رثت نائبة مسيحية في "مجلس النواب المصري " (البرلمان) حالة المساجد في مصر، وشكت من أنها تعاني من الإهمال، والحالة المزرية، واتهمت وزارة الآثار المصرية بالتخاذل عن ترميمها. يأتي هذا بينما قال عبدالفتاح السيسي إنه وفى بوعده بترميم جميع الكنائس التي تضررت في السنوات الثلاث الأخيرة، باستثناء كنيستين فقط، ينتظران الانتهاء من وضع الصور الداخلية لهما، وذلك لدى حضوره الاحتفال بعيد الميلاد في الكاتدرائية القبطية مساء الجمعة 6يناير الحالي. وقالت عضوة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، إيفلين متى بطرس، إن "مساجد الله في مصر مهملة، وحالتها سيئة، ووزارة الآثار متخاذلة في ترميمها". وأضافت متى، في بيان لها، أنه على وزارة الآثار مراعاة الأماكن المقدسة بطريقة جيدة نظرا لمكانتها بين المصريين، مشيرة إلى أن نظافة المساجد شيء أساسي لا جدال فيه، وأن مسجد "السيدة زينب" غير أثري، ولكن فيه مكتبة فيها مخطوطات أثرية يجب مراعاتها. وتابعت النائبة، بحسب صحيفة "اليوم السابع"، الخميس: "دخلت أحد المساجد، وكانت المئذنة آيلة للسقوط، والوزارة في واد آخر". واستطردت بأنها ستتقدم ببيان عاجل إلى مجلس النواب ضد وزارة الآثار. جاء ذلك خلال الجلسة العامة بمجلس النواب لمناقشة تقرير لجنة الشؤون الدينية والأوقاف عن زيارتها الميدانية لمسجد السيدة زينب. ولم تكتف النائبة المسيحية ببيانها السابق، ولكنها اهتمت بمساجد محافظتها دمياط بدلتا مصر أيضا، وتفقدت مسجد "المعيني" الذي شكا الأهالي من تدهور حالته، مؤكدة أن المسجد يعاني من الإهمال بالفعل، على الرغم من أنه مسجد أثري. وحذرت من أن المسجد بدأ في التصدع، مشيرة إلى أن مئذنتيه تعانيان من شروخ واضحة، وأن التشققات بدأت تظهر عليهما، وأن المسجد تعرض للترشيح والغرق بالمياه من قبل. وبحسب صحيفة "أخبار اليوم"، فقد كانت البداية مع شكاوى عدة تلقتها إيفيلين متى بطرس من أهالي منطقة ورواد مسجد المعيني الأثري بدمياط، حيث شكوا من مشكلات تتهدده، وعلى الفور توجهت النائبة إليهم، وتفقدت المسجد، واستمعت إلى شكواهم من وجود شروخ بالجدران في الداخل والخارج، وعدم إحاطة المسجد بسور حديدي يحفظه من إلقاء القمامة، كما أنه لا توجد صيانة دورية للمسجد. ويعد مسجد المعيني من المساجد النادرة في الوجه البحري بمصر، خاصة في تخطيطه وزخارفه وطريقة بنائه، حيث إنه بني على التراث المملوكي، واستخدم كمدرسة، ويتكون كصحن مفتوح، أرضيته محلاة بالفسيفاء ويضم أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة، ولكل إيوان منها سقف مزين بالأخشاب بديعة الزخارف، وكانت الإيوانات مخصصة لتدريس المذاهب الإسلامية الأربعة. ويعتبر "المعيني" تحفة معمارية، وقد شيده التاجر الدمياطي محمد بن معين عام 710 هجرية 1310 ميلادية، وتم بناؤه في عصر الناصر قلاوون، ويقع على النيل مباشرة، وتم إنشاؤه قديما فوق القناطر ليكون مرتفعا عن مياه النيل، حيث كان يقع بالحي التجاري بجنوب محافظة دمياط بسوق الأرز. إلى ذلك، تعاني المساجد في مصر من الإهمال الشديد، وبعضها تعرض للغلق أو الانهيار، لا سيما بعد أن تخلت وزارة الأوقاف عن 11 ألف عامل مسجد على مستوى الجمهورية منهم 4500 عامل في محافظة الإسكندرية وحدها، دون أن تبلغهم بذلك. ويتشعب الفساد في هيئة الأوقاف التي تعد من صميم عمل وزارة الأوقاف، وكانت التوقعات ترجح إقالة وزير الأوقاف المصري الحالي، محمد مختار جمعة، وعدم إعادة تكليفه في حكومة شريف إسماعيل، التي حلت محل حكومة إبراهيم محلب في 19 شتنبر2015، بقرار من السيسي، إلا أن التشكيل الوزاري الجديد أعاد تكليف "جمعة" بحقيبة الوزارة، على الرغم من صدور تقارير حكومية رسمية تتهمه بالفساد، وإهدار المال العام، وسوء الإدارة، فضلا عن المآخذ السابقة.