جاء في موروث ثقافتنا وأعرافنا وتقاليدنا، أن الإنسان الحقيقي، لا يموت أبدا في هذه الحياة. ذلك أنه، إذا كان الموت، قد ينسينا في ماضي وذكريات، رموز وأقطاب، طبعوا تاريخ حياتهم بتجارب وأعمال خالدة؛ فإن إعادة إحياء، سيرهم الذاتية من جديد، ليس سوى إنعاش للذاكرة عند البعض، بل هو شرط أساسي عند الطرف الآخر، قصد ربط الصلة ومد جسر العبور بين سابق ولاحق. والحقيقة أن بين الرأيين معا، نصطدم بواقع مر، مؤداه أن حسنا التاريخي، يكاد يشكو من الوهن والضعف، بل إن غياب أو (تغييب)، الماضي من حاضرنا، كثيرا ما يرمز إلى تراجع عن هذا الماضي، إذ يلاحظ أننا لم نعد نتحدث بإسهاب عن مذكرات رجال ونساء، كرسوا حياتهم وسخروا أنفسهم لخدمة قضاياهم المجتمعية. وعلينا إذن أن نسائل ضمائرنا، هل حسنا التاريخي، يعيش بلا تاريخ؟ ومن منا يعرف عناوين، بيوت قياديين ومفكرين وأدباء ومناضلين، سبق وأن راكموا طبقات متباينة من الإسهامات والأعمال على أكثر من صعيد؟؟ وواحدة من هذه البيوت التي لازالت، تضيء بشمعة زمن التوهج، هو ذاك الذي تستقر به الآن، المناضلة المحترمة السيدة مليكة الحيحي، أطال الله في عمرها؛ الحاملة لتيجان التاريخ المشرف لشقيقها الراحل محمد الحيحي. فهي الشاهدة الأولى على فترات كفاح ونضال الفقيد لأنه رحمه الله، يعد من القلائل الذين لم يخلفوا سيرة ذاتية عن حياته، بل وهب نفسه للدفاع عن القضايا والمطالب الجوهرية لمجتمعه آنذاك. لقد مر يوم الإثنين 12 أبريل 2021، حين لقائها ببيتها المتواضع الكائن بحي يعقوب المنصور بالرباط، بأصداف من الأسئلة المتناثرة أحيانا، وأحيانا أخرى بصمت شامل وذرف لدموع الحسرة على زمن فاجع وكلمات من شوق على أجيال لا تعرف ما فات وما هو آت…لقد بدت لي السيدة مليكة في حضرتها، كأحلام صباي وفتوتي في سبعينيات القرن المنصرم، حينما تعرفت عليها لأول مرة عبر خالتي المرحومة الحاجة فاطمة أم زوجتي. لكني وجدت الحال، يختلف تماما عن وضعها الآني. حينها سألتها كيف تمضي وقتها، فأجابت بأنها، تستيقظ في الصباح وتتناول فطورها وجرعات دوائها، ثم تتنقل بين حجرات البيت قليلا من الوقت لأنه لا يصح لها أن تكثر من الحركة بسبب ظروفها الصحية… غير أن حلاوة روحها، وطيبوبة قلبها المعهودتان، جعلاها تدخل مباشرة إلى صلب الموضوع، وتشير في نفس الوقت إلى ضرورة الانصات بإمعان إلى شهاداتها…فقد باحت في مدخل حديثها، أنه إذا كان معارف القيادي محمد الحيحي، يعتبرون أن الساحة الجمعوية والحقوقية، فقدت (سيد الرجال)، فإنها هي بالإضافة إلى ذلك، قد فقدت (سيد الخوت). والسبب في ذلك، هو تقديرها وامتنانها لما لقيته من عناية وتربية وحظوة من طرف الراحل، وذلك بعد وفاة أمها خديجة رحمها الله سنة 1946 وعمرها لم يتجاوز حينئذ، الأربع سنوات لقد رأت السيدة مليكة الحيحي النور، بالمشور السعيد تواركة بالرباط سنة 1942، داخل أسرة مكونة من الأم خديجة والأب مسعود والأخت البكر ربيعة والمناضل محمد الحيحي رحمه الله. وتلقت تعليمها الابتدائي بمدرسة الأميرة للا عائشة بتواركة، حيث حازت على الشهادة الابتدائية، ثم انتقلت إلى ثانوية مدارس محمد الخامس بالرباط مع ذكرها إلى أنها كانت تتردد بين الفينة والأخرى على بعض العالمات بتواركة من أجل حفظ القرآن. فضلا عن إشارتها، على أن محمد الحيحي، الذي ولد سنة 1928، كان قد تلقى تعليمه في البداية بمدرسة أبناء الأعيان بالمشور، وبأن نباهته، أهلته إلى أن أصبح يقوم بتحفيظ القرآن الكريم للفتيان وعمره لم يتجاوز حينها، الثانية عشرة. ولم يسلم مسار الراحل من عدة عقبات وعثرات، رافقته منذ ريعان