بالرغم من قرار السلطات إعادة فتح المجال الجوي للمملكة أمام الرحلات الدولية اعتبارا من 7 فبراير، الجاري بعد إغلاقها منذ نهاية نونبر 2021 لكبح انتشار فيروس كورونا إلإ أن معاناة المغاربة العالقين خارج أرض الوطن لازالت مستمرة في ظل إصرار الخطوط الملكية المغربية على فرض أسعار صاروخية على المواطنين الراغبين في العودة لأحضان أسرهم بعدما فرض عليهم قسرا البقاء لأسابيع طويلة في بعيدا عن الوطن . فرحة آلاف المغاربة العالقين خارج أرض الوطن بفتح الحدود لم يتكتب لها أن تكتمل بعد أن حولت شركة لارام فرحتهم باقتراب موعد العودة لوطنهم إلى كابوس حقيقي في ظل الزيادة الصاروخية التي فرضتها بشكل مفاجئ على الرحلات المبرمجة ابتداء من 7 يناير . "نون بريس" تواصلت مع مواطنين مغاربة عالقين بفرنسا منذ أشهر حيث كانوا عرضة للتشرد والمبيت في الشارع في ظل غياب المأوى وانتهاء صلاحيات التأشيرات الممنوحة لهم . المواطنون الذين ينتمي أغلبهم لأسر معوزة ولجوا التراب الفرنسي قبل أربعة أشهر بعقود محددة الأجل من أجل الاشتغال في جني الفاكهة بإحدى الضيعات الفلاحية بضواحي مدينة تولوز وبعد انتهاء عقودهم تفاجئوا بقرار تعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المملكة المغربية، الأمر الذي فرض عليهم البقاء بفرنسا والعيش في ظروف لا إنسانية في ظل تنكر السلطات لهم وعدم الاهتمام بمعاناتهم في بلاد المهجر. وفي الوقت الذي صرف فيه جل هؤلاء العمال المبالغ التي ادخروها خلال أشهر من الكد والتعب في توفير الطعام والمبيت داخل تفاجئوا بشركة "لارام" تعمق هي الأخرى من معاناتهم التي استمرت لأشهر بفرض زيادات وصفوها بغير المعقولة والتي لاتراعي ظروف وإمكانيات المواطنين الذين بات كل همهم العودة لأحضان أسرهم الصغيرة بعد غياب طويل . وحسب هؤلاء المواطنين فإن ثمن التذاكر ارتفع ليصل إلى 9000 درهم في حين لازالت شركات أخرى عاملة في مجال النقل الجوي ومن ضمنها العربية تلتزم بأسعار معقولة لم تتجاوز 3500 درهم الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول الهدف من الرفع من أسعار التذاكر ومعاقبة المواطنين الذين كانوا يمنون النفس بالاستفادة من أسعار تفضيلية نظرا لتضررهم المباشر من قرار إغلاق المجال الجوي للمملكة . وطالب المواطنون العالقون بتولوز الفرنسية الحكومة بالتدخل لوضع حد لجشع "لارام " ودفعها لتحديد أثمنة تذاكر معقولة لنقل المغاربة صوب وطنهم وإنهاء معاناتهم التي تفاقمت مع الزيادة الخيالية في أسعار تذاكر شركة تابعة للدولة . من جهة أخرى أظهرت وثيقة تهم أسعار الرحلات على متن شركة لارام بتاريخ 7 فبراير أن أسعار الرحلات من مطار أورلي بباريس إلى مطار محمد الخامس وصلت إلى ما يزيد عن 12 ألف درهم.