بكثير من الحسرة و الألم يحكي الشاب الفاسي عادل الطباش ،كيف فقدت زوجته خديجة جنينهم في شهرها التاسع من الحمل ، بسبب تقصير و إهمال المصحة التي كانت تتابع فيها زوجته حملها . و تعود تفاصيل الواقعة إلى بداية حمل زوجة عادل، حيث توجه هذا الأخير بحسب ما صرح به ل"نون بريس"، مرفوقا بزوجته خديجة إلى إحدى الاختصاصيات في طب النساء و التوليد تدعى (ن.ه) ، و التي تمتلك مصحة خاصة بمدينة فاس تحمل اسمها العائلي ، حيث اتفق عادل مع الطبيبة على متابعة حالة حمل زوجته على أساس أن تقوم هي بتوليدها عندما يحين وقت الولادة . مرت الشهور تباعا و عند بداية الشهر التاسع سيفاجئ الزوجة مخاض الولادة ، قبل موعد ولادتها ذات ليلة على الساعة 12 ليلا ، ليتصل عادل بالمصحة التي تتابع وضعية حمل زوجته ليطلب منه إحضار زوجته . فأخذ عادل زوجته و توجه إلى المصحة حيث تم الكشف عن زوجته و إخباره بأن الجنين في وضعية سليمة ، و تم الاتصال بالطبيبة المشرفة على الحمل لإخبارها بحالة الزوجة، و كذلك اطلاعها على ضرورة عرض خديجة على اختصاصي في الجهاز الهضمي ، لذلك يجب نقلها إما للمركب الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، أو إلى مصحة أخرى ، حيث يتواجد اختصاصي في الجهاز الهضمي الذي سيكشف على خديجة. و بالفعل أخذ عادل زوجته إلى أحد الاختصاصيين في الجهاز الهضمي الذي كشف على زوجته و قال له أنها تعاني من البنكرياس "المرارة" ، و تحتاج إلى بعض المسكنات التي وصفها لها و تم إعطائها لها قصد التخفيف من وطأة الألم ، لكن هذه المسكنات لم تنفع حينها و أمام آلام زوجته سيطلب عادل من طبيب الجهاز الهضمي أن يشرح الوضعية للدكتورة التي تتابع حالة حمل زوجته ، و لا مشكل إذا كانت تحتاج لإجراء عملية قيصرية أو حتى إذا كان الجنين في حاجة إلى الحضانة لا مشكل لديه في الجانب المادي . و حسب ما قاله عادل، بالفعل استجاب الدكتور لطلبه و ربط الاتصال بالدكتورة المشرفة على حمل زوجته ، و شرح لها الوضعية و أخبرها باستعداد عادل لإجراء عملية قيصرية لزوجته فوافقت و ضربت له موعدا عند 6 صباحا ، لكن و مع ارتفاع نسبة الآلام و عدم قدرة زوجته على المقاومة ، سيربط عادل الاتصال بمصحة الدكتورة من جديد طالبا منها التعجيل بإجراء العملية ، لأن زوجته لم تعد تحتمل و عند وصوله للمصحة يفاجئ بالدكتورة ترفض إجراء العملية . بعد ذلك و بعد احتجاج عادل ستقوم بأرساله إلى المركب الاستشفائي الحسن الثاني ، حيث سيتجري هناك بعض الفحوصات و يؤكدوا له أن وضعية زوجته مستقرة و هي في حاجة لأخد بعض الادوية فقط . عاد عادل و زوجته إلى البيت ، لكن حالة زوجته ازدادت سوء ، و الأدوية التي تأخذها لم تنفع مع حالتها فتوجه إلى المصحة من جديد ليلتقي بالدكتورة المشرفة على حمل زوجته ، و يخبرها بحالة زوجته التي تزداد سوء . يضيف عادل أنه و بينما هو يغادر المصحة اتصلت به أم زوجته لتخبره أنها قد انهارت بسبب قوة الألم ، ليذهب بسرعة و يحضرها إلى المصحة من جديد حيث تم هذه المرة استقبالها من طرف الدكتورة المشرف التي قامت ببعض الفحوصات لتطلب منه نقلها على وجه السرعة من جديد إلى المركب الاستشفائي الحسن الثاني مع رسالة مستعجلة منها لإدارته . ليتم استدعاء سيارة إسعاف جاءت لتنقل زوجته من المصحة في اتجاه المركب الاستشفائي الحسن الثاني ، و عند وصولهم و بعدما أدخلت إلى غرفة الفحص بدقائق ستخرج إحدى الممرضات لتخبر عادل بأن الجنين قد فقد ، قبل وصولهم إلى المستشفى و أنهم الآن يحاولون جاهدين إنقاد الأم . عادل يضيف و هو يغالب دموعه أنه راضي بقضاء الله و قدره لكنه يحمل مسؤولية فقد طفله ،للطبيبة المشرفة على حمل زوجته بسبب إهمالها و تهاونها و استهتارها بآلام زوجته . لذلك قرر اللجوء إلى القضاء لمعرفة من يتحمل المسؤولية في فقده لابنه و هو يتوفر على جميع الوثائق و التسجيلات التي تتبث شكوكه و التي أرسل يعضها لنا . ربطنا الاتصال بالمصحة التي يتهمها عادل بالتقصير ، و بالفعل أجابتنا المسؤولة على التواصل و أعطتنا وعدا بأنها ستعاود الاتصال بنا بمجرد نقل الخبر إلى إدارة المصحة لتمدنا بتفاصيل أكثر و إلى حدود كتابة هذه المادة الخبرية لم نتلقى أي توضيح .