بمناسبة اليوم الوطني لمرض الروماتويد نظمت الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الروماتيزم والصدفية اليوم الجمعة يوما تحسيسيا تحت شعار " الراحة النفسية وعلاج مرض الروماتويد" . اللقاء التحسيسي والذي احتضنته إحدى الفنادق المصنفة بالدار البيضاء عرف مشاركة ثلة من الدكاترة و الخبراء والمختصين في مجال الأمراض الجلدية والروماتيزمية بالإضافة الي حضور عدد من مرضى الروماتويد. وفي مستهل كلمتها الافتتاحية أوضحت السيدة ليلى نجدي رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة الأمراض الروماتيزمية والصدفية أن فئة كبيرة من المغاربة لاتعرف الشي الكثير عن مرض الروماتويد الذي بات ينتشر بسرعة وسط المغاربة في ظل غياب التوعية بخطورة المرض وآثاره النفسية والاجتماعية على المريض . واعتبرت نجدي أن اللقاء التحسيسي يتوخى بالأساس توفير المعلومات الكافية عن المرض، وتوجيه المرضى للعلاجات المناسبة لحالتهم المرضية، ومواكبتهم من خلال الدعم النفسي والاجتماعي، من أجل مساعدتهم على تحمل العزلة والآلام الناتجة عن الإصابة بهذا المرض. ونوهت المتحدثة إلى أن الإصابة بالروماتويد تجعل المريض في حالة شلل وظيفي يعجز معه عن القيام بأبسط الأعمال، وذلك بسبب التشوه الذي يصيب مفاصل الجسم، فيصبح بالتالي في حاجة دائمة إلى من يتكفل به، مع ما ينتج عن ذلك من مشاكل نفسية واجتماعية جمة للمريض . وفي سياق متصل أكدت نجدي أن الجمعية التي ترأسها جندت كل امكانياتها خلا جائحة كورونا من أجل توفير الدعم النفسي لمرضى الروماتويد الذين عانوا من إحباط نفسي وحالات اكتئاب بسبب المرض لافتة إلى أن المجهودات التي تبدلها الجمعية تبقى في حاجة لدعم من طرف مختلف المتدخلين بما فيهم الأطر الصحية والإعلام والمجتمع المدني والدولة من أجل التحسيس بالمرض وبباقي الأمراض المناعية . الدكتورة نعيمة مرحوم أخصائية الطب الباطني أوضحت خلال مداخلتها في اللقاء التحسيسي أن مرض الروماتويد أو ما يسمى بالتهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد أمراض المناعة الذاتية، والتي تصيب الإنسان نتيجة لمهاجمة الجهاز المناعي لخلايا وأنسجة الجسم مما يتسبب في ظهور بعض الأعراض على المريض، ومنها الشعور بالألم والتورم في المفاصل، وخاصة مفاصل اليدين والركبتين، مما قد يؤدي إلى التهاب في بطانة المفصل، وبالتالي تلف أنسجة المفصل، وهو الأمر الذي قد يعرض المريض إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة. وشددت الدكتورة "مرحوم" على أنه اذا لم يتم تشخيص المرض بسرعة ودقة وتوعية المريض بطبيعة مرضه يمكن ان يؤدي ذلك الى اعوجاجات وعدم قدرة المريض على استعمال المفاصل الطبيعية المصابة، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى العجز والإعاقة. وبخصوص العلاجات المتوفرة اعتبرت المتحدثة أن الميثوتريكسات يعد من أنجح الأدوية في علاج الروماتويد وأكثرها أمانا مع تأكيدها أنه يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض الجانبية من ضمنها الإحاساس بالألم على مستوى البطن و التهابات في الجسم فضلا عن تساقط الشعر والعياء الشديد وفقدان الشهية