ندّد الاتحاد العربي للنقابات (مقره بعمان الأردن و الذي يظم المنظمات النقابية بالمنطقة العربية) بما سمّاه "الاعتداءات العنيفة التي ارتُكبت بحق المسيرات الاحتجاجية لأساتذة المتدربين لمهن التربية و التكوين بالمغرب، بعد تدخلات عنيفة شارك بها آلاف رجال الأمن من شتى أقطابهم وانتماءاتهم ضد هذه المسيرات التي نظمت بعدد من المدن المغربية يوم الخميس الماضي 7 يناير 2016. وأوضح بيان للاتحاد العربي للنقابات، تتوفر "نون بريس" على نسخة منه، أن التدخل العنيف لرجال الأمن في حق الأساتذة المتدربين ترتب عنه إصابة عدد كبير منهم بجروح خطيرة بمختلف المدن التي عرفت المسيرات الاحتجاجية السلمية، مبرزا أن الجدال حول ملف توظيف الأساتذة المتدربين كان قد بدأ قبل ثلاثة أشهر، غير أنه لم يرَ طريق النور حتى كتابة هذا التقرير. ورغم تداعيات قضية توظيف الأساتذة المتدربين على ميدان التربية والتكوين؛ أفاد الاتحاد العربي للنقابات، أن آلاف الأساتذة الذين تم انتقاءهم بعد نيلهم شهادات الإجازة، لغرض التكوين في المراكز العمومية التي تؤهلهم للعمل في قطاع التدريس، وجدوا أنفسهم أمام مرسومين جديدين، يقضي الأول بضرورة إجراء مسابقة جديدة بعد إنهاء تكوينهم يُختار عبرها عدد معيّن للتوظيف، في حين ينص الثاني على تخفيض المنحة المادية المخصصّة لهم. وأضاف البيان، أن احتجاجات الأساتذة المتدربين تنطلق من كون أن المرسوم الأول يهدد الكثير منهم بالبطالة في ظل عدم وجود ضمانات كافية للعمل بالقطاع الخاص، كما أن توظيفهم ليس مباشرًا بما أنهم اجتازوا مسابقة الالتحاق بالمراكز بعد انتقائهم على أساس النقاط، حسبما أدلوا به. وقد تعرضت مسيرات الأساتذة المتدربين، التي شارك فيها بالإضافة إلى الأساتذة المتدربين وعائلاتهم مشاركة مختلف الإطارات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية وطلبة المدارس العليا للأساتذة والجامعات والأساتذة الممارسين والأطر المعطلة ومختلف شرائح المجتمع المغربي، لما سمّاه البيان ذاته، "تدخل قمعي همجي" نتج عنه عدة إصابات متفاوتة الخطورة حسب المناطق المحتضنة للمسيرات الجهوية، خاصة في مدينة إنزكان التي عرفت أعنف تدخل قمعي في حق الأساتذة المتدربين بلغ عدد المصابين بها أكثر من مائة (100) أستاذ وأستاذة بإصابات متفاوتة الخطورة ( من كسور وإغماءات وجروح خطيرة أما في مدينة مراكش فقد وصل عدد المصابين حوالي (57) أستاذ وأستاذة متفاوتة الخطورة. كما عرفت مدينة الدارالبيضاء ومدينة طنجة إصابة (15) أستاذ وأستاذة، كما لم تسلم مدينة فاس من هذا التدخل العنيف الذي نتج عنه إصابة (10) أساتذة . وأعلن الاتحاد العربي للنقابات وشبكة الإعلاميين النقابيين العرب وشبكة الشباب النقابي العربي وشبكة المرأة العربية النقابية مساندتهم ودعمهم اللامشروط للأساتذة المتدربين بالمغرب. ويذكر الاتحاد العربي للنقابات أن القمع الشرس والهمجي الذي تعرض له الأساتذة المتدربين من أجل المطالبة السلمية بتعديل وضعيتهم، يشكل وصمة عار في جبين الحكومة المغربية ويتنافى مع المواثيق والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها المغرب، لاحترام الحقوق الأساسية في العمل وحقوق الإنسان.