تواصلت الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة واطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل صباح أمس الجمعة وذلك رغم صدور قرار مجلس الامن الدولي الداعي الى وقف فوري للمعارك, على ما افاد شهود ومصادر عسكرية. و فيما رفضت حركة حماس و إسرائيل القرار، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس القرار خطوة هامة تنتظر التطبيق علي الأرض. مواصلة العدوان: قام سلاح الجو الاسرائيلي صباح امس بغارات على قطاع غزة بعد هجمات ليلية اوقعت12 قتيلا, بحسب شهود ومصادر طبية فلسطينية. فقد ذكرت مصادر طبية وشهود ان12 فلسطينيا بينهم ستة من عائلة واحدة, قتلوا الليلة قبل الماضية في غارات جوية وقصف اسرائيليين على قطاع غزة. واوضحت المصادر ان ستة قتلوا في غارة جوية على منطقة جباليا (شمال) ادت الى جرح فايز صالحة القائد المحلي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين, ومقتل زوجته واربعة من ابنائه وكذلك شقيقة زوجته. من جهة اخرى, قتل ثلاثة فلسطينيين بقذائف اسرائيلية في وسط قطاع غزة بين قرية دير البلح ومخيم النصيرات للاجئين, على ما قالت هذه المصادر. وقتل ثلاثة اخرون في قرارة شرق خان يونس (جنوب) خلال توغل لدبابات اسرائيلية انطلقت من معبر كيسوفيم وفق المصادر ذاتها. ودمر منزل مسؤول في حماس في عبسان القريبة. و بذلك ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع في27 ديسمبر الى نحو780 وفق تعداد لوكالة فرانس برس اعدته استنادا الى حصيلة من مصادر طبية فلسطينية. وجرح اكثر من3200 فلسطيني. وافاد الجيش الاسرائيلي أمس أيضا عن اطلاق ستة صواريخ على جنوب اسرائيل انطلاقا من قطاع غزة ما ادى الى اصابة شخص بجروح طفيفة. واوضح الجيش ان صواريخ من نوع غراد سقطت على بئرالسبع على بعد نحو40 كلم من قطاع غزة وايضا على منطقة اشدود. و قد جاءت هذه الهجمات بالرغم من صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الذي رفضته حماس و لم تقبل به إسرائيل لحد أمس حماس ترفض قرار مجلس الامن الدولي: فقد اعلن القيادي و المسؤول الاعلامي في حركة حماس في لبنان رأفت مرة أمس الجمعة ان الحركة ترفض قرار مجلس الامن الدولي الذي يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة "لانه يبتعد عن الاهداف الاساسية للشعب الفلسطيني» واضاف «لا نقبل به لانه لا يناسب تطلعات الشعب الفلسطيني» فيما قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان اسرائيل ستتصرف فقط بالشكل الذي يخدم مصالحها. وجاء ذلك بعد ساعات من تمرير مجلس الامن قرار يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في الهجوم الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة. وقال بيان لوزيرة الخارجية الإسرائيلية أن « إسرائيل تصرفت وتتصرف وستتصرف فقط وفقا لاعتباراتها والحاجات الامنية لمواطنيها وحقها في الدفاع عن النفس» ولم يشر البيان بشكل مباشر الى كيفية تعامل اسرائيل مع الدعوة لوقف اطلاق النار. أما الرئىس الفلسطيني محمود عباس فقد اعتبر ان قرار مجلس الامن الدولي الذي يدعو لوقف اطلاق نار فوري «خطوة هامة» لكنه اضاف ان «المهم التطبيق» وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من مدريد حيث يرافق عباس الذي يزور اسبانيا «ان الرئيس عباس يعتبر ان قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار في غزة خطوة هامة والمطلوب الان هو التنفيذ من خلال وقف العدوان وانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة وانهاء معاناة المواطنين» وشدد ابو ردينة على ان «مصداقية المجتمع الدولي هي على المحك, اذ ان المطلوب الان ترجمة الاقوال الى افعال» وكان مجلس الامن الدولي قد اعتمد الليلة قبل الماضية قرارا يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة بعد اسبوعين تقريبا على بدء