شبابه؛ إذ بعد التحاقه بثانوية مولاي يوسف بالرباط سنة 1940، سيتم طرده منها بعد مرور أربع سنوات، وذلك بعد قيادته إلى جانب تلاميذ الثانوية المذكورة لانتفاضة عقب تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944. غير أن نضجه وحماسه وتحرره الفكري، كلها ميزات جعلت منه، قياديا حافلا بالإبداع والاستلهامات المبتكرة. فمضى بخطى ثابتة، متجاوزا الصعاب، ومعليا سقف التحدي عبر نهجه لسياسة التطوع والكفاح والانفتاح على آفاق جديدة. إن محمد الحيحي في رأي أخته مليكة، كان مسؤولا عن تأمين خبز أسرته الصغيرة، بحيث ثبت وأن كلفته والدته قبل وفاتها بأيام قليلة سنة 1946، بالعديد من الواجبات والوصايا الأسرية التي يحكى، أنه دونها بخط يده وهو لم يبلغ وقتئذ، سن الثامنة عشرة. هذا فضلا عن اعتنائه بوالده السي مسعود، الذي عاد منهكا، جراء مشاركته في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب الهندية الصينية التي اندلعت سنة 1945 . لا وقت للراحة، كان ينعم بها القيادي طوال حياته؛ قلق وضيق وتفكير دائم في مسؤوليته الأسرية والمجتمعية. كما أن المرحلة التي مرت بها البلاد سنوات أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، كانت مرحلة وطنية تاريخية، تنامى فيها الاحساس الوطني، وعرفت تفتح جيل بكامله ويقظته وإيمانه بمبادئ وقيم، رسخت لأسس وقناعات ممارسة العمل التطوعي والسياسي والتعمق في أغوارهما. وداخل هذا الزخم الذي تميز بتلاطم الأفكار والتوجهات والرؤى والإيديولوجيات التي روج لها أثناء الفترة المذكورة، انخرط محمد الحيحي بإيعاز من الزعيم المهدي بنبركة، في تأهيل وتأطير الشباب بشكل منظم ضمن الشبيبة الاستقلالية. وبالموازاة مع ذلك، كلف شقيقته مليكة بتجميع الفتيات والنساء من أجل تعليمهن لأبجديات القراءة والكتابة، ومن ثمة، كانت تعقد اجتماعات مسترسلة معهن، بغرض تمرير أهداف ورسائل حزب الاستقلال التي كانت تدعو في مجملها، إلى التعبئة والتماسك الاجتماعي.. ومن بين ما حكي عن الفقيد، هو أنه وبعد إقدامه على الاشتغال كمدرس بالمدرسة المحمدية، لجأ إلى منزل، كان في ملكية عمه بالسوق التحتي (شارع القناصل، درب مارسيل)، حيث استقر به رفقة والده المتقاعد وأخته مليكة. لكن سرعان ما تحول سطح البيت السالف الذكر، إلى تدريب على حمل السلاح لفائدة رجال المقاومة بمبادرة من أبيه. ويروى أيضا، أن عمه الذي سبق وأن اشتغل إلى جانب أحد جنرالات فرنسا، عمل هو الآخر، على فتح دكان بالحي السابق ذكره، وذلك من أجل بيع فحم الطهي أو كما هو معروف لدى العامة (الفاخر)، لكن ذلك لم يكن سوى مطية لتوظيف الدكان في تهريب وتزويد الفدائيين بالسلاح. ومن منطلق ان البطل لا تهزه المتاعب والمعاناة، فكذلك كانت صفة محمد الحيحي، الذي بحث دوما عن شرعية المستقبل وشرعية المناداة بالأفكار التحررية. حيث مثلا، وكما جاء في شهادات الفاضلة مليكة، أن الراحل وعلى الرغم من الكوابح والضغوطات التي لاحقته من قبيل استدعائه في العديد من الفترات إلى مخفر الشرطة الكائن بباب البويبة بالعاصمة الرباط، فإنه كان يصر دوما على الدخول في زمن الفعل، المتدفق بالأفكار والحقائق التي تصور الواقع الأساسي لتلك المرحلة. وهكذا فإن الفقيد، وبعد الانقسام الذي شهده حزب الاستقلال، نجده قد التحق بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم انتمى فيما بعد إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. كما يعد محمد الحيحي في نظر الجمعويين من الرواد الذين أسسوا وارتفعوا إلى حيث دقة القيادة في الحركة المدنية. ذلك أن تجاربه العملية والجمعوية، هي كثيرة ومتعددة، وكانت كلها تنبني على مضاعفة الاحساس بالمسؤولية إزاء أفراد المجتمع وخاصة منهم الشباب، وكذلك حرصه الشديد على الوعي الاجتماعي بمهام الصيرورة ومتاعبها. وهكذا فقد دشن عمله التطوعي والاجتماعي، بإشرافه على تأسيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة بتاريخ 18 ماي من سنة 1956 .