تلقى الرئيس الأمريكي صفعة قوية من طرف الجمعة العامة للأمم المتحدة بعد تصويتها لصالح مشروع قرار بشأن القدس ضد واشنطن. وقال صحيفة هآرتس الاسرائيلية أمس الخميس في مقال تحليلي نشرته بعنوان "تصويت الجمعية العامة بشأن القدس توبيخ معتدل لإسرائيل وصفعة قوية بوجه ترامب". وأكدت الصحيفة أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار بشأن القدس ضد واشنطن، كان بمنزلة "صفعة قوية" بوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهزيمة شخصية له. وقالت الصحيفة إن "التصويت لم يستهدف إسرائيل وسياساتها، إنما استهدف سياسات ترامب، وسلوكه الشخصي". وأضافت: "تهديد الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات عن الدول التي لن تدعم واشنطن (في قرار الجمعية العامة)، ومن ثم تكرار تلك التهديدات غير الدبلوماسية من قبل نيكي هيلي سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة، كانت كفيلة بأن ينظر لأي تصويت ضد إسرائيل على أنه هزيمة شخصية لترامب، وليس فقط تنديدا بسياساته". وتابعت: "تحول الأمر من ضربة بيد إسرائيل إلى صفعة قوية بوجه ترامب". وأشارت إلى أن "جميع القوى العالمية الكبرى، ودول أوروبا الوسطى، وجميع الدول الإسلامية، بما فيها الدول التي تتلقى مساعدات أمريكية كبيرة، اختارت تحدي الرئيس الأمريكي، وإنكار شرعية سياساته". وأقرت الأممالمتحدة بأغلبية 128 صوتا، مشروع قرار، قدمته تركيا واليمن، يؤكد عدّ مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وبينما غابت عن جلسة الجمعية العامة 21 دولة، امتنعت 35 دولة عن التصويت وعارضت القرار 9 دول من إجمالي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ال 193. ويؤكد القرار الأممي الصادر رغم التهديدات الأمريكية، أن أية قرارات أو إجراءات "يقصد بها تغيير طابعها أو وضعها أو تكوينها الديمغرافي ليس لها أثر قانوني، وتعد لاغية وباطلة، ويتعين إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". كما يطالب جميع الدول "أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس، عملا بقرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980".