لا زال معبر "تاراخال2" يحصد أرواح ممتهنات التهريب المعيشي الواحدة تلو الأخرى بمدينة سبتة السليبة دون تحريك أي ساكن في الموضوع. حيث لفظت سيدة في الخمسينيات من العمر أنفاسها الأخيرة صباح يوم الاثنين متأثرة بجروح خطيرة بعد أن دهستها الأقدام خلال التدافع في المعبر. وأفادت مصادر موقع "نون بريس" أن الضحية تبلغ من العمر 54 سنة، متزوجة، و أم لخمسة أطفال، تعرضت للدهس بالأقدام خلال تعثرها و سقوطها و حمولتها من البضاعة على الأرض. و أضافت ذات المصادر أن الضحية نُقلت إلى قسم الأموات بمستشفى الحسن الثاني بمدينة الفنيدق المحاذية لسبتةالمحتلة، في حين تم نقل أربع سيدات أخريات في نفس الحادث إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية بعد تعرضهن لإصابات وُصفت بالخطيرة إلى متفاوتة الخطورة خلال واقعة التدافع. وتعليقاً على ذلك، اعتبر محمد بنعيسى رئيس مرصد الشمال للدفاع عن حقوق الإنسان ، في تصريح ل"نون بريس" أن ما يحدث بمعبر "تارخال 2" أمر جد محزن و أن هذه الوقائع لا تستدعي فتح تحقيقات لأن أسباب الوفاة جد واضحة للعلن. و أكد بنعيسى أن الأمر يستدعي التدخل العاجل للجهات المعنية من أجل تخويل هذه الفئة من فرص شغل تحفظ للمواطنين و المواطنات كرامتهم و إنسانيتهم. مضيفاً أن هذا المعبر الذي وصفه ب "ممر الموت" تنعدم فيه أدنى شروط السلامة إلا أن السلطات قامت بفتحه و كأنها لا تراعي ما قد يحدث للمواطنين من ممتهني التهريب المعيشي تحت وطأته رغم إسقاطه ضحية أولى قبل أسابيع قليلة. جدير بالذكر أن سيدة تبلغ من العمر 22 سنة، و أم لطفل، كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة بحر شهر مارس المنصرم بنفس المعبر حيث تعرضت الضحية لإصابات جسدية وُصفت بالخطيرة أبقتها لما يناهز ثلاثة أيام طريحة الفراش بمستشفى سانية الرمل بتطوان لتسلم بعد ذلك الروح إلى خالقها.