تلقى الرئيس الأمريكي صفعة قوية من المجتمع الدولي بعد قراره إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بعد أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 صوتا لصالح قرار القدس، ما يعادل 66.3% من الأصوات، وامتنع عن التصويت 35 دولة من إجمالي الدول الأعضاء بالجمعية العامة البالغ عددها 193، فيما اعترضت على القرار 9 دول من بينها أمريكا وإسرائيل. وفي هذا الصدد قال خالد السفياني الحقوقي والسياسي المغربي أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو قرار معنوي أكثر منه إلزامي، ولكنه أظهر هزة غير مسبوقة تعرض لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة بعد تهديده الغير المسبوق والمهين لمجموعة من الدول، ولذلك الأغلبية الساحقة من دول العالم التي بلغ عددها 128 دولة صوتت لصالح القدس ضد قرار ترامب. وأضاف أن الانتصار الحقيقي للشعب الفلسطيني هو الذي يجري على الأرض، وهو من يقاوم الصهاينة بصدور عارية، ويتعرض لشتى أنواع التعذيب، وخلفت شهداء وجرحى بالعشرات، مضيفا أن هذا الحراك على الأرض هو الفصل الحقيقي وهو الذي يجب أن تسانده الأمة العربية، وأحرار العالم. وتابع أن قرار جمعية الأممالمتحدة يفتح الباب أمام فتح شكوى أمام مجلس الأمن، وقراره ستكون له قوة أكبر، على اعتبار أنه في مثل هذه الحالات حسب نظام الأممالمتحدة فلا يمكن للدولة المشتكى بها الحق في التصويت، وبالتالي لن يكون هناك إمكانية لاستعمال حق الفيتو ضد هذا القرار. واسترسل أن بعض الدول رفضت التصويت ضد القرار وقبلت الإبتزاز الأمريكي وهي أقلية بالمقارنة مع 128 دولة المصوتة لصالح القدس، مشيرا إلى أن الحراك العربي والإسلامي حول القدس يجب أن يستمر لأن ترامب يستهدف القضية الفلسطينية بكاملها وحرمان الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه وأهمهما عودة اللاجئين وإقامة دولة مستقلة على ترابه، وعاصمتها القدس الشريف. وأكد أن قرار ترامب بمثابة صفقة القرن وبعض الأنظمة العربية التي تعاملت إيجابا تحت ضغط الإدارة الأمريكية، فيجب الضغط عليها أيضا حتى تراجع حساباتها، لأن الأمر خطير جدا ومنع الولاياتالمتحدة من إكمال فصول الصفقة وبالتالي حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وحسم القضية لفائدة الكيان الصهيوني، وبالتالي التخلي عن القدس وتهجير الشعب الفلسطيني وانتهاء المشكل الفلسطيني. وشدد السفياني على أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يطرح قضية التطبيع بشكل كبير والتي يجب ايقافها بشكل كامل ومقاطعة المؤسسات الأمريكية، خاصة من بعض الدول المؤثرة كتركيا، مشيرا إلى أن المغرب يسعى على المستوى الشعبي من أجل التحرك لمساندة الشعب الفلسطيني. وختم أن المغرب سينظم مهرجانا حول القضية الفلسطينية أواخر هذا الشهر وسيحضره وفد مهم من الشعب الفلسطيني ومن جميع حركات المقاومة ضمنها حماس وفتح وغيرها، ويدخل ضمن الحراك المستمر للمغرب لتحرير الأراضي الفلسطينية.