أدان دبلوماسيون عرب قرار واشنطن باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يستنكر سياسة الكيان الصهيوني الداعية لإبعاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وكان السفير الأمريكي لدى المنظمة الدولية جون نغروبونتي قد قال إن القرار يشوبه خلل لأنه لم يتضمن إدانة قوية للأعمال الإرهابية التي تشنها جماعات فلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي. وكانت الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة من بين 15 دولة في مجلس الأمن التي اعترضت على القرار، في حين امتنعت بريطانيا وألمانيا وبلجيكا عن التصويت. وقال ناصر القدوة المندوب الفلسطيني لدى الأممالمتحدة إن الفيتو الأمريكي سيؤدي إلى عواقب وخيمة ستكون الولاياتالمتحدة هي المسؤول الأول عنها. كما أعرب السفير السوري فيصل مقداد عن أسفه للقرار الأمريكي قائلا إنه أدى إلى تدهور الموقف المعقد بشدة في الشرق الأوسط. وكانت مسودة القرار الذي قدمته سورية، تطالب الكيان الصهيوني بالامتناع عن اتخاذ أي قرار بترحيل الرئيس المنتخب للسلطة الفلسطينية والتوقف عن تهديد أمنه وسلامته. وكان إيهود أولمرت نائب رئيس الوزراء الصهيوني وعمدة القدسالمحتلة السابق قد قال في مطلع الأسبوع إن حكومته لا تستبعد قتل عرفات. وقالت قناة بي بي سي الإخبارية أمس أن مراسلها في الأممالمتحدة إن عدة دبلوماسيين يشعرون بالقلق من أن يكون الفيتو الأمريكي قد بعث برسالة إلى الحكومة الصهيونية مفادها أن واشنطن لا تعارض التهديدات الصهيونية للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. لكن ناصر القدوة قال إنه سيسعى لأن يتخذ مجلس الأمن قرارا بشأن الكيان الصهيوني على الرغم من الفيتو الأمريكي. وأضاف هذا هو مقر القانون الدولي وإذا كانت إسرائيل قادرة، على الرغم من جميع انتهاكاتها للقانون الدولي، على ضمان أن يحميها عضو دائم في مجلس الأمن بصورة آلية، فهذا لا يعني أن المواقف الإسرائيلية سليمة. وتابع قائلا: سنواصل محاربة هذه الانتهاكات للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. صائب عريقات أدان من جهته استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يطالب الكيان الصهيوني بالامتناع عن أي عمل يهدد سلامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ووصف عريقات ما حدث بأنه يوم أسود للأمم المتحدة وللعرب. وقال عريقات إن ما شاهدناه في مجلس الأمن هو تمزيق للأعراف الدولية. وأضاف في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية أن الولاياتالمتحدة توفر الحماية لإسرائيل وتتسامح معها وتتعامل معها كدولة فوق القانون. وأعرب عن أمله في ألا تفهم إسرائيل من قتل مشروع القرار أنه رخصة لقتل الرئيس ياسر عرفات. أما نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني فقد أكد من جهته أن الفيتو الأمريكي يشجع الكيان الصهيوني على الاستمرار في العدوان والتصعيد. وأضاف أن الفيتو لا يخدم الجهود المبذولة لتنفيذ خارطة الطريق أو تهدئة الأمور في المنطقة. وأعلن أن السلطة الفلسطينية تطالب الولاياتالمتحدة بموقف أكثر جدية وتوازنا من أجل مصلحة الجميع. كما استنكرت حركة الجهاد الإسلامي الفيتو الأمريكي واعتبرته بمثابة موافقة أمريكية على التصعيد الصهيوني. وقال محمد الهندي القيادي البارز في الحركة إن الفيتو يعتبر ضوءا أخضر للتصعيد الصهيوني وتعتبر أمريكا مشاركة في إبعاد عرفات. وأشار إلى أن أمريكا ترى مشكلة الشرق الأوسط بعيون صهيونية، مشددا على أن المخرج هو حوار فلسطيني لإيجاد إستراتيجية مبنية على خيار المقاومة. وأعرب السفير الألماني غونتر بلويغر الذي امتنع عن التصويت، عن خيبة أمله معتبرا أن نتائج التصويت تعطي مؤشرا سيئا ومن شأنه أن يزيد من مخاطر زعزعة الاستقرار. وكان 11 من أعضاء مجلس الأمن ال15 لصالح مشروع القرار في حين امتنعت بريطانيا وألمانيا وبلغاريا عن التصويت