الإفراد تقليص هذا الاهتمام . لذلك ارتأت جمعية الوداد أن تقوم بطرح والأشراف علي مشروع يهتم بقضايا هذه الفئة بحيث يلبي رغباتهم ويهتم في حل مشاكلها وقضاياهم , وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وهو ضمن برنامج يهدف إلي تحسين جودة الحياة لكبار السن في غزة وتدعمه المؤسسة البريطانية لرعاية كبار السن help age internaationa . ويضيف عطا أبو موسي منسق المشروع " بدأت فعاليات المشروع في المنطقة الوسطي في قرية المصدر ووادي السلقا وهدف إلي تحسين الوضع النفسي والاجتماعي للمسنين والعمل علي تعزيز العلاقات الاجتماعية لديهم مع عائلاتهم والمجتمع المحيط بهم ,وبعد أن لاقي نجاحا في هذه المنطقة قدمنا مشروع كنوع من تحسينه وتطبيقه في منطقة أخرى واستهداف المرحلة الثانية منطقة الشاطئ في غزة ". وأشار أن ما يقارب 200 شخص من كبار السن استفاد في المرحلة الأولي وفي المرحلة الثانية زاد العدد ليصل إلي 650 فرد من كلا الجنسين ويستهدف المشروع كبار السن والمحيطين فيه وطلبة المدارس في منطقة السكن. ويتابع أبو موسي "تتنوع أنشطة المشروع كلا علي حسب الفئة المستهدفة ولكن جميعها تصب في مصلحة كبار السن فهناك زيارات منزلية لمقابلتهم والجلوس معهم لتفريغ النفس وحل مشاكلهم ومعرفة احتياجاتهم ". ويوضح يوجد جلسات ارشادية جماعية لمجموعة من المسنين وهي تبادل للمعلومات فيما بينهم لطرح المشاكل التي يعانون منها وحلها عن طريق تجاربهم السابقة خلال رحلات استجماميه ,ويتم عروض فيديو لكبار السن لترفيه عنهم خلال الرحلات . ويقول أبو موسي " كما ويجري لقاءات تثقيفية لأهالي كبار السن أما أن تكون جماعية أو فردية في منازل المسنين الذين يحتاجون إلي بعض الإرشادات لبعض الحالات الخاصة". ويضيف " ويتم تثقيف وتدريب طلبة المدارس في المنطقة المستهدفة حول احترام كبار السن وكيفية التعامل معهم والاستماع أليهم, ويتم عمل مسرحيات في ساحات المدرسة في أوقات الإذاعة تركز علي عدة مواضيع تخص المسنين بمختلف الأمور ". ويبين انه يتم طباعة وتصميم عدة نسخ من المطويان "البروشور "والملصقات التي تركز علي قضايا كبار السن ويوزع علي المؤسسات المحلية ,كما ويتم أعداد وبث رسائل تلفزيونية تعرض علي محطتين فضائيتين. ومن جهة أخرى يقول أبو موسي "وللمسنين هناك سر يجعل الأطفال يلتفون حولهم وينظمون إلي مجالسهم فهم كنز, فيحدثون الأطفال عن طفولتهم والبراءة والشقاوة وأيام المحن والعذاب التي عاشوها ,ويتحدثون عن البطولات والانجازات والمواقف الجميلة الخالدة في ذاكرتهم ويتمازحون مع الأطفال ويتراشقون الهمسات مما تزيد المحبة والعشرة بينهم ونقل الثقافة المجتمعية الصحيحة ". وذكر أن المشروع يبين للمجتمع مشاكل الشيخوخة وكيفية التعامل معهم أن كانت نفسية وتتمثل في الحساسية الزائدة فلمسنين يرون كل تصرف لا يروق لهم وكأنه عدم اهتمام أو استخفاف بهم , فينصحوهم بوجوب احترامه وتوقره ووضعه بالمكان الذي يليق به وتجنب المزاح الغير لائق ,وعدم مقاطعة أثناء كلامه والحفاظ علي أسراره ومخاطبته بلطف . ويتابع أبو موسي " كما أن المسنين لديهم أعجاب بالماضي وبذلك ينتقد كل ما هو جديد فيجب أن نسألهم عن العادات والتقاليد علي زمانهم ونظهر لهم الإعجاب بما كان من عادات جميلة ,و نوضح لهم أن الوقت الحالي يختلف من حيث الزمن والمتطلبات" . ونبين للأهل أن المسنين لديهم ألا مبالاة بالذات فيجب الاهتمام بطعامهم ومظهرهم , ويشعرون بالإحساس بالفشل فنذكرهم بالأعمال التي قاموا بها وننصحهم بان يطلبوا منهم المساعدة أن كانوا يستطيعون . وأضاف أنهم يدعون المسنين إلي المشاركة في الزيارات الأسرية ويقدمون لهم بعض الهدايا من اجل تخفيف العبء المادية عليهم فيوفرون في بعض الأحيان كروت الجوال ليتصلوا بأقاربهم للسؤال عنهم كنوع من الدمج الاجتماعي. الإيجابيات ويتابع أبو موسي "أن لمشروع الدعم النفسي والاجتماعي للمسنين الأثر العظيم علي المجتمع ,فاثر بشكل ملحوظ علي كبار السن فحلت العديد من المشاكل النفسية وظهر التغير في شخصيتهم إلي الايجابية بشكل مباشر وأصبحوا أكثر اندماجا بالمجتمع". وابدي انه اثر وغير ووضح في المفاهيم والتوجيهات في العديد من الطلاب مما ظهر علي سلوكهم اتجاه كبار السن وصلت نسبتها إلي 70 % داخل الأسرة, وكان واضحا من النتائج كذلك تغير عند المسنين وطريقة تعامل عائلاتهم معهم. ودعي في الختام إلي لاهتمام بشكل اكبر بهذه الفئة ودعمهم لأن العديد منهم بحاجة إلي الدعم في الأمور الوجستية والنفسية حيث يعتبر هذا المشروع هو الوحيد في قطاع غزة لدعم كبار السن وكذلك يجب تشكيل لجان ضاغطة علي الحكومة لتوفير دعم خاص للمسنين لتخفيف الأعباء عنهم وعن أسرهم .