انتقد أعضاء مجلس الأمن الدولي الغارة الصهيونية على غزة خلال نقاش حول الشرق الأوسط طالبت به المجموعة العربية، وأكد المندوبون العرب على ضرورة تبني المجلس قرارًا يطالب الكيان الصهيوني بسحب قواتها من المدن الفلسطينية، وأكد مسؤولون أمريكيون أن واشنطن ستعارض أي مشروع قرار ضد الكيان الصهيوني . وندَّد مساء الأربعاء 24-7-2002م نحو 40 مندوبًا بالمجلس بالغارة الصهيونية على غزة الإثنين 22-7-2002م التي أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيًّا، بينهم صلاح شحادة قائد كتائب "عزّ الدِّين القسَّام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية بغزة. وقال ناصر القدوة المندوب الفلسطيني لدى الأممالمتحدة: "يجب على العالم أن يوقف أعمال الكيان الصهيوني سواء على الأرض أو على الساحة السياسية". وأضاف "هذا الهجوم الصهيوني يمثل أول جريمة حرب صارخة منذ سريان المحكمة الجنائية الدولية في الأول من يوليوز 2002م، فرئيس الوزراء الصهيوني إريل شارون وقادة جيشه ارتكبوا أعمالاً تقع تحت طائلة القانون الأساسي للمحكمة، ويجب أن يحاكموا عليها". وأكد "أن شارون يحاول تصوير أعماله على أنها رد على العمليات الاستشهادية، لكنه يريد عرقلة أي تسوية سلمية جادة، حتى تستمر أنشطة الاحتلال والاستيطان". وفي إشارة واضحة إلى الولاياتالمتحدة، قال القدوة: إن أولئك الذين لا يتصدون لشارون يزيدون الأمور سوءاً. كانت المملكة العربية السعودية الرئيس الحالي للمجموعة العربية في الأممالمتحدة دعت إلى الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لإدانة الغارة الصهيونية، وتبني قرار يطالب بانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من المدن الفلسطينية. ومن جانبه، ادعى "أرون جاكوب" نائب المندوب الصهيوني لدى الأممالمتحدة أن فشل السلطة الفلسطينية في وقف صلاح شحادة عجَّل بالغارة الصهيونية على غزة والتي كانت تستهدف اغتياله. وقال جاكوب: "إن القوات الصهيونية لم تدرس مسبقًا مدى الخسائر الجانبية التي ستتسبب بها الغارة، ولو كنا نعلم مسبقا لما قمنا أبدا بمثل هذه العملية"!! ومن المقرر أن يبدأ مجلس الأمن أمس الخميس 25-7-2002م مشاورات مغلقة لمناقشة ما سيقرره حول الشرق الأوسط وبنوع خاص دراسة ما إذا كان بالإمكان وضع قرار يمكن أن يحظى بإجماع كافٍ لكي يتم تبنيه. من جهة أخرى، قال المندوب الأمريكي لدى الأممالمتحدة "جون نجروبونتي": "إنه يجب الاعتماد على قرارات مجلس الأمن السابقة، واعتبر أنها تشكل أساسًا كافيًا لتحقيق حل لمشكلة الشرق الأوسط، وأشار إلى أنه ينبغي للعالم أن يحول اهتمامه إلى الجهود الدبلوماسية البناءة". من ناحية أخرى، أكد مسؤولون أمريكيون أن واشنطن سوف تستخدم الفيتو ضد أي قرار يدين الكيان الصهيوني.على جانب آخر، قال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الأربعاء: "إن الإدارة الأمريكية غير متحمسة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، فهي مهتمة بالانتخابات النصفية أكثر من إخراج الصهاينة من المدن الفلسطينية". وأخذ وزير الخارجية السوري على واشنطن أنها استمرت صامتة أو مشجعة على استخدام شارون في توجيه ضرباته للمدنيين الفلسطينيين، وأكد أن هذا الموقف ليس غريبًا، فالولاياتالمتحدة ضربت أفغانستان بقسوة، وضربت مدنيين تمامًا كما ضربت إسرائيل المدنين في غزة. وتابع قائلا: "إن العلاقات بين دمشقوواشنطن غير مستقرة، وستستمر بهذه الصورة طالما أعطت أمريكا الأولية للعلاقات الإستراتيجية مع الكيان الصهيوني".