وفي سنة 1957، ولج قطاع الشباب والرياضة، حيث أنيطت له مهمة تسيير المخيمات الصيفية، ناهيك عن إسهامه في تأسيس العديد من مؤسسات دور الشباب وذلك بمعية إدارة قطاع الجهاز الوصي على هذه الفضاءات. هذا مع اعتبار مشروع (طريق الوحدة) الذي أنجز خلال السنة المذكورة (أي سنة 1957)، سيظل من الأعمال الخالدة في ذاكرة المرحوم. إد حسب رأي السيدة مليكة، فإن محمد الحيحي، برهن من خلال إشرافه وتأطيره الفعلي للورش المذكور، عن تعلقه بوطنه الذي لم يعرف حبا ساحرا بعده ولجغرافيته ولأهله المغاربة، الذين لطالما كان يكن لهم المثابة والعز والافتخار. كما باحت لنا أخت الراحل، بأنه شكل في نظرها، بهجة ربيع الطفولة والشباب بالمغرب وذلك عبر سهره وتخطيطه للعديد من البرامج والتصورات، التي كانت تروم في معظمها، الاهتمام بالترفيه البريء ومنابع الإبداع الأصيل وكذا ترسيخ القيم الروحية والمعنوية والتطوعية بين أوساط الأطفال واليافعين والشباب. وهكذا فمن بين عديد الأنشطة والاسهامات التي تذكرتها شقيقة الراحل؛ مشاركته الفعالة في مشروع غرس مليون شجرة بالعديد من مناطق المغرب وتقلده لمنصب رئاسة المكتب التنفيذي لاتحاد المنظمات التربوية المغربية، وشغله لمنصب عضوية الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي للطفولة، ومساهمته في السنة الدولية للطفولة التي أقرتها، هيئة الأممالمتحدة. هذا فضلا عن كونه رحمه الله، كان يعد من المؤسسين لمهرجان الشباب العربي ولمهرجان مسرح الهواة بالمغرب. كما أنه وانطلاقا من إيمان القيادي الراحل، بمبادئ حقوق الإنسان وطموحه في نشر مفاهيمها وجعلها من أولويات الحياة اليومية، كممارسة ترعى العلاقات الإنسانية للأفراد داخل المجتمع وكذا العلاقات بين الفرد والدولة، فإنه رحمه الله، قد كان له شأن كبير في تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وانتخب رئيسا لها خلال الفترة الممتدة ما بين 1989 و 1992 . إن حياة محمد الحيحي، وريث الأجداد والأمجاد، مليئة بالأسرار والحقائق التي لا يمكن اختزالها في بضع كلمات أو أسطر. هكذا نطقت دوما رفيقته الشامخة مليكة، وعبرت عن اعتذارها في التريث عند الكلام، بغية استحضار وقائع عديدة، عاشها المرحوم قيد حياته. وهكذا ومن بين ما تذكرته، أنه وبعد مكوثه لمدة طويلة بدار عمه بالسوق التحتي، انتقل رحمه الله سنة 1957، إلى حي المحيط بالرباط، حيث اكترى منزلا بسيطا بالقرب من الكنيسة. لكن لم يعمر بهذا المنزل إلا سنة واحدة، إذ استقر به الأمر بالمنزل الكائن الآن بحي السويسي والمقابل لمستشفى الأطفال ابن سينا وذلك بعد زواجه بالراحلة زهور، شقيقة المهدي بنبركة بتاريخ 8 أكتوبر من سنة 1958. ففي هذا السياق، تحكي مليكة، أنها ومن فرط حبها وتعلقها بمحمد الحيحي وزوجته، فإنها كانت تجعل من مناسبة زواجهما، ذكرى سنوية للاحتفال بهما وتقاسم وشائج المحبة وأواصر الأخوة التي جمعت بين عائلتي الحيحي وبنبركة، بل صارت هذه الذكرى في نظرها بمثابة عيد محلى بطعم الحلوى التي كانت تحرص شخصيا على تحضيرها وقت حلول هذا الاحتفال السنوي. وعن نفسها تروي لنا الفاضلة مليكة، أن عناية وتربية وتأطير شقيقها محمد الحيحي، الذي كان