كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية والنصف صباحا، لما أعلن نور الدين بيضي، ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رمسا، عن أن سعيد حسبان رئيسا لنادي الرجاء البيضاوي خلفا لمحمد بودريقة.. الأخير الذي أشعل سيجارته وهو يهم بمغادرة الفندق، حيث أقيم جمع عام النادي الأخضر. كانت الأجواء تنذر بليلة ساخنة، حيث تم اختيار فندق بعيد عن وسط المدينة لعقد جمع عام ليس كسابقيه.. قاعة تحت-أرضية، لا تكاد تتسع إلى منخرطي الرجاء الذي بلغ عددهم 92، وكيف تستقبل نفس العدد من رجال ونساء الاعلام المكلفين بتغطية أشغاله، ناهيك عن "الريزو" شبه المنعدم والحرارة المفرطة داخل مكان الحدث، في غياب مكيف يلطف الأجواء المشحونة. لم تنطلق أشغال الجمع العام كما هو معتاد، حيث تعالت أصوات من داخل القاعة تعرقل تلاوة التقريرين الأدبي والمالي، وتطور الأمر ليصل إلى عنف لفظي بين بعض المنخرطين، حيث استمر ذلك لأزيد من نصف ساعة، قبل أن ينتقل محمد بودريقة، رئيس الفريق، إلى تلاوى الفاتحة ترحما على الرئيس السابق محمد معاش، ليشرع محمد الناصيري، الكاتب العام لفريق الرجاء البيضاوي، في تلاوة التقرير الأدبي بالتفصيل الممل. عاد الهدوء ليخيم على القاعة، ليلتحق يوسف أمير، أمين مال الفريق، ليقدم أرقام ومعطيات التقرير المالي، قبل أن يتم مناقشته، ثم أتى الدور على مدقق الحسابات ليقوم بتشخيص لوضعية الرجاء المالية، أمام "برلمان" النادي، كخطوة روتينية في أي جمع عام للفريق. هدوء تلته عاصفة الانتقادات وموجة الغضب، وذلك خلال معرض مداخلات المنخرطين، في مناقشتهم للتقريرين المالي والأدبي، حيث كانت أبرز هاته المداخلات تلك التي قدمها عادل بامعروف، نائب الرئيس السابق وجواد الأمين، عضو بالمكتب المسير في عهد عبد السلام حنات. أبى "برلمان الرجاء" إلا أن تكون الليلة الأخيرة لمحمد بودريقة في حقبته التسييرية لنادي الرجاء البيضاوي، عصيبة في فتراتها، حيث تشبث بعض المنخرطين باعتماد الاقتراع السري للمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، في وقت تحرك البعض في الكواليس لإحضار صندوق الاقتراع الشفاف. لكن، محمد بودريقة أبى إلا أن يسرع من وثيرة الأمور، حين أعلن عن تقديم استقالته وتحويل الجمع العام من عادي إلى استثنائي، في غمرة الصياح الذي تعالى في القاعة حول ضرورة المصادقة بالتصويت على التقريرين. وفي ظل، تمسك الأغلبية في القاعة بالمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي برفع الأيادي، طلب ممثل الجامعة من المرشح الوحيد للرئاسة، سعيد حسبان بالتقدم إلى المنصة بلائحة ترشحه، حيث لم تمر إلا بضع دقائق حتى تعالت أصوات البعض "آلي حسبان..آلي حسبان"..غادر الرئيس الجديد للرجاء تحت حراسة أمنية بعد أن أدلى بتصريحات صحفية والتقط صور تؤرخ للحظة.