أحدث الطبيب الجرّاح الإيطالي سيرجيو كانافيرو زوبعةً في العام الماضي عندما أعلن عن عزمه إجراء أول عملية زرع رأس بشرية في العالم. وهو يخطط لإجراء أول عملية زرع رأس، عبر نقل رأس مريض إلى جسد مُتبرع مُتوفٍ. مرت سنة على إطلاق كانافيرو مزاعمه، لكنه لا يزال مصراً على ادعائه بالرغم من اعتقاد العديد من الخبراء أن الأمر مجرد حملة علاقات عامة للجراح أو محض خدعة. اعتبروني مجنوناً وسبق لكانافيرو أن أجرى مقابلة مع الغارديان البريطانية قال مُدافعاً عن حلمه: "لماذا ليس الآن؟ بالطبع هناك بعض الأفكار التي تفشل، تاريخ البشرية مليءٌ بالتجربة والخطأ، لكن لدينا الحالمون، إذا لم تحلم فإنك لن تصل إلى أي شيء، يمكنكم أن تعتبروني مجنوناً، أنا كذلك! يجب أن تكون كذلك إذا أردت تغيير كل شيء". ويستمر كانافيرو بالتأكيد على أن مثل هذه التجارب الجريئة هي جزء لا يتجزأ من الاستكشاف العلمي، ووظيفة المجتمع -على حد قوله- تقتصر على "التمييز بين هؤلاء المجانين، وربما لن يميزوا بينهم إلا بعد ظهور النتائج". 2017 عام الحسم: في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية لجراحي الأعصاب وجراحي العظام العام الماضي، حاول كانافيرو توظيف جراحين أمريكيين للانضمام إلى فريقه لعملية زرع الرأس، والآن يبدو أنه يمضي قُدماً نحو إتمام هذا العمل. ويقول: إنه شكّل فريقاً من الجراحين من كلٍ من الصين وكوريا الجنوبية وروسيا، ويتبقى له الحصول على الموافقة والتمويل. ويزعم معاونه الدكتور زياوبينغ رن من جامعة الصين هاربين الطبية أنه كان قادراً على زرع رأس قرد في جسد قرد آخر بنجاح في يناير/كانون الثاني الماضي، ولكن تم إعدامه بعد 20 ساعة فقط "لأسباب أخلاقية". مع ذلك، لم يتم ربط الحبل الشوكي بشكل فعلي، ما يثير تساؤلات كبيرة حول جدوى مثل هذه العملية على البشر. على الرغم من تسليط الكثير من الاهتمام على المتطوع الروسي فاليري سبيريدونوف، الذي يعاني من مرض فيردنغ-هوفمان، يوضح كانافيرو الآن أن المريض الأول الذي سيخضع لعملية زرع رأس سيكون مريضاً صينياً. وكشف كانافيرو: "نحن نبحث عن موعد قريب من عيد الميلاد في عام 2017 لإجراء عملية الزرع في الصين، وأجرى الفريق الصيني التجارب بالفعل على الجثث البشرية لصقل التكنولوجيا". إجراء "هيفن" يعتقد أغلبية العلماء الذين يعملون في هذا المجال، أن عملية زرع الرأس مستحيلة في الوقت الحالي، على الرغم من التقدم الحاصل في مجال علاج إصابات الحبل الشوكي، وفي الآونة الأخيرة تمكن علماء من تجديد محاور عصبية في النخاع الشوكي، ولكن حتى هذا الإجراء يأخذ الكثير من الوقت، وتم تطويره حديثاً جداً لدرجة أنه على الأرجح لن يكون جزءاً من خطة كانافيرو. ويعتقد الكثيرون أن هذه الجراحة ستنتهي بموت المريض، بينما يعتقد البعض الآخر أنها قد تؤدي إلى شيء أسوأ بكثير من الموت، حيث إن الفرق في كيمياء الدماغ يمكن أن يطغى على المريض ويسبب مستوى غير مسبوق من الجنون. يسمي كانافيرو هذا الإجراء "مشروع تفاغر الدماغ" والذي سيكون له اسم حركي يُدعى "هيفن" (HEAVEN)، وقد يؤدي هذا الإجراء إلى توليد معرفة ومعلومات جديدة، ولكن كما نوه خبراء آخرون، فإنه من المرجح أنه سيؤدي إلى وفاة المريض وأي معلومات قد تنتج منها يمكن الحصول عليها على الأرجح من خلال العمل على الجثث.