دق الباحث في علم الاجتماع "علي الشعباني" ناقوس الخطر بشأن ظاهرة اغتصاب الأصول والفروع، وذلك على خلفية القضية التي اهتز على وقعها ساكنة سيدي سليمان بعد إقدام أم على ضرب ابنها حتى الموت لأنه حاول اغتصابها أمام باقي أبنائها تحت تأثير "القرقوبي". واعتبر الشعباني في تصريح ل "نون بريس" أن ظاهرة اغتصاب الأصول أو الفروع أصبحت متفشية بشكل خطير جدا في المجتمع المغربي، لافتا إلى أن هناك أسباب كثيرة جدا ومتداخلة تؤدي إلى هذه الظاهرة، ومن بين هذه العوامل حسب الشعباني بعض الاختلالات السلوكية الناتجة عن إدمان بعض المواد التي تفقد العقل والتوازن السلوكي مثل الأقراص المهلوسة "القرقوبي"، الإدمان على الخمر والوصول إلى درجة السكر الطافح الذي لا يستطيع الإنسان أن يميز من أمامه و الإصابة بالأمراض النفسية. وأوضح الباحث في علم الاجتماع، أن هناك عوامل أخرى داخلية تؤدي إلى هذه الظاهرة، وهي ناتجة عن فشل التنشئة الاجتماعية والسلوك المنحرف والنزعات العدوانية والمرضية عند بعض الأشخاص، ناهيك عن غياب الوعي والتساهل القانوني، ويضيف الباحث أن القوانين متساهلة جدا مع هؤلاء، فالأحكام لا تدفع إلى مسألة الردع أو الزجر للحد من هذه الظاهرة. وزاد المتحدث ذاته قائلا: " على القضاة ألا يتساهلوا مع هؤلاء كيفما كانت وضعيتهم.. فالتراخي والتساهل والعفو هو الذي يؤدي إلى مثل هذه الجرائم". وأشار "الشعباني" إلى أن الجانب القانوني لوحده لا يمكنه أن يحل هذا المشكل، لأنه مادامت هناك عدة عوامل لم نتغلب عليها بعد مثل "التفكك العائلي، الطلاق الفقر، الهجرة، التخلي عن الأبناء، إهمال الأسرة، البطالة وغيرها.."، فإن حالات أخرى مماثلة ستظهر مجددا رغم المجهودات التي تقوم بها السلطات والجهات المعنية.