قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها: إن هجمات باريس الجمعة الماضي، منحت فرصة تكتيكية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فمنذ شهرين يسعى لإقناع الدول العربية والغربية بالانضمام إلى ما وصفه بتحالف ضد "داعش"، على الرغم من أن الهجوم الروسي في سوريا استهدف قوى ثورية سورية مدعومة من الغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة العسكرية ل"بوتين" في سوريا تعثرت، إلا أنه وفي ضوء هجمات باريس، تحول فجأة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لفكرة تشكيل تحالف كبير، وقرر زيارة واشنطن وموسكو الأسبوع المقبل لتعزيز الفكرة. وتحدثت الصحيفة عن أن الرئيس الروسي يقوم بأفضل عمل له ليبدو شريكًا محتملًا، حيث أكدت حكومته بشكل مفاجئ الثلاثاء بعد أسابيع من التشويش والتعتيم، أن "داعش" مسؤول عن تفجير طائرة الركاب الروسية الشهر الماضي، وقامت القوات الروسية بتنفيذ موجة من الهجمات النادرة ضد الرقة عاصمة التنظيم. واعتبرت الصحيفة أن الكرملين لديه الكثير ليربحه، فالتحالف قد يعني انتهاء العقوبات الأوروبية ضد روسيا، والتي ستنتهي في يناير، إلا إذا جرى تجديدها. وذكرت الصحيفة أن السؤال بالنسبة للحكومات الغربية، ومن بينها حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المحقة في تشكيكها، هو ما إذا كان الانضمام مع "بوتين" سيساعد أو يضر هدف تدمير "داعش". وأضافت أن روسيا لديها القليل لتقدمه للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد "داعش" من الناحية العسكرية، حتى لو أثبتت استعدادها للتركيز على مهاجمة التنظيم بدلًا من مهاجمة الثوار الذين يقاتلون نظام بشار الأسد. وتحدثت عن أن استراتيجية "بوتين" في تعزيز بدلًا من إزاحة نظام "الأسد"، والتي تسير جنبًا إلى جنب مع الاستراتيجية الإيرانية، الإشكالية الأكبر لهزيمة "داعش". وأشارت إلى أن القوات السورية والإيرانية خسرت الكثير من الدبابات والمدرعات الروسية أمام صواريخ "TOW" الأمريكية، كما أن فشل روسيا في السيطرة على أراض مهمة في سوريا، جعل المهمة العسكرية لها في سوريا تتجه للدخول في مستنقع أو حتى هزيمة، في ظل غياب خطة إنقاذ دبلوماسية. واعتبرت الصحيفة أن المساهمة الوحيدة البناءة التي من الممكن أن يقدمها "بوتين" للتحالف المناهض ل"داعش"، تكون من خلال تغيير نفسه، واستخدام النفوذ الروسي لإزاحة "الأسد"، ووقف الهجمات على القوات المدعومة من الغرب، والفشل في تحقيق ذلك يجعل من التحالف مع روسيا خطوة خطيرة خاطئة للولايات المتحدة وفرنسا.