والاكتئاب. وتؤكد الدكتورة مرحوم أن قائمة الآثار الجانبية للدواء وإن كانت طويلة إلا أن فعاليته في علاج المرض تجعله البديل الوحيد المناسب والأنسب للعلاج حيث يحد من نوبة الروماتيويد عبر جرعات صغيرة يأخدها المريض تتنوع مابين سبعة إلى عشرين ميليغرام في الأسبوع يأخدها المريض على شكل حقنة داخل العضلة تحت الجلد . وتردف الدكتورة على أن التحسيس يبقى ضروريا ومحوريا في العلاج حيث لابد من وجود رغبة حقيقية للمريض في متابعة العلاج فضلا عن ثقته في الطبيب المعالج وتتبع نصائحه مع ضرورة مراقبة الحالة بشكل مستمر ودوري . وترى الخبيرة في مجال الطب الباطني أن المرضى مطالبون بضرورة التعايش مع العلاج الكابح للمناعة لافتة إلى أن العلاج البيولوجي يبقى ضروريا مع الميثوتريكسات لكي يكون هنالك توازن ولايخلف آثارا جانبية للمريض . وختمت الدكتورة مرحوم مداخلتها بالتأكيد على أن العلاج بالميثوتريكسات استطاع إنقاذ عدد كبير من المرضى وساعد في تجنب ظهور اعوجاجات لديهم على مستوى المفاص والعظام. هذا وعرف اللقاء التحسيسي بمرض الروماتويد عرض شريط فيديو يوثق لشهادات المرضى ومعاناتهم اليومية مع المرض حيث أجمع جل المتدخلين على معاناتهم مع التكاليف الباهضة التي يتطلبها الاستشفاء في ظل غلاء الأدوية فضلا عن ندرة الدواء في المستوصفات والصيدليات . واشتكى المرضى من اضطراهم لاستيراد الأدوية من خارج المغرب فضلا عن ماعانوه خلال فترة الجائحة من انقطاع الأدوية بسبب إغلاق الحدود وتعطل حركة الطيران حيث أن توقف المريض عن تناول الدواء يعرضه لانتكاسة مرضية ويؤثر على حالته الصحية والنفسية . وناشد المرضى السلطات المعنية بالالتفات لمرضى الروماتويد وتوفير الدواء في الصيدليات بكميات وفيرة وبأثمنة معقولة . من جهة أخرى عرف اللقاء مداخلة للأستاذة بالمعهد العالي لمهن التمريض وتقنيي الصحة بالدار البيضاء سهام البغدادي والتي قدمت عرضا تطبيقيا حول طريقة حقن مرضى الروماتويد بالأدوية تحت الجلد. وأكدت البغدادي على هامش عرضها التطبيقي أن المرافقة الصحية ضرورية بغية استعمال المريض للوصفة الطبية بنفسه بظروف موازية للظروف في المؤسسات الصحية لأن المريض فاعل رئيسي في الصيرورة العلاجية. وشدت المتحدثة على ضرورة اتباع طرق معينة في الحقن بين الجلد والعضلة لافتة إلى أن الحقن يظل أخف ضررا تحت الجلد مقارنة بالأقراص لما تسببه من أعراض جانبية خصوصا على مستوى المعدة. و في ختام اليوم التحسيسي أجمع المتدخلون من دكاترة و خبراء ومختصين في مجال الأمراض الجلدية والروماتيزمية على ضرورة انخراط الجميع في عملية التعريف والتحسيس بمرض الروماتويد مع التأكيد على ضرورة التزام المرضى بتلقي العلاجات الضرورية وتجنيد أصدقائهم ووسطهم العائلي في عملية الدعم النفسي حتى لايصبح المرض بمثابة "طابو" . كما دعا المتدخلون لضرورة بحث المريض عن الوسائل التي تحفظ كرامته عوض انتظار المساعدة والدعم المادي من طرف الأشخاص أو الجمعيات . وطالب المجتمعون بضرورة توفير الأقراص والحقن في جميع المستشفيات والمصحات بأثمنة في متناول المرضى مع دعوة الإعلام والمجتمع المدني للتوحد من أجل تنزيل برنامج وطني يعنى بالأمراض المناعية .