يكبرها بأربع عشرة سنة، أثمر بولوجها إلى قطاع الشباب والرياضة سنة 1960، إذ اشتغلت بالعديد من مراكز حماية الطفولة مثل (مركز تيط مليل، نادي العمل الاجتماعي بالرباط، مركز إعادة التربية ونادي العمل الاجتماعي بالقنيطرة، مركزي الحي المحمدي وسيدي معروف بالبيضاء). كما عملت كباحثة اجتماعية ومساعدة اجتماعية بالرباط منذ سنة 1975 إلى حين إحالتها على التقاعد. هذا مع إشارتها إلى مشاركتها رفقة أخيها محمد الحيحي وزوجته زهور بنبركة، في العديد من المعارك النضالية والأعمال التطوعية والجمعوية وكذا تقديم العون والمساعدة لأبناء وعائلات المعتقلين السياسيين خلال فترات عصيبة مرت بها البلاد. وتتذكر المناضلة مليكة أيضا وهي تذرف الدموع، أن وفاة والدها رحمه الله السي مسعود في أكتوبر من سنة 1966، قد خلف أثرا نفسيا بليغا لدى العائلة بصفة عامة ولدى الراحل محمد الحيحي على وجه الخصوص. وكيف لا وقد شكل له الأب، ضميره الذاتي ودليل صفاته الفكرية وسند إرادته وبوصلته في الحياة…وما إن صمتت قليلا، حتى أجهشت مرة أخرى بالبكاء، حيث وبنفس الروح، تذكرت فاجعة وفاة ملهم العمل التطوعي والجمعوي بالمغرب، الفقيد محمد الحيحي بتاريخ 11 شتنبر 1998. وبعدها بسنوات وبالضبط في يونيو من عام 2007، لبت رفيقة حياته ونضاله، الراحلة زهور بنبركة، نداء ربها، بعدما خلفت منه، الابنين جمال وصلاح واللذان يتواجدان الآن بديار المهجر. ومن بين ما جاء في سطور إحدى الوثائق المحصل عليها في هذا السياق، للراحلة زهور بنبركة، والتي ألقتها خلال حفل تأبين زوجها محمد الحيحي " …أم أستحضر المربي النموذجي الذي كان يهتم بالتنشئة الاجتماعية وتعويد الشباب على القيم والمثل العليا بكل طموح وإصرار.. أم أستحضر المناضل السياسي، الذي لم يكن ينته عند مسؤولياته الحزبية، بل كان ينخرط طواعية في كل القضايا الانسانية ويجعل منها قضايا شخصية له، يقبل عليها بإيمان شديد وبرحابة صدر وتقبل لكل العواقب. أم أستحضر الحقوقي الملتزم بالدفاع عن مبادئ الحياة الكريمة، والذي وإن لم يخبر السجون بجسده، فقد خبرها بغدوه ورواحه الدؤوبين، نصيرا للمعتقلين ومؤازرا لعائلاتهم؛ فكان ظلهم خارج الزنازن، وصوتهم الجوهري في مختلف المنابر داخليا وخارجيا. أم أستحضر، الرائد الجمعوي الذي طبع تاريخ التطوع والبناء بحضوره الموسوم بالإقبال على كل التحديات، وشحذ الهمم والطاقات…أم أقف عند صداقته الحميمية وعشرته الوفية لشقيقي المهدي، منذ أن عرفه مناضلا في خلايا حزب الاستقلال.. بل كان سند أسرته خلال اللحظات الحرجة، ولاسيما بعد أحداث سنة 1963 …أم يكفيني الحديث عنه كزوج وفي، منذ أن جمعتنا ظروف العمل الوطني إبان فترة الحماية، إلى أن وجد فيه شقيقي نعم الرجل للمصاهرة. فكنت عنده أمانة على قدم المساواة مع أمانته الأخرى، التي قلده إياها الشهيد المهدي، أي الجمعية المغربية لتربية الشبيبة. فكان نعم القلب الحنون وكان نعم الحريص على الأمانتين معا، وشديد الافتخار بهما، يبذل كل ما في وسعه للحرص والمحافظة عليهما وفاء بالوعد إلى أن لاقى ربه". وفي خاتمة الكلام، نود أن نشير إلى أن وقت الجلسة التي عقدت مع السيدة مليكة الحيحي، كان يمضي بالنسبة لنا كلحظة ميلاد الراحل محمد الحيحي أو لحظة تذكر بعض من مذكراته. الشيء الذي دفعنا، إلى طرح سؤال، رأينا أنه لا يقبل التأجيل، ومفاده: أكيد أن الفقيد رحمه الله، قد خلف وراءه تاريخا حافلا بالعطاءات والأعمال الخالدة، فأين يمكن العثور على مخطوطاته ومأثوراته، وذلك بغية إحيائها وإعادة النظر إليها بطريقة جذرية، مبنية على أسس علمية وموضوعية؟