في الوقت الذي ينتظر الرأي العام الوطني من رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران الإعلان عن الأحزاب التي ستشارك في الحكومة وبالتالي طي ملف "المشاورات" الذي استمر لأزيد من شهر، خرج محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ليكشف بعضا من كواليس اللقاءات التي دشنها عبد الإله بن كيران ، مع قادة بعض الأحزاب السياسية، وفي هذا السياق ، أوضح يتيم في مقال له، بحسب ما أورده الموقع الرسمي لحزب "البيجيدي"، أن بنكيران، وبعد التشاور مع قيادة حزبه، كان قد قرر البدء بالتشاور مع الأغلبية السابقة باعتبار الأمر منطقيا وطبيعيا، "حيث ليس من اللائق منطقيا ولا سياسيا العدول عن الأغلبية السابقة إلى جهة أخرى أو توسيعها أو إقصاء مكون من مكوناتها ما دامت حريصة على مواصلة العمل المشترك" . وأضاف يتيم أنه في الوقت الذي قرر فيه حزب التجمع الوطني للأحرار عقد مؤتمره الاستثنائي في موعد متأخر من شهر أكتوبر، استقبل ابن كيران، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند لعنصر، ثم بعدها نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية "الذي عبر عن موقف حزبه في اتجاه العمل في الحكومة الجديدة"، في وقت ربط فيه العنصر مشاركة حزبه بالرجوع إلى مجلسه الوطني الذي فوض أمينه العام تدبير المفاوضات مع رئيس الحكومة، قبل أن يرهن مشاركته بعد ذلك بمشاركة أحزاب الوفاق، في إشارة إلى التكتل الذي كان يجمع حزب الحركة الشعبية وحزب الأحرار وحزب الاتحاد الدستوري في مواجهة أحزاب الكتلة. وبحسب القيادي في العدالة والتنمية، فإن رئيس الحكومة المعين واصل بعد ذلك التشاور مع زعماء باقي الأحزاب السياسية ، حيث استقبل حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، "الذي أعلن بوضوح قبول حزبه الدخول للحكومة بدون شروط مسبقة". كما استقبل بنكيران، وفد الاتحاد الاشتراكي بعدها، حيث صرح الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي باستعداد حزبه لتسهيل مأمورية رئيس الحكومة، داعيا في نفس الوقت رئيس الحكومة المعين إلى "تشكيل الأغلبية بدون انتظار الأحرار"، غير أن ابن كيران رفض مفضلا انتظارهم، قبل أن يخرج لشكر بمواقف ملتبسة بعدها، يورد يتيم. وكشف يتيم ، أن ما طبع انطلاق المشاورة مع عزيز أخنوش، الأمين العام الجديد لحزب الأحرار، هو منطق الاشتراطات المسبقة الذي لا ينسجم مع منهجية تشكيل الأغلبيات الحكومية.