توقع الكاتب السياسي المحافظ جيمس كيرتشيك، حدوث انقلاب عسكري في أمريكا، حيث نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية مقالا قال فيه كيرتشيك، إن من الممكن جدا أن تشهد الولاياتالمتحدة انقلابا عسكريا على السلطة حال فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وجاء في مقال جيمس كيرتشيك، ونشرته الصحيفة، الثلاثاء 20 يوليو"يجب على الأمريكيين المتفرجين على المحاولة الفاشلة للانقلاب على السلطة، التي شهدتها تركيا مؤخرا، كقصة سياسية خارجية غريبة.. أن يتوقفوا للتفكير في أن آفاق وقوع أحداث مماثلة مزعزعة للاستقرار لن تكون أمرا خياليا في بلادنا أيضا، في حال فوز دونالد ترامب وتحوله إلى رئيس لأمريكا". وتابع الكاتب: "حاولوا أن تتصورا وضعا سيعطي فيه ترامب لعسكريينا أمرا بالقيام بشيء غبي أو غير شرعي أو غير عقلاني… في هذه الحال سيكون العسكريون الذين يقسمون على الالتزام بالدستور (الأمريكي) والخضوع لسلسلة القيادة المدنية، مضطرين للاختيار بين الالتزام بالقانون وتحقيق إرادة الشخص الذي يعرب عن عدم احترامه له بشكل كامل". وشدد جيمس كيرتشيك على أن من "الممكن تماما أن يتوقف (العسكريون الأمريكيون) عند الخيار الأول" في مثل هذا الوضع. وفي السياق ذاته، توقع أمريكيون انقلابا عسكريا في أمريكا إذا فاز ( ترامب ) بالانتخابات الرئاسية، حيث أنه بعد فشل محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا حتى مع الثمن الباهظ من الدماء ومستقبل الحريات الذي لا يبدو مشرقًا في تركيا، تساءل البعض عن إمكانية حدوث هذا في أمريكا. وأفادت وسائل إعلام أمريكية، أن نشطاء تمنوا وتوقعوا أن يقوم الجيش بإطاحة دونالد ترامب إذا فاز بالانتخابات. في هذا المقال يحاول «جلين رينولدز» تقديم قراءة في إمكانيات حدوث ذلك، طبقًا لكتاب «إدوارد لوتوك» عن الانقلابات، فالانقلاب هو تمرد كتلة صغيرة ولكن حرجة من أجهزة الدولة، يستخدم لإطاحة سيطرة الدولة على باقي الأجهزة. وهو أمر مختلف جدًّا عما يحدث في الثورات أو الحروب الأهلية، الطرق الرئيسية لتغيير السلطة في المجتمعات. في الحروب الأهلية تقف مجموعة من الشعب ضد مجموعة أخرى. في الانقلابات تستيقظ الأمة ذات صباح لتجد أن القيادة السياسية تم اعتقالها أو ضمها إلى أخرى، بينما تكون محطات التلفزة والراديو تحت سيطرة النظام الجديد. وإذا حدث انقلاب عسكري في أمريكا فإن عليه أن يتجاوز العديد من التحصينات السياسية والدستورية التي أعدت خصيصًا لمواجهة الانقلابات العسكرية. لقد فشل الانقلاب ضد أردوغان في تركيا لأنه استعد لذلك منذ أصبح زمام الأمور بيده، لكن الانقلاب العسكري في أمريكا مرفوض منذ بنى المزارعون تلك البلاد، ما جعلهم يفعلون كل ما يستطيعون لتحصينها ضده. لماذا لن يكون الأمر سهلًا أبدًا؟ في الانقلابات، تسيطر مجموعة صغيرة نسبيًّا من المتآمرين على المؤسسات الرئيسية -القصر الرئاسي، محطات الإذاعة، وزارة الدفاع وما إلى ذلك-. تكون الخطة -أو الأمل- أن ينضم لهم آخرون مع وعود بالسلطة أو الثروة. في الولاياتالمتحدة، هذه المؤسسات الرئيسية منتشرة على نطاق واسع. الحكومة الاتحادية مقسمة إلى ثلاثة فروع: التنفيذية والتشريعية والقضائية، لكن هذا ليس العائق الأكبر، فالدولة نفسها بشكل عام مقسمة بين الحكومة الاتحادية والولايات. لدى كل ولاية من الولايات الخمسين محافظًا وعاصمة وقوات عسكرية كبيرة خاصة بها، وهي تهديد واضح جدًّا لأي محاولة انقلاب. الكثيرون سيقاومون، في الواقع سيتحول الأمر إلى ثورة شاملة. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الولاياتالمتحدة قنوات إعلامية واسعة ومتنوعة جدًّا، ليس هناك شركة بث إذاعية رسمية للاستيلاء عليها، كذلك هناك شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت.