ذكر البروفيسور إيتان غلبوع الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأميركية أن الولاياتالمتحدة لا تعرف كيف تتعامل مع تركيا عقب فشل محاولة الانقلاب، في ظل تدهور العلاقات الأخيرة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأميركي باراك أوباما. وأضاف غلبوع -في حوار مع صحيفة معاريف- أن واشنطن لا ترتبط بعلاقات وثيقة مع الانقلابات العسكرية حتى لو كانت تحقق مصالحها "وقد رأينا ذلك في نموذج الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، وإطاحته بالرئيس السابق محمد مرسي، وما زالت علاقة السيسي مع أميركا سيئة حتى اليوم". بينما ذكر ألون ليئيل (السفير الإسرائيلي السابق في أنقرة) -في لقاء آخر مع معاريف- أن إسرائيل كان لديها أمل بأن تستقبل نموذجا تركيا جديدا من السيسي عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، مما قد يضطر أردوغان لإجراء تغيير في القانون التركي الذي لا يجيز فرض عقوبة الإعدام. وأشار إلى أن رد إسرائيل على محاولة الانقلاب الفاشلة انتظر مرور 14 ساعة على حدوثها، إلى حين اتضاح الصورة الإجمالية لمآلات الانقلاب، رغم أن الجمهور اليهودي بإسرائيل كان يأمل بسقوط أردوغان، واعتلاء الجيش للسلطة لأنه ذو ميول غربية وعلمانية، وصولا إلى أن يعتلي "سيسي جديد" الحكم في تركيا، فالسيسي يحبه الإسرائيليون، ومعه يعرفون كيف يتعاونون، وتصور الإسرائيليون أن تكون تركيا مثل مصر. معارضة الانقلاب وتوقع السفير السابق أن يكون أردوغان على المدى القصير أكثر قوة، لأن معارضة الانقلاب لم تكن فقط بين صفوف عناصره الذين يشكلون قرابة 50% من الجمهور التركي، حتى أن الجمهور الليبرالي التركي لا يحب الانقلابات العسكرية، ولذلك فإن أردوغان المعروف بالذكاء والحكمة سيعمل على استغلال هذه المحاولة الفاشلة من خلال التأسيس لنظام رئاسي كامل "لكن السؤال هو أين سيأخذ الرجل بلاده؟". يهودا دروري الجنرال الإسرائيلي السابق، قال في موقع "نيوز ون" إن محاولة الانقلاب التي وقعت في تركيا منحت أردوغان الفرصة لتصفية خصومه، وفرض قوانين الشريعة في بلاده، وبجانب ذلك أن يحظى بتأييد وتعاطف من الجمهور التركي والعالم أجمع، وقد نجح في كل هذه الأهداف. وأضاف أن الأهم أن أردوغان سيذهب إلى اعتقال كبار ضباط الجيش التركي الذين لا يعتمد عليهم، وسيضع قيودا أمام رموز المعارضة، كي يتسنى انتخابه في مقام السلطان الأكبر، حتى أنه لجأ إلى فرض إغلاق كامل على قاعدة أنجرليك العسكرية الأميركية في بلاده، كي يحصل على مزيد من الامتيازات من الولاياتالمتحدة، وسيطرة كاملة على القاعدة وعملياتها العسكرية. وقال أيضا: وعلى ما يبدو فإن إدارة أوباما ستخضع لمطالب أردوغان، بما في ذلك احتمالية تسليم معارضه فتح الله غولن الذي يقيم في أميركا.