على الرغم من التهديد الذي وجهته أميركا بقطع المساعدات عن الدول إذا صوتت ضد قرار اعتراف واشنطنبالقدس "عاصمةً لإسرائيل"- فإن أكثر الدول التي حصلت على مساعدات إنسانية أميركية العام الماضي، دعمت قرار الجمعية العامة بالأممالمتحدة بشأن القدس، مساء الخميس 21 دجنبر 2017، فيما اعتبرت صحيفة إسرائيلية القرار بمثابة "صفعة في وجه ترامب". وأقرت الأممالمتحدة، بأغلبية 128 صوتاً، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. التصويت ضد القرار الأميركي في الجمعية العامة، اعتبرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بمثابة "صفعة قوية" في وجه الرئيس الأميركي. وجاء ذلك في مقال تحليلي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني بعنوان: "تصويت الجمعية العامة بشأن القدس.. توبيخ معتدل لإسرائيل وصفعة قوية بوجه ترامب". وقالت الصحيفة إن "التصويت لم يستهدف إسرائيل وسياساتها، إنما استهدف سياسات ترامب، وسلوكه الشخصي". واعتبرت أن تهديدات الرئيس الأميركي بقطع المساعدات عن الدول التي لن تدعم واشنطن (في قرار الجمعية العامة)، ومن ثم تكرار تلك التهديدات غير الدبلوماسية من قِبل نيكي هيلي سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة، كانت كفيلة بأن ينظر إلى أي تصويت ضد إسرائيل على أنه هزيمة شخصية لترامب، وليس فقط تنديداً بسياساته. وأضافت أن ما حصل حوّل الأمر من ضربة بيد إسرائيل إلى صفعة قوية في وجه ترامب، وعكس تحدياً واضحاً لترامب وإنكاراً شرعياً لسياسته، من قِبل جميع القوى العالمية الكبرى، ودول أوروبا الوسطى، وجميع الدول الإسلامية، بما فيها الدول التي تتلقى مساعدات أميركية كبيرة.