وجهت الأغلبية الساحقة في الأممالمتحدة "صفعة" قوية لترامب، بعد أن صوتت 128 دولة لصالح قرار يقضي بسحب الولاياتالأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك رغم تهديد ترامب بقطع المساعدات، فيما صوتت 9 دول ضد قرار الجمعية العامة بشأن القدس، وامتنعت 35 دولة عن التصويت. وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلستها الطارئة، اليوم الخميس 21 دجنبر، بناءً على طلب من اليمن وتركيا، للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، نيكي هيلي، إن الاجتماع الذي تجريه الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس يضرّ بمصداقية الأممالمتحدة، وتابعت في كلمتها أمام الجمعية العامة: "كيف يمكن أن تستمع إسرائيل إلى كلمات عدائية، وتبقى في هذه المنظمة". وأشارت إلى أن "الولاياتالمتحدة عندما تنفق بسخاء على الأممالمتحدة، نتوقع منها أن تنصاع بصورة ما إلى قراراتنا، خاصة تلك المتعلقة بالقدس". وقالت هيلي: "هذا القرار لا يغير أي شيء ولا ينفي أو يثبت ولا يضرّ بجهود السلام، وقرار ترامب يعكس إرادة الشعب وحقنا أن نختار المكان الأنسب لسفارتنا". وأضافت قائلة: "هناك نقطة أخرى، أن أمريكا ستظل الدولة التي تتذكر استهدافها في الجمعية العامة وهي دولة ذات سيادة، ونتذكر أننا أكبر دولة ممولة في الأممالمتحدة". ومن جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمته، "إن تركيا لن تترك القدس وحيدة أبداً، والشعب الفلسطيني لن يبقى وحيداً". وأكد جاويش أوغلو، أن العالم أكبر من خمسة (في إشارة إلى الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن). ونوّه بأن التصويت، اليوم، في الجمعية العامة (على مشروع القرار المتعلق بوضعية القدس) "مهم لإظهار أن القضية الفلسطينية مازالت قضيتنا، وسنصدح بصوتنا عالياً اليوم من أجل العدل والسلام". وحول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وصف جاويش أوغلو، القرار بأنه "اعتداء مروع على كافة القيم العالمية". وأضاف أن دولة عضو في الأممالمتحدة (الولاياتالمتحدة) هدّدت الدول الأعضاء (في حال التصويت ضدها)، والبعض هدّد بقطع المساعدات التنموية، و"هذا لا يمكن قبوله". وتابع جاويش أوغلو: "التفكير بإمكانية شراء أصوات الدول الأخرى غير أخلاقي، ونحن لم نخف. قد تكون قويا ولكن هذا لا يجعلك على حق". فيما قال مندوب إسرائيل لدى الأممالمتحدة، داني دانون، إنه "لا قرار للجمعية العامة سيخرجنا من القدس". وتابع خلال كلمته في الجمعية العامة: "هذه حقائق لا تريد المنظمة أن تسمعها، وهناك شيء آخر غير قابل للتجاهل، وهذا النفاق بين فلسطينوالأممالمتحدة، والحقيقة أن الأممالمتحدةوفلسطين يبعدون السلام بسنوات بسبب الهجمات على شعبنا". وكانت سفيرة واشنطن في الأممالمتحدة قد حذرت سابقاً من أنها ستخبر الرئيس الأميركي بقائمة الدول التي ستصوت لصالح القرار المزمع التصويت عليه اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة. واستخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض "فيتو" ضد مشروع قرار قدمته مصر لمجلس الأمن يحذر من التداعيات الخطيرة للقرار الأميركي ويطالب بإلغائه. واستبق ترامب الجلسة بتحذير شديد اللهجة للدول التي تنوي التصويت ضد قراره بشأن القدس خلال الجلسة الطارئة. وهدد ترمب بوقف المساعدات المالية عن تلك الدول.