الهجوم الاسرائيلي الذي اسفر عن سقوط اكثر من780 قتيلا. ودعا مجلس الامن في هذا القرار الذي اتى ثمرة ثلاثة ايام من المداولات بين وزراء خارجية دول غربية وعربية «الى وقف فوري وملزم لاطلاق النار يؤدي الى انسحاب كامل للقوات الاسرائيلية من غزة» (أنظر نص القرار) واشنطن تتراجع عن تأييد القرار: و في انقلاب فيما يبدو على وعود سابقة لدول عربية امتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت على قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يدعو لوقف اطلاق النار في غزة. وصرحت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بأن الولاياتالمتحدة امتنعت عن التصويت على القرار مساء الخميس لانها كانت تريد ان ترى نتيجة مسعى الوساطة المصرية أولا لانهاء وامتناع الولاياتالمتحدة عن التصويت يقلل من قوة القرار ويمكن ان يضعف الضغوط على اسرائيل حليفة واشنطن حتى تلتزم بقرار مجلس الامن الذي يدعو أيضا لانسحاب اسرائيلي كامل من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية /حماس/. وصوت باقي الاعضاء في مجلس الامن وهم14 دولة لصالح القرار الذي «يدعو الى ويشدد على الحاجة الملحة لهدنة فورية دائمة تحظى بتطبيق كامل وتؤدي الى انسحاب كامل للقوات الاسرائيلية من غزة.» ودعا القرار ايضا الى ترتيبات في غزة لمنع تهريب السلاح الى النشطاء الفلسطينيين واعادة فتح المعابر الحدودية للسماح «بلا عوائق» لتوزيع المعونات في غزة. وصرح دبلوماسيون غربيون وعرب انهم كانوا يتوقعون ان تصوت رايس لصالح القرار واشاروا الى اتصال هاتفي اجرته وزيرة الخارجية الامريكية مع الرئيس الامريكي جورج بوش قبل الاقتراع مباشرة على القرار. ولم يرد مسؤولو الخارجية الامريكية على الفور على اتصالات هاتفية ورسائل الكترونية تستفسر عن السبب الذي دعا واشنطن الى عدم مساندة القرار في نهاية الامر. وقبل ان تجلس الى مقعدها في مجلس الامن تشاورت رايس مع وزراء عرب وأبلغتهم بقرار الولاياتالمتحدة الامتناع عن التصويت. وأعرب رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني عن خيبة امله في امتناع الولاياتالمتحدة عن التصويت وخوفه من الا تلتزم اسرائيل بوقف اطلاق النار وتواصل قصفها لغزة. النقاط الاساسية لقرار مجلس الأمن حول وقف اطلاق النار في غزة في ما يأتي النقاط الاساسية لقرار مجلس الأمن حول وقف لاطلاق النار في غزة الذي توصل الى تسوية في شأنه وزراء الخارجية الغربيون والعرب والذي صوت عليه مساء الخميس 14 عضوا و امتنعت واشنطن عن التصويت عليه : يشدد المجلس على «الوضع الخطر ويدعو الى وقف لاطلاق النار, فوري ودائم على ان يتم التقيد به تقيدا تاما, ويؤدي الى انسحاب كامل للقوات الاسرائيلية من غزة"» «يدعو الى تقديم المساعدة الانسانية التي تضم مواد غذائية ومحروقات ومواد طبية, وتوزيعها على كل اراضي غزة ومن دون معوقات». «يشيد بالمبادرات الرامية الى انشاء وفتح ممرات انسانية وآليات اخرى لتقديم المساعدة الانسانية بصورة دائمة» «يدعو الدول الاعضاء الى دعم الجهود الدولية لتحسين الوضع الانساني والاقتصادي في غزة"». «يدين كل عمل عنف وعدائي يستهدفان المدنيين وكل عمل ارهابي» «يدعو الدول الاعضاء الى تكثيف الجهود لتأمين ترتيبات وضمانات في غزة للحفاظ على وقف لاطلاق النار وهدوء دائمين بما في ذلك منع تهريب الاسلحة والذخائر وتأمين اعادة فتح نقاط العبور (الى غزة)» «يرحب بالمبادرة المصرية (الاقتراح المؤلف من ثلاث نقاط الذي قدمه الثلاثاء الرئيس المصري حسني مبارك) وبالجهود الاقليمية والدولية الاخرى الجارية» «يشجع التدابير الملموسة نحو مصالحة فلسطينية"» «يدعو الى جهود متجددة وملحة لدى الاطراف والمجموعة الدولية للتوصل الى سلام شامل يقوم على رؤية منطقة تعيش فيها دولتان ديموقراطيتان, اسرائيل وفلسطين, في سلام جنبا الى جنب وفي داخل حدود آمنة ومعترف بها"».