رحبت الجزائر بشكل رسمي بفوز امانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية عبر برقية تهنئة بعث بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للرئيس الفرنسي الجديد . و تنتظر الجزائر من ماكرون الالتزام بما أطلقه من وعود للجزائر خلال حملته الانتخابية والتى أكد فيها أنه سيعترف بجرائم الاحتلال الفرنسي. وخرجت الصحف الجزائرية صباح اليوم الاثنين، تطالب الرئيس الفرنسي الجديد بالالتزام بوعوده الانتخابية تجاه الجزائر والاعتراف بما اقترفته بلاده من جرائم ضد الإنسانية، وقالت صحيفة "أخبار اليوم" "في عددها الجديد ماكرون صديق الجزائر رئيسا لفرنسا"، وأرفقت العدد بملف موسع عن جرائم الاحتلال فى فرنسا، وذكرت فى تقرير بعنوان "قصة مذبحة فرنسية فى الجزائر"، وأوردت خلاله تفاصيل 72 عام من المجازر التى لم يستثنى منها حتى العجائز والأطفال. وقالت صحيفة النهار الجزائرية، بدورها إن تلك المجازر كانت مأساة لكل جزائرى عاش تلك الفترة ورأى ما رأى من صور القتل والوحشية الاستعمارية والتى بقيت راسخة فى ذاكرته إلى الأبد. وكان ماكرون قد زار الجزائر في فبراير، وصرح لإحدى القنوات الخاصة الجزائرية أن "الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830/1962) تميز بالوحشية وشهد جرائم ضد الإنسانية". وخلفت تصريحات ماركون ترحيبا في الجزائر وموجة تنديد بفرنسا خاصة من جانب اليمين واليمين المتطرف الذين اعتبروها "إهانة لتاريخ بلادهم" لكن هذا الأخير تمسك بها واعتبر أن قول الحقيقة حول التاريخ سيسمح بالتوجه نحو المستقبل. وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية مدا وجزرا منذ الاستقلال عام 1962 بسبب طبيعة الملفات المعقدة بين البلدين، خاصة ما تعلق بالموروث التاريخي الذي يثقل كاهل هذه العلاقات. ولا زالت الحزائر تطالب باعتذار فرنسي رسمي عن جرائم الاستعمار لكن باريس ترفض هذه الخطوة وتدعو في كل مرة إلى وضع التاريخ جانبا والتطلع للمستقبل لكن تصريح ماكرون الذي ادان الحقبة الاستعمارية يعد موقفا متقدما بشان هذا الملف مقارنة بأسلافه من الرؤساء.