تبنى مجلس الأمن أول أمس قرارا يدعو إسرائيل لوقف هدم منازل الفلسطينيين في أعقاب عمليات هدم واسعة النطاق في قطاع غزة. وامتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت على مشروع القرار الذي أيده 14 عضوا من أعضاء المجلس بعد مفاوضات مع الجزائر، التي تمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن دبلوماسيين قالوا إنه تم تخفيف حدة لهجة نص المشروع النهائي لتفادي استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو). وبرر جيمس كاننغهام، نائب مندوب الولاياتالمتحدة في المنظمة الدولية، امتناع واشنطن عن التصويت بأن القرار لا يأخذ في الاعتبار إلى حد كاف الإطار الذي تجري فيه العمليات العسكرية، التي تؤكد إسرائيل أنها تهدف من خلالها إلى منع وقوع هجمات ضدها!! وقالت الأنباء إن إسرائيل انتقدت عدم استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض لتعطيل تبني مجلس الأمن الدولي القرار، وقالت إنها تشعر بخيبة أمل حيال هذا التصرف الأمريكي. وقال مسؤول صهيوني رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه إن الموقف الأمريكي مخيب للآمال، إلا أن التصويت كان متوقعا. بالمقابل رحبت السلطة الفلسطينية بالقرار، وعبرت، على لسان وزيرها لشؤون المفاوضات صائب عريقات، عن أملها في أن تستجيب له إسرائيل وتوقف عملياتها في رفح. ودعا قرار مجلس الأمن الكيان الصهيوني إلى احترام التزاماته بموجب القانون الدولي، وأصر على الالتزام بعدم القيام بعمليات هدم للمنازل بما يتناقض مع ذلك القانون. وأعرب القرار عن قلقه الشديد بشأن الوضع الإنساني للفلسطينيين، الذين باتوا مشردين في مخيم رفح للاجئين، القريب من الحدود المصرية. ووردت أنباء أخرى عن توغل القوات الصهيونية في حي آخر بمخيم رفح للاجئين، الذي تحاصره في قطاع غزة، في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس في بداية اليوم الثالث لعدوانها على المخيم. واقتحمت القوات حي البرازيل في رفح على الحدود مع مصر. وأطلقت مروحيات عسكرية إسرائيلية أربعة صواريخ على الأقل، فيما بدأ جنود الجيش توسيع هجومهم في المخيم. وقال مصدر عسكري إسرائيلي، حسب الأنباء، إنه توجد الآن قوات في حي البرازيل. ورغم الإدانة الدولية توعدت إسرائيل بمواصلة هجومها في قطاع غزة، الذي استشهد فيه 52 فلسطينيا على الأقل بينهم 23 سقطوا في مظاهرة أول أمس الأربعاء. من جهة أخرى قالت وكالة رويترز إنه، وفي ظل الحصار الصهيوني الخانق ضاقت مشرحة مستشفى رفح الوحيدة بجثامين الشهداء، واضطر المسؤولون هناك إلى حفظ عدد منها في ثلاجة لمحل بيع الزهور. وقالت رويترز، نقلا عن طبيب عرض لها 14 جثة موضوعة في صفين في الثلاجة بالدور الأرضي للبناية السكنية التي يقيم فيها، إنه اضطر لذلك بسبب الحصار وعدم وجود مكان في المشرحة الرئيسية. وقالت رويترز إن الجثث، الملفوفة في أكفان بيضاء أو في الأعلام الخضراء لحركة حماس، اجتذبت حشودا من الفلسطينيين الذين مزقهم الحزن إلى الثلاجة التي توضع فيها عادة الزهور، وهي محصول تصديري رئيسي في غزة. وقالت الوكالة، نقلا عن الطبيب، إن الجثث تواجه خطر التحلل السريع مما يشكل خطرا على الصحة بسبب التدفق المستمر للزوار والأقارب الذين يطلبون منه فتح أبواب الثلاجة. عبد الرحمان الهرتازي