بعد أن فشلت مشاورات جرت على مدى ساعات في التوصل إلى حل وسط يحظى بقبول كل من الولاياتالمتحدة وسوريا. ويطالب مشروع القرار الذي قدمته سوريا والسودان بأن تمتنع عصابة الاحتلال الصهيوني عن أي عمل للترحيل ووقف أي تهديد لسلامة الرئيس المنتخب للسلطة الفلسطينية. ودعا مشروع القرار أيضا إلى أن يعرب المجلس عن دعمه التام لمبادرات اللجنة الرباعية ويطالب بمضاعفة الجهود لتأمين تطبيق خارطة الطريق من قبل الطرفين. وكالات واشنطن استعملت 74 (فيتو) أغلبها لصالح الكيان الصهيوني بلغ مجموع استعمال حق النقض الفيتو التي سجلها الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن 248 اعتراضا منذ إنشاء الأممالمتحدة، وكان للولايات المتحدة النصيب الأكبر منها، فقد استخدمت حق النقض 74 مرة آخرها يوم 30 يونيو 2002 عندما صوت السفير الأمريكي في الأممالمتحدة جون نغروبونتي ضد قرار تجديد عمليات حفظ السلام في البوسنة لخوفها من مثول قوات حفظ السلام الأمريكيين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ومع أن هذا التفسير ينطوي على اعتراف ضمني بما يقوم به الجنود الأمريكيون في مهمات حفظ السلام في العالم -رغم ادعاء أمريكا بأنها حامية الديمقراطية ونصيرة حقوق الإنسان- فإن التفسير المنطقي للموقف الأمريكي هو أن واشنطن تريد أن تستخلص لنفسها في حال قيام المحكمة، استثناءً من القوانين الخاصة بتلك المحكمة لأنها تريد الاستمرار في سياستها الخارجية وبما يصاحب هذه السياسة من فرض هيمنة وترتيبات تخدم المصالح الأمريكية، دون أن تتعرض في حال من الأحوال للاتهام بارتكاب جرائم حرب. وقال مسؤولون أمريكيون صراحة إن الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤوليات دولية خارجية لا يمكن لغيرها أن يتحملها، لذلك لا تريد أن ينشأ وضع قد تجد معه جنودها أو مسؤولين فيها أمام المحكمة الجنائية الدولية. وفي ما يلي تفصيل قرارات النقض الأمريكية ال38 المرتبطة بالقضية الفلسطينية عامة: 10 شتنبر 1972: أدان مجلس الأمن الهجمات الصهيونية على جنوب لبنان وسوريا. التصويت: 13 مقابل 1 وامتناع 1 عن التصويت. 26 يوليوز 1973: تأكيد حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته والحماية المتساوية. التصويت: 13 مقابل 1 وغياب الصين عن التصويت. 8 دجنبر 1975: إدانة الهجمات الجوية الصهيونية على جنوب لبنان وقتل المدنيين الأبرياء. التصويت: 13 مقابل 1 وامتناع 1 عن التصويت. 26 يناير 1976: دعوة مجلس الأمن لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. التصويت: 9 مقابل 1 وامتناع 1 عن التصويت. 25 مارس 1976: شجب المجلس لتغيير الكيان الصهيوني وضع القدس المتعارف على أنها مدينة دولية من قبل معظم دول العالم والأممالمتحدة. التصويت: 14 مقابل .1 29 يونيو 1976: تأكيد المجلس على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني. التصويت: 10 مقابل 1 وامتناع 1 عن التصويت. 30 أبريل 1980: إقرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. التصويت: 10 مقابل 1 وامتناع 4 عن التصويت. 20 يناير 1982: مطالبة الكيان الصهيوني بالانسحاب من مرتفعات الجولان. التصويت: 10 مقابل 1 وامتناع 4 عن التصويت. 1 أبريل 1982: إدانة الكيان الصهيوني على سوء معاملتها للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين ورفضها الالتزام ببروتوكولات معاهدات جنيف للأمم المتحضرة. التصويت: 14 مقابل .1 2 أبريل 1982: إدانة جندي صهيوني بقتل 11 مصليا مسلما في الحرم الشريف قرب المسجد الأقصى في مدينة القدس القديمة. التصويت: 14 مقابل .1 8 يونيو 1982: حث المجلس على فرض عقوبات على الكيان الصهيوني إذا لم تنسحب من لبنان. التصويت: 14 مقابل .1 26 يونيو 1982: حث المجلس على فرض عقوبات ضد الكيان الصهيوني إذا لم تنسحب من بيروت. التصويت: 14 مقابل .1 6 غشت 1982: حث المجلس على قطع المساعدات الاقتصادية على الكيان الصهيوني إذا رفضت الانسحاب من احتلالها للبنان. التصويت: 11 مقابل 1 وامتناع 3 عن التصويت. 