عرف العالم الإسلامي ظهور العديد من الطوائف التي ظلت أسماؤها تتداول على مر السنين، ومن بين هذه الطوائف؛ طائفة الحشاشين التي عُرفت بتواطئها مع الصليبيين. واشتهرت هذه الطائفة التي تأسست على يد الحسن بن الصباح، باحتراف القتل والاغتيال لأهداف سياسية وأخرى دينية متعصبة، وكانت قلعة آلموت حصنا لها. وكلمة الحشاشين Assassin دخلت بأشكال مختلفة في الاستخدام الأوروبي بمعنى القتل خلسة أو غدرا أو بمعنى القاتل المحترف المأجور، ويرجع تسمية طائفة الحشاشين بهذا الاسم نظرا لأنهم كانوا يدربون أتباعهم على الإكثار من تعاطي الحشيش المخدر ويتخذون من الأماكن المنعزلة مقرات لإقامتهم كالقلاع بين الجبال والحصون في إيران وبلاد الشام. وكانت وسيلة الحشاشين؛ الاغتيال المنظم، وذلك من طريق تدريب الأطفال على الطاعة العمياء والإيمان بكل ما يلقى إليهم، وعندما يشتد ساعدهم يدربونهم على الأسلحة المعروفة ولاسيما الخناجر، ويعلمونهم الاختفاء والسرية وأن يقتل الفدائي نفسه قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم. وبذلك أعدوا طائفة الفدائيين التي أفزعوا بها العالم الإسلامي آنذاك. ومما يؤكد تعاون الحشاشين مع الصليبيين، هو عدم وقوع صليبي واحد من الغزاة أسيرا في أيديهم أو مقتولا بسلاح أحدهم. كما أن حاكم الموصل السلجوقي الذي حضر إلى دمشق قاتلهم لمساعدة إخوانه المسلمين في رد هجمات الصليبيين، إلى جانب قيامهم بتسليم قلعة بانياس ولجوء قائدها إسماعيل إلى الصليبيين حيث مات عندهم، ناهيك عن اشتراك كتيبة من الإسماعيليين مع الصليبيين في أنطاكية بعد أن احتل نور الدين حلب.