تصدع جديد تواجهه "حكومة سعد الدين العثماني" بسبب عدم انسجام حزبه مع التجمع الوطني للأحرار على مستوى التنسيق والتحالف، حيث ردّ حزب العدالة والتنمية على تصريحات لقيادات في "حزب أخنوش"، والتي وجّهت فيها قبل أيام انتقادات لاذعة إلى "حزب بنكيران"، متهمة إياه ب"الازدواجية في اتخاذ المواقف" و"تقمص أدوار المعارضة أمام الرأي العام". الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، المنعقدة في اجتماع مساء أمس الخميس، لم تُفوت الفرصة للرد على تصريحات رشيد الطالبي العلمي ومحمد أوجار، الوزيرين في "حكومة العثماني" المنتميين إلى "حزب الأحرار". وفي الصدد ذاته، اتهم سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بالحزب، "جهات باستهداف حزب المصباح"، قائلاً: "لقد عبرت الأمانة العامة عن انزعاجها من بعض التصريحات السلبية والمستفزة اتجاه الحزب وفريقيه بالبرلمان". وكشف قيادي في "البيجيدي"، في تصريح لهسبريس، أن "الحزب تداول في الهجوم الأخير لرشيد الطالبي العالمي، وزير الشباب والرياضة، على برلمانييه، خلال جلسة مناقشة مشروع القانون المتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي بمجلس النواب". كما تم التداول، يُضيف المصدر ذاته، في تصريحات محمد أوجار، وزير العدل، التي اتهم فيها "البيجيدي" ب"ممارسة الأغلبية في خمسة أيام والمعارضة في الويكاند". وعلق العضو في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على ما جرى بالقول: "حزب التجمع الوطني للأحرار يُمارس معنا الخُبث السياسي"، بتعبيره. من جانبه، اعتبر سليمان العمراني، في خروج على البوابة الرقمية لتنظيمه الحزبي، أن "هذا الاستفزاز يتعارض مع مستلزمات العمل السياسي النبيل، ويسهم في إضعاف الأحزاب السياسية وتبخيس دور المؤسسات التمثيلية، والمس بالتوازن المطلوب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية". وردا على اتهام "حزب المصباح" ب"تقمص دور المعارضة"، اعتبر العمراني أن الأمانة العامة تجدد عزم الحزب، عبر ممثليه في جميع المؤسسات التمثيلية، على مواصلة دوره الإصلاحي المتفاعل مع واقعه، والمتعاون مع كل قوى الإصلاح في المجتمع دفاعا عن الديمقراطية وحقوق المواطنين أفرادا وجماعات. وزاد المتحدث: "حزب العدالة والتنمية يؤكد التزامه بمساندة الحكومة ودعمها من أجل أن تنجح في مهمتها، والوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، كما يدعوها إلى مضاعفة جهودها من أجل مواصلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتكثيف التواصل مع المواطنين والمواطنات". جدير بالذكر أن محمد أوجار قال، خلال مشاركته في برنامج "ضيف الأولى" التلفزي، على القناة الأولى، إن "حزب التجمع الوطني للأحرار يرفض الازدواجية في المواقف ويريد حكومة واضحة"، مضيفا: "يربكنا ما نعتبره أنه ازدواجية في مواقف حزب العدالة والتنمية، نحن نريد الوضوح وأن نسلك طريقا واحدا جميعا". وأضاف الوزير "التجمعي": "أحيانا؛ يمارس حزب العدالة والتنمية الحكم داخل الحكومة ويعارض من أجهزة أخرى، ونحن نقول أننا في حكومة واحدة، ويجب أن تكون لدينا الأفكار نفسها". وفي البرلمان، شهدت الجلسة العمومية التي خصصت للمصادقة على مشروع المجلس الاستشاري للشباب، تقدم به الوزير رشيد الطالبي العلمي، "مواجهة ساخنة" بينه وبين برلمانيين من حزب العدالة والتنمية؛ وهو ما دفع وزير الشباب والرياضة إلى التهديد بسحب مشروع القانون، معتبرا مداخلة الفريق النيابي "غير منصفة، ولا تترجم الانسجام الحكومي وميثاق الأغلبية".