2 غشت 1983: إدانة المستوطنات الصهيونية المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة -الضفة الغربيةوغزة- واعتبارها عائقا أمام السلام. التصويت: 13 مقابل 1 وامتناع 3 عن التصويت. 6 شتنبر 1984: المجلس يأسف للمذبحة الصهيونية الوحشية في لبنان وحثها على الانسحاب. التصويت: 14 مقابل .1 12 مارس 1985: إدانة الوحشية الصهيونية في جنوب لبنان وإدانة القبضة الحديدية لقمع السكان. التصويت: 11 مقابل 1 وامتناع 3 عن التصويت. 13 شتنبر 1985: إدانة الانتهاكات الصهيونية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. التصويت: 10 مقابل 1 وامتناع 4 عن التصويت. 17 يناير 1986: شجب شديد للعنف الصهيونية في جنوب لبنان. التصويت: 11 مقابل 1 وامتناع 3 عن التصويت. 30 يناير 1986: شجب النشاطات الصهيونية في القدسالشرقية العربية المحتلة مما يهدد قداسة الأماكن المقدسة الإسلامية. التصويت 13 مقابل 1 وامتناع 1 عن التصويت. 6 فبراير 1986: إدانة خطف الكيان الصهيوني لطائرة ليبية يوم 4 فبراير. التصويت: 10 مقابل 1 وامتناع 1 عن التصويت. 18 يناير 1988: شجب الهجمات الصهيونية على لبنان والإجراءات والممارسات التعسفية ضد السكان المدنيين. التصويت: 13 مقابل 1 وامتناع 1 عن التصويت. 1 فبراير 1988: دعوة الكيان الصهيوني لنبذ سياساتها ضد الانتفاضة الفلسطينية التي تنتهك حقوق الفلسطينيين والالتزام باتفاقية جنيف الرابعة وصياغة دور رائد للأمم المتحدة في مفاوضات السلام المقبلة. التصويت: 14 مقابل .1 15 أبريل 1988: حث المجلس الكيان الصهيوني على قبول الفلسطينيين المرحّلين وإدانتها لإطلاق النار على المدنيين ودعوتها للتقيد باتفاقية جنيف الرابعة ودعوتها كذلك لتسوية سلمية تحت إشراف الأممالمتحدة. التصويت: 14 مقابل .1 10 ماي 1988: أدان المجلس الغزو الصهيوني للبنان. التصويت: 14 مقابل .1 14 دجنبر 1988: شجب غارات القوات الخاصة الصهيونية للبنان يوم 9 دجنبر. التصويت: 14 مقابل .1 17فبراير 1989: شجب القمع الصهيوني للانتفاضة الفلسطينية ودعوتها إلى احترام الحقوق الإنسانية للفلسطينيين. التصويت: 14 مقابل .1 9 يونيو 1989: شجب انتهاك الكيان الصهيوني للحقوق الإنسانية للفلسطينيين. التصويت: 14 مقابل .1 7 نونبر 1989: مطالبة الكيان الصهيوني بإعادة الممتلكات التي صادرتها من الفلسطينيين أثناء احتجاج على الضرائب والسماح بقيام لجنة لتقصي الحقائق لمراقبة الإجراءات الصارمة التي تفرضها الكيان الصهيونيعلى الانتفاضة الفلسطينية. التصويت: 14 مقابل .1 31 ماي 1990: دعوة لجنة لتقصي الحقائق حول الإساءات ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. التصويت: 14 مقابل .1 4 أبريل 1992: إدانة الكيان الصهيوني بقتل أربعة فلسطينيين في رفح وجرح 50 آخرين عشرة منهم في حالة خطرة. التصويت: 14 مقابل .1 4 دجنبر 1993: حث الكيان الصهيوني على السماح بعودة 101 فلسطيني مبعد. التصويت: 14 مقابل .1 17 ماي 1995: إدانة الكيان الصهيوني لعزمها مصادرة 134 هكتارا من الأراضي في القدسالشرقية. التصويت: 14 مقابل .1 15 شتنبر 1996: إدانة إغلاق الكيان الصهيوني للأراضي المحتلة. التصويت: 14 مقابل .1 25 أبريل 1996: إدانة إسرائيل لقصفها مقر الأممالمتحدة في قانا ب جنوب لبنان واستمرار الهجمات الصهيونية. التصويت: 14 مقابل .1 28 شتنبر 1996: إدانة المستوطنات الصهيونية في رأس العمود بالقدس. التصويت: 14 مقابل .1 7 مارس 1997: دعوة الكيان الصهيوني لوقف خطط بناء المستوطنات في جبل أبو غنيم بالقدس. التصويت: 14 مقابل .1 2221 مارس 1997: إدانة المستوطنات الصهيونية في جبل أبو غنيم. التصويت: 14 مقابل .1 27 مارس 2001: الولاياتالمتحدة تعترض على قرار يؤيد قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة لحماية المدنيين الفلسطينيين.