خرجت قيادة حزب العدالة والتنمية عن صمتها حيال التصريحات الأخيرة للقيادين التجمعيين رشيد الطالبي العلمي ومحمد أوجار، على خلفية المواقف المعبر عنها من طرف الفريق النيابي ل "المصباح". اجتماع للأمانة العامة ل"البيجيدي"، انعقد أول أمس الخميس، توقف عند تصريحات الوزيرين عن حزب التجمع الوطني للأحرار، إذ خرج سليمان العمراني، عضو قيادة المصباح، ليؤكد أن الأمانة العامة عبرت عن انزعاجها من بعض التصريحات اللبية والمستفزة اتجاه الحزب وفريقيه بالبرلمان، في إشارة إلى موقفي العلمي وأوجار. واعتبر العمراني، في تصريح لموقع الحزب، أن هذا الأمر يتعارض مع مستلزمات العمل السياسي النبيل، ويساهم في إضعاف الأحزاب السياسية وتبخيس دور المؤسسات التمثيلية، والمس بالتوازن المطلوب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، في الوقت الذي تحتاج فيه بلادنا إلى تشجيع جميع الديناميات الإصلاحية من أجل ترسيخ المسار الديمقراطي وتوسيع المشاركة السياسية. موقف الأمانة العامة يأتي بعد المواجهة التي تفجرت بيين الطالبي العلمي وفريق المصباح بمجلس النواب، إذ وجه الأخير انتقادات شديدة اللهجة لمشروع القانون الخاص بالمجلس الاستشاري للشباب، وهو الأمر الذي أثار غضب العلمي ودفعه للتهديد بسحب المشروع واعادته للمناقشة في اللجنة. العلمي خاطب أعضاء الفريق قائلا: " مابغيتش نقول شي كلام مغاديش يعجب شي ناس". واستنفرت هذه المواجهة رئيس الحكومة، بعدما تلقى اتصالات من داخل الغرفة الأولى من أجل التشاور، إذ عمد العثماني إلى إخماد فتيل الخلاف بين مكونات الأغلبية، فيما عاد مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، ليؤكد أنه تقرر بعد التشاور عدم سحب المشروع. ولم تكد حرب التصريحات تضع أوزارها حتى خرج محمد أوجار، وزير العدل والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، بموقف مثير قال فيه إن حزب العدالة والتنمية يمارس الأغلبية خلال خمسة أيام من الأسبوع وينتقل للمعارضة في الويكاند". هذه المواجهة الساخنة بين الحزبين اضحت تهدد تماسك الأغلبية، خاصة أن الفريق النيابي للحزب الأول داخل الأغلبية وجد نفسه في موقف محرج وهو يوجه انتقادات شديدة اللهجة لبعض مشاريع القوانين،مقابل التزامه بالتصويت لصالحها.