قال نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، إن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار القدس هو "تعبير قوي عن دعم العالم للقضية الفلسطينية رغم تعرضها لضغوط وتهديد وابتزاز"، مشيرا إلى أن نتيجة التصويت هي "رسالة إلى أمريكا مفادها أن إسرائيل تعيش في وضع لا شرعي وفي حالة اغتصاب وعدوان". واعتبر الريسوني في تصريح لوكالة الأنباء التركية "الأناضول"، أن هذا التصويت يؤكد أن دول العالم في واد وأمريكا وإسرائيل في واد آخر، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى "استثمار هذا التصويت واتخاذ خطوات لاحقة مع دول العالم تشكل برنامج عمل للمستقبل يخدم القضية الفلسطينية"، مردفا بالقول: "هذا المعطى يجب على الدول العربية والإسلامية استثماره على نحو جيد". وأوضح أن "الجمعية العامة للأمم المتحدة في كل قراراتها في العقود الأخيرة كانت لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وجاءت ضد السياسات العدوانية والتسلطية الإسرائيلية المؤيدة أمريكيا، وأحيانا أوروبيا"، مشيرا إلى أن "تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد مفارقة تتمثل في أن مجلس الأمن يبقى في قبضة أمريكا من خلال الفيتو". عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح ورئيسها السابق، تابع بالقول إن "الفيتو إشكالية كبيرة نعيشها في النظام العالمي الجديد منذ تأسيس الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وتكرّس الاستبداد العالمي واللاديمقراطية"، مضيفا أن "العبرة التي يجب أن تأخذها دول العالم، ضرورة تغيير النظام الاستبدادي اللاديمقراطي". وأبرز الريسوني أنه "لا يمكن أن تصوّت دول العالم لصالح قضية ما وتأتي دولة واحدة فتبطل إرادة العالم، فهذا سحق للديمقراطية وإهدار لها وتكريس للاستبداد المشرعن"، مردفا بالقول: "الآن على الدول الإسلامية ودول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أن تسعى بشكل صريح ومباشر إلى تغيير نظام مجلس الأمن وخاصة نظامي العضوية والفيتو؛ لتحقيق قدر من العدل في النظام العالمي". يُشار إلى أن الفلسطينيين حققوا انتصاراً دبلوماسياً جديداً على المستوى الدولي باستصدار قرار عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة لصالح مدينة القدسالمحتلة، اليوم الخميس، وهو القرار الذي يشكل رفضا دوليا واضحا ومباشرا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدسالمحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي. وجاء التصويت في جلسة طارئة على مشروع القرار الذي قدمته تركيا واليمن باسم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامية، بموافقة ثلثي الأعضاء بواقع 128 صوتا، مقابل تسعة أصوات رافضة وامتناع 35 عن التصويت، في حين انسحبت مالي وأفغانستان من المشاركة في تقديم المشروع. ويؤكد القرار أن أي إجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس ملغاة وباطلة، ويدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، كما يطالب قرار الجمعية العامة جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس.