أكد رئيس المجلس الأعلى للتربية والتعليم والبحث العلمي عمر عزيمان، على ضرورة التصدي وتضافر جهود الجميع، لاسيما المؤسسات التربوية من أجل الوقوف الحازم ضد السلوكات اللامدنية المضرة بالفرد والجماعة، التي ما فتئت تتنامى في بعض فضاءات المجتمع وداخل مؤسسات التربية والتكوين من قبيل عدم الانضباط وعدم احترام مهام المسؤولين، وعدم احترام الآخر والغش والعنف والتحرش والأضرار بالملك العاموبالبيئة. وألح ذات المتحدث في اللقاء التواصلي المنظم يوم الأربعاء، والذي خصص للتقرير الذي أعد في موضوع "التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلميعلى "الضرورة القصوى لتملك منظومة القيم التي وضعها دستور 2011، وعرفها بدقة ووضوح مع العمل على ترسيخها في أذهان وتصورات وسلوكات الأفراد والجماعات، مبرزا "الدور المركزي الموكول للمدرسة في القيام الأمثل بإحدى وظائفها الجوهرية المتمثلة في التنشئة الاجتماعية المبكرة للمتعلمات والمتعلمين، وفي تربيتهم على القيم الدينية وقيم المواطنة وفضائل السلوك المدني، في تكامل مع باقي فعاليات الدولة والمجتمع، لاسيما الأسرة والهيئات السياسية والنقابية". ويتوخى المجلس الأعلى للتربية والتعليم والبحث العلمي من خلال هذا التقرير، تقديم توصيات من شأنها المساعدة على تعزيز دور مؤسسات التربية والتكوين والبحث، بمناهجها وبرامجها وتكويناتها ووسائطها التعليمية والرقمية وفاعليها التربويين وفضاءاتها ومحيطها، في ترسيخ وتشبع الأجيال الناشئة بمنظومة القيم وفضائل السلوك المدني، ولا سيما منها تلك المتضمنة في الدستور، ليتحقق اندماجهم السلس والفعال في مجتمع المواطنة والديمقراطية، والعدل والتسامح، والحقوق والواجبات. وأبرز عمر عزيمان، في كلمته خلال هذا اللقاء التواصلي أهم ما ورد في تقرير المجلس عن التربية على القيم في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي، موضحا أن هناك حاجة ملحة اليوم لتكوين المواطن الواعي القادر على الموازنة بين حقوقه وواجباته، المتشبث بالهوية المتعددة الروافد، والملتزم اتجاه أسرته. ويندرج هذا التقرير في إطار المهام الموكولة للمجلس، التي تخول له "إعداد دراسات وأبحاث بمبادرة منه، أو بناء على طلب من الحكومة، بشأن كل مسألة تهم التربية والتكوين والبحث العلمي، وفي إطار تعميق الدراسة والبحث في بعض القضايا المتضمنة في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030. حيث يعدتقرير "التربية على القيم في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي" من بين المواضيع التي شغلت هم المجلس. وشهد اللقاء حضورعبد الجليل الحجمري رئيس اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات والوسائط التعليمية بالمجلس، علاوة على بعض الأعضاء، فضلا عن مجموعة من الباحثين ومن ممثلي الجمعيات المدنية والحقوقية والمنظمات الوطنية والدولية، المهتمة بموضوع القيم والتربية عليها.