قال عبد الرحمان مكاوي، الخبير المغربي في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن تهديد الجبهة الانفصالية بشن هجمات على أهداف مغربية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والقيام بهجمات ضد الحزام الأمني للقوات المسلحة الملكية المرابطة بالصحراء المغربية، ما هي إلا "زوبعة فنجان" حسب المحللين في الغرب. وشدّد مكاوي، في تصريح له لموقع "نون بريس"، على أن الكل يرى بأن الجزائر ليست مستعدة لمثل هذه العمليات العسكرية ضد المغرب، وأن البوليساريو لا تتوفر على الإمكانيات العسكرية النوعية والضخمة التي يتوفر عليها المغاربة والجيش الملكي المغربي، وكذلك تجربته في هذا الباب. وأضاف مكاوي، أن الجزائر وصنيعتها البوليساريو، يريدون من خلال هذه التصريحات القوية إرسال رسالة واضحة إلى أنهم يمكنهم إجهاض زيارة الملك محمد السادس المرتقبة لمدينة العيون وبعض الأقاليم الصحراوية. وأوضح مكاوي أن خبر الزيارة الملكية للأقاليم الجنوبية أربكت صفوف الجزائر والبوليساريو، وبدأوا يهددون بالعودة إلى السلاح وبضرب الجدار الأمني، وذلك بعد فشلهم في مخطط سابق وهو اختطاف بعض العسكريين وبعض الشخصيات الصحراوية وكذلك ضرب بعض القطاعات الأمنية والاقتصادية والعسكرية وهو المخطط الذي فشلت فيه البوليساريو، الآن يلوحون بهذه التهديدات لإفشال زيارة الملك للأقاليم الصحراوية، التي قد يقوم بها في الأيام أو الأسابيع القادمة. وفي قراءته لتهديدات البوليساريو بدق طبول الحرب ضد المغرب، يرى مكاوي أنتلك التهديدات تأتي بعد أن راهنن البوليساريو على سنة 2015 كسنة الحسم لما كان يسمى بالقضية الصحراوية، كما تأتي بعد فشل الانفاصاليين في مجلس الأمن في تمرير مخططهم ومخطط الجزائر في الواقع، إذ غيروا لهجتهم بالتعذيب وبالعودة إلى السلاح، وكذلك اتهامهم لفرنسا بأنها هي الدولة التي تعرقل وصول ما يسمى بالشعب الصحراوي إلى تقرير مصيره، يورد مكاوي. وأشار مكاوي، أن الاتهامات المشروخة التي ترددها الجزائر وصنيعتها البوليساريو جاءت بعد سنة 1991 أي بعد وقف إطلاق النار، وبعد الفشل العسكري لأعداء المغرب الذين انتقلوا إلى الحرب الحقوقية والدبلوماسية والإعلامية التي كان مصيرها الفشل. وأفاد مكاوي أن الرأي العام العالمي يتضح له "أن الجزائر رغم الإمكانيات الضخمة التي تتوفر عليها لا زالت دولة لا نقول فاشلة ولكنها فقيرة بالرغم من المواد الطبيعية التي تتوفر عليها، يعني هذه كلها عوامل تدخل في سياق التلويح بشن حرب ضد المغرب، مضيفا أن ذا التلويح زادت نبرته وحدته بعد سماعهم للزيارة المحتملة للملك محمد السادس لمدينة العيون وبعض الأقاليم الصحراوية". وخلص مكاوي، إلى أنه "ينبغي أخذ الحيطة والحذر واليقظة بشأن تهديدات البوليساريو بشن حرب ضد المغرب، لأن أعداء المغرب لهم من المخططات ما يسمح لهم بالتسلل إلينا من بعض الأماكن الرخوة، لذلك فإن كل هذه التلويحات والإشارات ينبغي أخذها بعين الاعتبار والاستعداد لها والتحضير لكل طارئ"، مضيفا قوله " بعد فشلهم الذريع على كل المستويات قد يقوم أعداء المغرب بعمليات انتحارية على الجدار الأمني من خلال المحيط الأطلسي أو من خلال الحدود المغربية الموريتانية، وبالتالي أعتقد أن الجيش الملكي المغربي منذ فترة يعيش مصيرا عاما في جميع أقاليمنا الصحراوية خاصة على مستو الجدار الأمني وعلى مستوى البحرية الملكية وبالتالي كل عملية يقوم بها البوليساريوتعد بمثابة انتحار لمن يقوم بها في الأقاليم". وتنبغي الإشارة إلى أنه بعد التهديدات التي أطلقتها الناشطة الانفصالية، أميناتو حيدر، خلال الأسبوع الماضي من مدريد، والتي أعلنت أن الجبهة الانفصالية بصدد الإعداد لتنفيذ هجمات ضد المغرب، وقبلها، توعد محمد سالم ولد السالك، الذي يعتبر "وزير خارجية" جبهة البوليساريو الانفصالية، خلال ندوة صحفية بنيويورك، بإمكانية العودة إلى الحرب ضد المغرب إن لم يحدث تقدم في ملف الصحراء نحو إقامة استفتاء لتقرير المصير بالأقاليم الجنوبية للمملكة، عادت الجبهة الانفصالية إلى التلويح بالدخول في حرب مع المغرب بالتزامن مع وصول المبعوث الشخصي للأمين العام لهيئة الأممالمتحدة إلى صحراء، كريستوفر روس، إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة. و بحسب ما نشرته صحيفة المساء في اليوم الخميس، فقد أوردت مصادر إعلامية مقربة من جبهة البوليساريو أن الجبهة الانفصالية تهدد بشن هجمات على أهداف مغربية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وذكرت الجبهة أنها قد تقوم بهجمات ضد الحزام الأمني للقوات المسلحة الملكية المرابطة بالصحراء المغربية.