أجمع الحاضرون يوم الأربعاء بمقبرة الشهداء بالرباط ، للترحم على روح السي محمد الحيحي مربي الأجيال بمناسبة مرور الذكرى 21 لرحيله في الحادي عشر من شتنبر 1998، على أهمية الحفاظ ذاكرة رفيق المهدي بن بركة ذاكرة حية، مع الانفتاح على الأسئلة الجيدة المطروحة على الحركة الجمعوية التطوعية في سياق التحولات المجتمعية. وأبرزت الكلمات التي ألقيت خلال هذه الزيارة الترحمية التي تنظمها سنويا "حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي" بحضور عدد من الفعاليات الجمعوية والتربوية والحقوقية والأكاديمية وأسرة الفقيد، أن القيم التربوية التي ناضل من أجلها الراحل أحد رواد الحركة الجمعوية التربوية والحقوقية، لازالت تكتسي طابعا راهنيا خاصة منها ما يتعلق بالحركة التطوعية والعمل الجمعوي وقطاع الطفولة والشباب الذي كان المرحوم يوليه أهمية خاصة ونذر حياته للنضال من أجل أن تكون قضاياه في صلب السياسات العمومية، باعتبار أن الشباب يعد الثروة الحقيقية للبلاد. فكما جاء في كلمة "حلقة محمد الحيحي" فإن الفقيد ، إن الفقيد إن كان قد رحل جسدا فإن أفكاره وتراثه، لازالا يشكلان أمانة تقعان على عاتق منظمات المجتمع المدني، خاصة منها التربوية والحقوقية التي آمن بأدوارها الطلائعية في التربية على مبادئ الديمقراطية واشاعة قيم الحرية والمواطنة والتسامح ونبذ التطرف والإنعلاق والاستيلاب. كما أشادت بمناقب الفقيد والسمعة التي كان يحظى بها في مختلف أوساط الفاعلين، وعملهه الذؤوب في المجال السياسي ولباربوي والحقوقي. من جهتها أشادت مليكة الحيحي شقيقة الراحل، بالعمل الجاد الذى تقوم به حلقة الوفاء لذاكرة الحيحي منذ تأسيسها خاصة على سواء على مستوى صيانة تراث الفقيد ومستوى الأنشطة التي تنظمها حول قضايا الطفولة والشباب والعمل الجمعوي التربوي والحقوقي. وقالت بتأثر عميق أن مثل هذه المبادرات رغم طابعها الرمزي فإن محمد الحيحي ورفيقة دربه المرحومة زهور بن بركة شقيقة الشهيد المهدي، فإنها تؤكد بالملوس أنهما نجحا قيد حياتهما في غرس ثقافة الإعتراف والوفاء في نفوس الأجيال التي عملا على تربيتها وتكوينها، وأصبحت عائلتهما لا تقتصران على آل الحيحي وبن بركة، وإنما وأصبحت بسعة الوطن، وقالت مخاطبة شقيقها والجموع تنهر من مقلتاها "ارتح يا أخي مرتاح البال، فقد أديت رسالتك السامية بصدق وأمانة، وهاهم رفاقك وأبنائك يواصلون ترجمة أفكارك". فالحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى من أجل استعادة فكر محمد الحيحي والعمل على توفير الامكانيات والوسائل والبيئة الملائمة للشباب حتى يضطلع بأدواره في عمليات البناء والتقدم مع العمل على اعادة الاعتبار للحركة الجمعوية التطوعية، من خلال جعلها فاعلا مستقلا ونوعيا. كما يقع على عاتق المسؤولين، الاستجابة لمقترحات الحلقة خاصة منها اطلاق اسم الراحل محمج الحيحي على احد شوارع الرباط و‘حدى المؤسسات التربوية، اعترافا بأدواره من جهة وليظل من جهة أخرى نبراسا للأجيال الصاعدة. وتجدر الإشارة الي أن محمد الحيحي ( 1928- 1998 ) كان رئيسا لكل من الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ من 1964 الي 1998 والجمعية المغربية لحقوق الانسان AMDH ، ما بين 1989 و 1992. كما كان الى جانب المهدي بن بركة من المساهمين في اطلاق مشروع طريق الوحدة سنة 1957 .ويعود له الفضل في تأسيس اتحاد المنظمات المغربية التربوية سنة 1991 والذي كان يضم آنذاك كلا من جمعيات لاميج وحركة الطفولة الشعبية، والتربية والتخييم، والمواهب والتربية الاجتماعية، والشعلة للتربية والثقافة والمنار للتربية والثقافة. ولدوره الريادي في الدفاع عن حقوق الإنسان، تم تكريم محمد الحيحي من لدن منظمة HUMAN RIGHTS WATCH الأمريكية ، في نيويورك سنة ،1991 كأول مغربي وعربي يحظى بهذا التشريف الدولي. يذكر أن حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي التي تأسست في 5 دجنبر 2010، بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، تعتبرفضاء للتفكير والحوار حول قضايا ورهانات العمل الجمعوي والحركة التطوعية. وتنظم الحلقة سنويا "الجائزة الوطنية محمد الحيحي للتطوع" التي منحت في دورتها الأولى سنة 2017 الي مشروع طريق الوحدة، في حين عادت الجائزة في دورتها الثانية 2018، مناصفة الى حركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة. كما تستعد الحلقة لتنظيم الدورة الثالثة للجائزة في الخامس من دجنبر 2019 . رئيس "حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي"