جمال اسطيفي سارع منخرطو فريق الرجاء إلى اللجوء للقضاء للطعن في أشغال الجمع العام الذي عقده الفريق، ووضع نقطة نهاية لمرحلة بودريقة في الرجاء. يرى منخرطو الرجاء أن مالية الفريق في حاجة إلى افتحاص، كما أنهم يرفضون أن يسجل عليهم التاريخ أنهم صوتوا على التقريرين الأدبي والمالي بكل العيوب التي تضمناها. والحقيقة أن من كان حاضرا لأشغال الجمع العام، أو تابع شرائط الفيديو للحظة التصويت على التقريرين الأدبي والمالي، سيدرك بشكل يقيني أن منخرطي الرجاء لم يصوتوا على التقريرين، ذلك أن نور الدين بيضي الذي مثل الجامعة في هذا الجمع ظل يطرح السؤال على المنخرطين مستفسرا عمن مع التصويت السري ومن مع التصويت العلني، وفي الوقت الذي أعلن المنخرطون أنهم يريدون التصويت السري، دخل بودريقة على الخط و»خطف» الميكروفون من يد بيضي، ثم طرح السؤال بهذه الصيغة:»من يريد التصويت السري»؟ ولما جدد المنخرطون تشبتهم بالتصويت السري، رد بودريقة بغرابة:»لقد تم التصويت بالأغلبية على التقريرين الأدبي والمالي، وأنا مستقيل»، ثم غادر منصة الجمع العام وسط صخب الاحتجاجات، وترديد المنخرطين:»اللهم إن هذا منكر». وإذا كان واضحا ويقينيا أن منخرطي الرجاء لم يصوتوا بأي شكل من الأشكال على التقريرين الأدبي والمالي، وأن بودريقة تعمد خلط الأوراق، فإن هناك مسؤولية ثابتة لجامعة الكرة في هذه المهزلة، وفي هذا الاستبداد الذي تم في جمع الرجاء دون أن يحرك ممثلها ساكنا. لقد كان بيضي شاهدا على خرق بودريقة للقانون، في العديد من محطات الجمع العام، مثلما أن بيضي نفسه ساهم في خرق القانون، عندما لم يسلم تسيير الجمع العام للأكبر والأصغر سنا بين المنخرطين كما يفرض ذلك القانون. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، هو لماذا ساهم بيضي في هذا العبث، ولماذا لم يرفع صوته بصفته ممثلا للجامعة في وجه بودريقة ليقول له إن التصويت على التقريرين الأدبي والمالي لم يتم، وأن عليك الانتظار إلى حين الانتهاء من التصويت. لقد جاء بيضي من أجل هدف واحد، وهو إنقاذ بودريقة وسل شعرته من عجين الجمع العام بأقل الأضرار. لقد ساهمت جامعة الكرة بعدم تفعيلها لأدوات المراقبة في الانهيار المالي لفريق الرجاء ولغيره من الفرق، فمسؤوليتها القانونية ثابتة، وقد ظلت تتابع الانهيار المالي دون أن تحرك ساكنا، ودون أن تسعى إلى وضع الأمور في نصابها، أو تمنع الفريق من التعاقد مع اللاعبين، مثلما يخول لها ذلك القانون. واليوم بعد أن ساهمت الجامعة في الإفلاس المالي لفريق الرجاء، هاهي اليوم قد أصبحت طرفا فاعلا عبر ممثلها بيضي في خرق الديمقراطية، وفي ممارسة بودريقة للاستبداد وبشكل علني. والسؤال متى ستقوم الجامعة بدورها كما يجب، وهل من المقبول أن تسكت عن هذا العبث. أقل ما يمكن أن تقوم به الجامعة هو أن تعلن أن التقريرين الأدبي والمالي لبودريقة معلقان، وأنه لم يتم التصويت عليهما. عيب وعار على جامعة الكرة أن تكون شريكا فعليا في فضيحة جمع عام الرجاء، وعار على بودريقة أن يغادر الفريق بهذه الطريقة، حيث تحولت الصورة من النقيض إلى النقيض، من رئيس حمل على الأكتاف في بداية ولايته إلى رئيس هارب من المحاسبة. لم تقف تداعيات أزمة الرجاء المالية عند موظفي ومؤطري الرجاء فقط، أو اللاعبين الذين مازالوا يطالبون بمستحقاتهم المالية. هناك وجه أخر للأزمة فأناس بسطاء وجدوا أنفسهم في قلب هذه الأزمة يطاردون السراب، يكفي أن محلا للسندويشات مازال مدينا لبودريقة ب14 مليون سنتيم، ومزودا للرجاء بالثلج مدين للفريق ب25 مليون سنتيم. هؤلاء اليوم على حافة الإفلاس، لأنهم وثقوا في بودريقة وتعاملوا معه فوجدوا أنفسهم في الطريق إلى الهاوية. خراب بودريقة لم يتسبب في الأزمة المالية للفريق فقط، بل إنه سيساهم في تشريد عائلات وفي إفلاس مقاولات صغيرة جدا..