تحولت سفيرة المغرب في الدنمارك خديجة الرويسي، المحسوبة على حزب الأصالة والمعاصرة، في الفترة الأخيرة إلى محط انتقادات كثيرة من لدن بعض أعضاء السلك الديبلوماسي المغربي بالخارج، بعد ظهورها وهي ترتدي "نصف" حجاب داخل أحد المساجد بالدنمارك. وأشارت الصحيفة الأسبوعية " الأسبوع الصحفي" في عددها ال 912، أن "خديجة الرويسي المعروفة بدفاعها عن الحريات الفردية وحرية المعتقد والتي لم تكن تربطها أي علاقة ود بالإسلاميين والتي تنتمي لدائرة خصوم إمارة المؤمنين الذين تم تعيينهم كسفراء تحولت فجأة إلى مرشدة دينية بعد ظهورها داخل أحد المساجد رفقة مجموعة من الرجال لتكتب بعض المصادر الإعلامية أن سفيرة المغرب في الدنمارك قامت بإحياء المولد النبوي داخل مسجد مغربي في كوبنهاجن، كتفسير لهذه الصورة التي تنفرد "الأسبوع" بنشرها". الأسبوعية "رجحت توصل خديجة الرويسي بمراسلة من وزارة الخارجية المغربية "تذكرها" بمهام السفارات المغربية في الخارج"، مضيفة أن "التدخل في شؤون الدين ليس من مهام السفير بل إنه قد يكون أحد أسباب معاقبة السفراء، وقد ظهر ذلك جليا في حالة "توقيف السفير المغربي في مدغشقر" على هامش الزيارة الملكية الأخيرة لإحالته على التحقيق بناء على مجموعة من التهم من بينها التدخل في الشؤون الدينية بدون احترام للتنوع العرقي والديني في مدغشقر ولا لقيم الانفتاح والتسامح التي تدعو لها الديانة الإسلامية حسبما ورد في بلاغ صادر عن وزارة الخارجية". وأوردت الأسبوعية أنه "لم يصدر حتى الآن أي تعليق من لدن رجال الدين المغاربة أو الأحزاب على صورة سفيرة المغرب في الدنمارك داخل المسجد بسبب التعتيم على الموضوع"، مضيفة أنه "وحدهم المتفائلون لنشاط خديجة الرويسي كتبوا إن خديجة التقت بصفتها سفيرة للمغرب في الدنمارك كلمة على الحاضرين لها دلالات كثيرة (دون توضيح مضمون تلك الكلمات)". وأكدت الأسبوعية "أن سفيرا آخر في نفس اللائحة أثار ضجة كبيرة هذه الأيام ويتعلق الأمر ب "المختار غامبو"، سفير المغرب في كينيا (ينتمي للحركة الشعبية) وهو السفير المقرب من إلياس العماري وسبق له هو نفسه أن شرح لوسائل الإعلام علاقته مع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد تردد أنباء عن عدم قبوله ضمن لائحة مرشحي حزب الحركة الشعبية للاستوزار من طرف رئيس الحكومة ابن كيران بسبب علاقته مع العماري". وأفادت أن "السفير كامبو الذي لم يستأنس بعد بالأجواء الأفريقية والذي لم يحظ إلى حدود اليوم باستقبال رسمي من طرف الرئيس الكيني، يوجد اليوم في ورطة بسبب تقرير مرفوع إلى جهات عليا وإلى مجلس المستشارين يتهم بتقديم مغالطات للرأي العام حول واقعة إنزال علم البوليساريو ورفع راية المغرب بكينيا وهي الواقعة التي تداولتها مؤخرا مواقع إخبارية في شأن شريط فيديو". وأوضحت أن "إنزال علم البوليساريو" يوم 29 نونبر الماضي بالعاصمة الكينية نيروبي على هامش مؤتمر دولي خصص لتدارس طرق تمويل برنامج الأممالمتحدة للتنمية المستدامة، لم يكن سببه احتجاج سفير المغرب "غامبو" كما أشارت إلى ذلك بعض المواقع، بل إن السفارة كانت في دار غفلون، وأن الوفد البرلماني المغربي المشارك في هذا المؤتمر هو الذي دبر العملية، وكان ذلك موضوع مفاوضات عسيرة مع السلطات الكينية، ومع مسؤولي الأممالمتحدة بصفتهم منظمي اللقاء". وأشارت الأسبوعية إلى أن "عملية إنزال علم البوليساريو الذي تم تعليقه في كينيا إبان المؤتمر المذكور، قام بإنزاله مسؤول كيني، وأن موظفا بالسفارة المغربية بكينيا هو الذي يقف وراء تسريب شريط الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، ولا يعكس حقيقة ما حدث، وهو ما أثار حفيظة الوفد المغربي الذي رفع تقريرا في الواقعة إلى مجلس المستشارين". وأبرزت أن "مهمة السفير المغربي في نيوبري قد انطلقت على وقع التعثر بسبب الهجوم الذي تشنه وزيرة خارجية كينيا أمينة محمد جبريل على المغرب، باعتبارها واحدة من مساندي البوليساريو وإحدى المرشحات لخلافة رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، زوما، والتي لا تقل عنها حبا للجمهورية الوهمية، والكل يعلم الدور الذي تلعبه لعرقلة عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، بينما يحاول سفير المغرب دفع وسائل الإعلام إلى التنويه بواقعة إنزال علم البوليساريو، التي لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد"، حسب تعبير مصادر الأسبوع الصحفي.