يبدو أن العلاقة المتوترة بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني آخذة في التصعيد، في ظل عمليات الضرب تحت الحزام والمواجهات العلنية بين أعضاء الفريق الإسلامي ووزراء "الحمامة"، والتي كان آخرها الاشتباك الذي تفجر بين رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، وأعضاء "المصباح" في الغرفة الأولى. وتفجرت المواجهة بعدما عمد فريق العدالة والتنمية إلى قلب الطاولة على العلمي، قبيل التصويت على القانون المتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، في جلسة تشريعية عمومية، أول أمس الاثنين، حيث أثار تدخل النائب رضا بوكمازي، باسم فريق"المصباح"، غضب الوزير التجمعي الذي هدد بسحب القانون وإرجاعه إلى اللجنة. ووجه الفريق انتقادات شديدة اللهجة إلى مشروع القانون، حيث تساءل إن كانت هناك حاجة إلى هيئة تقدم الاستشارة والخبرة، أم مؤسسة للحكامة تقوم بالأساس بنقل النقاش العمومي حول الشباب والعمل الجمعوي إلى الفضاءات المؤسساتية؟ وسجل أنه لم يتم التفاعل بإيجابية مع كل الاقتراحات التي تقدمت بها الأغلبية والفريق حول المشروع، بما يسمح للمجلس بالقيام بأدواره الدستورية. ورغم تدخل مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، من أجل منح العلمي حق الرد، إلا أن الأخير رد بطريقته بالقول: "من الأحسن ما نهضرش، لأنه إذا هضرت غادي نقول شي هضرة مغتعجبش شي ناس"، في إشارة إلى فريق العدالة والتنمية. واضطر رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، إلى رفع الجلسة لمدة 15 دقيقة من أجل التشاور، بعدما أثارت الحكومة إمكانية إعادة النص إلى اللجنة، من خلال الدفع بالمادة 144 من القانون الداخلي لمجلس النواب، والتي تنص على إمكانية مناقشة ثانية للمشاريع ومقترحات القوانين، قبل الشروع في التصويت، إما بطلب من الحكومة أو اللجنة المعنية بدراسة النص أو رئيس فريق أو عشر أعضاء المجلس. واستنفرت المواجهة بين الطرفين مكونات الحكومة والأغلبية، من خلال الاتصال هاتفيا برئيس الحكومة الذي تدخل لنزع فتيل التوتر، وإقناع الطالبي العلمي بالاستمرار في المناقشة والتصويت على مشروع القانون، رغم الانتقادات التي تلقاها من طرف فريق العدالة والتنمية.