مع انتهاء أشهر الصيف وبداية موسم الخريف، من المحتمل أن يبدأ الكثير منا في الإصابة بالزكام والإنفلونزا. وتعد أعراض البرد والإنفلونزا شائعة مع زيادة برودة الطقس، ولكن نظرا لأن فيروس كورونا لا يزال موجودا بيننا، من المهم معرفة الفرق بين هذه الأمراض. وتشبه بعض أعراض فيروس كورونا أعراض البرد والإنفلونزا، مثل السعال الجديد أو ارتفاع درجة الحرارة. وتتمثل الأعراض الثلاثة الرئيسية لفيروس كورونا في سعال مستمر جديد وارتفاع درجة الحرارة وفقدان حاسة التذوق والشم. ويجب على أي شخص يعاني من هذه الأعراض إجراء اختبار وعزل ذاتي على الفور لتجنب انتشار الفيروس. ومع ذلك، نظرا لتحور الفيروس وانتشاره على نطاق واسع، أبلغ العديد من الأشخاص عن أعراض أخرى، مثل التهاب الحلق والعطس. وغالبا ما يشعر المصابون بالزكام بالاحتقان والارتباك، ما قد يؤثر أيضا في قدرتهم على تذوق الطعام. ويمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن في بطانات الأنف أحيانا إلى فقدان حاسة التذوق، هذا إلى جانب كون فقدان حاسة الشم أحد الأعراض الرئيسية الأخرى لفيروس كورونا. ولكن العديد ممن أصيبوا بفيروس كورونا ليس لديهم أي أعراض على الإطلاق وبعضهم يعاني من أعراض أخرى بسبب الفيروس. أعراض مشابهة شهد مرضى "كوفيد-19" الذين تلقوا لقاحاتهم، أعراضا مختلفة للمرض، وقال أحد الخبراء مؤخرا إن هذه الأعراض تشبه نزلات البرد أو الإنفلونزا. وقال البروفيسور تيم سبيكتور، عالم الأوبئة في كينغز كوليدج لندن: "تُظهر بياناتنا أن عدوى ما بعد التطعيم تشبه الزكام أكثر من الإنفلونزا، وأهم الأعراض سيلان الأنف والصداع والعطس والتهاب الحلق وفقدان الرائحة". ويمكن أن يجعل متغير دلتا من الصعب علينا التمييز ما إذا كانت الأعراض لنزلة برد أو "كوفيد-19". ووفقا لمسؤول الصحة في ولاية لويزيانا، جو كانتر، فإنه على الرغم من أن متغير دلتا لا يزال يظهر بأعراض "كوفيد-19" الكلاسيكية، مثل السعال وضيق التنفس والحمى، إلا أنه يمكن الخلط بينها وبين الأعراض الأخرى لنزلات البرد أو حتى الحساسية. وقال كانتر: "إذا كانت لديك أي أعراض، مهما كانت خفيفة، حتى لو كانت التهابا في الحلق، أو سيلانا في الأنف، أو احتقانا في الجيوب الأنفية، فيجب القيام بفحص وتقليل الاتصال بالآخرين". الفرق أوضحت الدكتورة بليندا غريفيث من عيادة فليت ستريت في لندن الفرق بين نزلات البرد و"كوفيد-19″. وقالت الدكتورة غريفيث إن أعراض نزلات البرد تشمل: العطس وسيلان الأنف والتهاب الحلق. وفي معظم حالات البرد، لن تصاب بارتفاع في درجة الحرارة، وفقا للدكتورة غريفيث، وهو أحد أعراض "كوفيد-19″الرئيسية التي يجب البحث عنها. وأضافت الدكتورة غريفيث: "الحمى والقشعريرة وآلام في العضلات، نادرا ما تحدث في نزلات البرد (الزكام)، ولكن يمكن أن تحدث. ومع نزلات البرد، عادة ما تتوقع أن ترى تحسنا بعد أقل من أسبوع، على الرغم من أن هذا قد يختلف". وتابعت الدكتورة غريفيث أنه عندما يتعلق الأمر ب"كوفيد-19″، فإن تمييز الأعراض عن أعراض نزلات البرد سيساعدك عندما يتعلق الأمر بالخطوات والاحتياطات التي يجب اتخاذها. وأوضحت: "تشمل هذه الأعراض فقدان حاسة الشم والتذوق، ودرجة حرارة ثابتة تزيد عن 37.8 درجة مئوية، وتوعك عام وإرهاق، وربما مع آلام في العضلات وصداع. وأحد أكثر علامات "كوفيد-19″ شيوعا هو السعال المستمر الجديد". وواصلت قائلة: "إذا كان السعال ينتج مخاطا ملونا أو إذا كنت تعاني من ضيق في التنفس، فيجب أن يتطلب ذلك دائما فحصا طبيا، ولكن خاصة إذا كنت تعاني من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)". وبينما من المعروف أن البالغين يعانون من الأعراض المذكورة أعلاه، قال خبراء في كينغز كوليدج لندن سابقا إن الأطفال لديهم أعراض مختلفة عن البالغين. وقالت الدكتورة غريفيث إنه يجب أن يكون من السهل تحديد ما إذا كان طفلك مصابا ب"كوفيد-19″ أو نزلة برد أم لا، والأطفال الذين يصابون بفيروس كورونا "من المرجح أن يصابوا بالإسهال أكثر من البالغين". وتابعت: "إذا كان طفلك مريضا بشكل حاد وتظهر عليه الأعراض المذكورة أعلاه، فلا تتأخر أبدا في طلب المساعدة الطبية. وهذا ينطبق أيضا على المرضى في أي عمر ممن يعانون من السعال المستمر الجديد، والذين يعانون من ضيق في التنفس، مع ارتفاع درجة الحرارة أو من دونها. وإذا كنت تعاني من أي مما سبق، فلا تتأخر في طلب الرأي الطبي". وأضافت: "باختصار، إذا كنت تعاني من سعال مستمر جديد، وحمى مزمنة، وفقدان لحاستي التذوق والشم، وكذلك الصداع، فيجب إجراء فحوصات لكوفيد-19 في أسرع وقت ممكن". جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أدرجت الأوجاع والآلام والتهاب الحلق والإسهال والتهاب الملتحمة والصداع وفقدان التذوق أو الشم والطفح الجلدي على الجلد وتغير لون الأصابع كأعراض أقل شيوعا لفيروس كورونا.